هو اسم من الأسماء الفنية الوازنة، التي شقت طريقها الغنائي المغربي الأصيل بثبات، سجل حضوره كمطرب لمدة 37 سنة، حيث كانت البداية مع آلة العود والطرب منذ 1983، يعيش ويستقر منذ الطفولة بعاصمة البوغاز، شمال المغرب طنجة..، جاور مجموعة من الأسماء الفنية المغربية المتميزة كالأستاذين عبد الوهاب الدكالي، عبد الهادي بلخياط، الراحل محمد الحياني، نعيمة سميح، لطيفة رأفت، المرحوم الغرباوي، بهيجة ادريس، إسماعيل أحمد وإبراهيم العلمي، كما عمل مع ملحنين كبار، كالمرحومين عبد السلام عامر.
وعبد الرحيم السقاط…، إنه المطرب محسن جمال الذي أدى العديد من القطع الموسيقية، المغربية الأصيلة، وسجل حضوره في العديد من المحافل الوطنية والمغاربية والعربية، ورغم غيابه مؤخرا عن الظهور بالقناتين الاولى والثانية، في الأمسيات التي تبث نهاية الاسبوع. فهو حاضر على مستوى القطاع السمعي كالإذاعة الوطنية، وبعض الاذاعات الخاصة .. صفحة »إعلام وفنون» اتصلت بمحسن جمال، وكان معه هذا الحوار:
p أين هو محسن جمال الآن، وكيف يقضي فترة الحجر الصحي، وكذلك حالة الطوارئ بسبب جائحة كورونا؟
n كجميع المغاربة، غالبية الوقت أقضيه بالبيت، بعد قضاء المآرب الضرورية، وهي فرصة لتصفح بعض الكلمات الموجودة لدي، كما هي فرصة للعمل على تلحين بعض القطع و فرصة أيضا لإعداد برنامج خاص يومي، منه تلاوة القرآن الكريم، الى جانب ممارسة رياضة المشي، التي تعتبر جد مهمة لي بعدما أصبحت أعاني من ألم الركبة كسائر المتجاوزين لسن الخمسين، وقد أجريت عملية جراحية مؤخرا والحمد لله كللت بالنجاح، ثم أتناول آلة العود للعزف لمدة زمنية، كما أقوم بمساعدة زوجتي بالبيت، لأنها فرصة لمعرفة أشياء كثيرة بالبيت ومعرفة الدور الكبير الذي تقوم به الزوجة وكل السيدات ربات البيوت وحتى الموظفات، الى جانب تتبع بعض مباريات كرة القدم كون أنني مهووس بمتابعة مباريات كرة القدم، و متابعة الاخبار، ومعرفة كل مستجدات كوفيد 19، ونسأل لله أن يرفع عنا هذا الوباء».
p سجلنا غيابك في السهرات التلفزية على مستوى القناة الأولى والثانية، ما السبب؟
n القناتان هما من ساهمتا في غيابي حاليا، أما أنا فالحمد لله موجود، مجموعة من القطع تذاع بالاذاعة الوطنية وبعض الاذاعات الخاصة، وأؤكدها لمنبركم أنه بعد. 37 سنة من العطاء، فإن هناك أيادي خفية معروفة تقف ضد محسن جمال، ولست وحدي، هناك العديد من المطربين الذين افتقدناهم في هذه السهرات أمثال البشير عبدو، لطيفة رأفت، نادية أيوب، آمال عبد القادر، حياة الادريسي، عبد الوهاب الدكالي..، لا يعقل أن يتم إقصاء هذه الأسماء الفنية التي تعتبر وازنة، فحسب رأيي إن هناك إقصاء وحيفا، ونتمنى من المسؤولين المشرفين أن يتداركوا الأمر، كما نتمنى لهم الهداية والعدول، والتفكير في مجموعة من المطربين الذين سجلوا حضورهم القوي على مستوى الأغنية المغربية الطربية، والذين قدموا ويقدمون أعمالا محترمة مقبولة ولهم جمهور كبير من المغاربة يحب الاستماع لقطعهم.
وأشير أيضا إلى أنه إذا أسندت الامور لغير أهلها فما علينا إلا أن نتقبل الوضع الذي لا يرضي الأغنية المغربية الأصيلة التي بدأت تفقد مكانتها وسط هذه الموجة، بسبب الزبونية، إذ نرى نفس الوجوه تسجل حضورها في البلاتوهات، مع الإشارة إلى أننا لسنا ضد أي أحد. بل نحترم الجميع لكن يستوجب الوقوف على هذا الأمر من طرف المشرفين على هذه البرامج بكلا القناتين لتدارك هذا الحيف والإقصاء والتهميش، حيث أصبحنا نرى التقليد وليس هناك إبداع ذاتي..، فلا يعقل أن يقلد هذا أو هذه ابراهيم العلمي مثلا أو عبد الوهاب الدكالي أو الحياني .. فهاته الأسماء يجب أن يكون لها برنامج من قبيل” حتى لا ننسى”، أو لم لا خلق برنامج مواهب لهذه الأصوات الشابة مثل ما كان من قبل، وأوضح هنا في هذا الجانب أنه على المقلد أو المقلدة التي قد تنجح بحضورها وتوفق أن تبحث عن صاحب أو صاحبة الأغنية التي اعتبرتها مدرسة خاصة بها بعد استفادتها من الكاشي بدعم صاحب الأغنية الحقيقي ولو بنسبة 10 في المئة احتراما له. خصوصا وأنه قد يعيش ظروف قاسية، لأن الفنان في بلدنا يعاني ويعاني من خلال التغطية الاجتماعية وحتى الصحية..، ولماذا لا يتم التفكير في الأسماء الوازنة المقصية التي أعطت للأغنية المغربية الشيء الكثير تكريما لها واعترافا لما قدمت أمثال عبد الوهاب الدكالي، بهيجة ادريس، وآخرون.. مع استدعاء ملحنين كحسن وهبي، والقدميري، وعبد الله عصامي، هؤلاء ساهموا في إغناء ريبيرتوار الأغنية المغربية. وأؤكد على أنني لن ولم أقم بأي اتصال على أساس أن أكون حاضرا، لأن لدي والحمد لله اسم نقشته بمداد الفخر والاعتزاز، والحضور والعمل والعطاء لسنوات عديدة، ولدي جمهوري ويمكن لك أن تقوم بشراء أي شيء ماعدا حب الجمهور. وأحمد الله على كل شيء. و كما يقول المثل ”جوعي في كرشي وعنايتي فراسي” ومن أراد محسن جمال، فأنا موجود، أرد على المكالمات، وأختم كلمتي في هذا الشق أنني ألوم وأحمل المسؤولية للمبرمجين لهذه السهرات، في المقابل أنوه بالإذاعة الوطنية التي لازالت تبث مجموعة الأغاني لجيلنا.
p اشتغلتم مؤخرا وحتى قبل الجائحة على أعمال جديدة؟
n لدي سبع قطع جاهزة قبل الجائحة، والحمد لله منذ أن ولجت عالم الفن والطرب، أهييء أربع وخمس قطع كل موسم، ومن بين القطع الأخيرة التي أتممتها مع بداية كورونا قطعة «”ذكرى”» باللغة العربية الفصحى.
p ماذا عن الموسيقى المغربية حاليا؟
n حطموها، بعدما فقدنا الأجواق الوطنية، وغياب الانتاج. ولم يبق من الجوق الوطني سوى خمسة عازفين، وثلاثة من مدينة الدار البيضاء والعديد أوشك على التقاعد. وبات على الفنان المغربي حاليا أن يكلف نفسه بنفسه من خلال تقديم عمل ما، لأن العازفين كانوا يتلقون الدعم والأجر من الإذاعة الوطنية، كي يعد أغنية جديدة. وإذا ما كلف نفسه ومن ماله الخاص وسجل أغنية جديدة، فمباشرة بعد يومين أو أسبوع إذا اقتضى الحال سيجد أغنيته تباع بدرب غلف على شكل قرص بمبلغ خمسة دراهم.
وأذكر أنني أعددت أربع قطع خلال الموسمين الماضيين، وكانت من بينها قطعة ”خليك ليلي”، كان قدغناها سعد لمجرد، واتصل بي العديد من المتتبعين وكنت قد أديت هذه القطعة قبل سنتين في برنامج ”نجوم الأولى” وحاولت أن لا أدخل في نقاشات، من خلال عدم الدخول في أية شبهات.
p تقييمك لموسيقى الجيل الجديد؟
n هناك أعمال جيدة، ولابد من الاشارة إلى أننا فقدنا الرموز المغربية للتلحين كعبد السلام عامر وعبد الرحيم السقاط، عبد النبي الجيراري، أحمد الغرباوي.. رحمهم الله، وقد افتقدت الاغنية المغربية خمسين في المئة التي راحت مع هؤلاء . كما أن الجيل الجديد أصبح يعتمد على الايقاع، وأشكر في الأخير الإذاعة الوطنية وبعض الإذاعات الخاصة التي لازالت تبث مجموعة من القطع المغربية الاصيلة».