نعمان لحلو: بسبب سوء تواصل وزارة الثقافة وجدت نفسي داخل دائرة من الشك ولهذا قلت: «لم أعد أرغب بأموالكم»

وجد الفنان المغربي نفسه مؤخرا وسط موجة من الغضب والإنتقادات ناتجة عن خرجة إعلامية لوزارة الثقافة أعلنت فيها عن مبالغ مالية سيستفيد منها مجموعة من الوجوه الفنية المعروفة، مشيرة إلى أنها دعم استثنائي مما أغضب العديد من المغاربة، واعتبروا أنها باهظة وغير ملائمة في الوقت الراهن الذي يحتاج إليه الشعب المغربي لأي درهم ليتجاوز هاته الأزمة المالية والاقتصادية التي تسبب فيها كوفيد 19، بل هناك من عبر عن سخطه في المنابر الإعلامية والشبكات الإجتماعية. أمام هذا الانفجار ارتأت «الإتحاد الإشتراكي» إجراء حوار مع الفنان الموسيقي نعمان لحلو الذي كان في قائمة المنتقدين، وخصوصا لأنه أعلن عن استغنائه عن هذا «الدعم».

 

– أود أن أعرف رأيك حول الضجة التي أثيرت مؤخرا، فهل لديك ما تصرح به في هذا الإطار خصوصا مع الخرجة الأخيرة التي قامت بها وزارة الثقافة والتي حاولت فيها تصحيح الأمور وأعلنت أن القوانين الخاصة بالدعم قابلة للتجديد وأنهم مستعدون سماع اقتراحات جديدة؟
– بالنسبة للاقتراحات، فقد سبق وتقابلت مع الوزير في 21 من شتنبر الماضي ومنحته أربعة اقتراحات لتغيير كل المنظومة. وللإشارة فهو شخص مسؤول لم يتوانى طيلة فترة المحادثة عن الإنصات وأخذ بعض النقط، لكن الطريقة التي خرجت بها وزارة الثقافة في اليوم الأول والتي أعلنت فيها عن الدعم هي التي جعلتنا نتخبط في هاته المشاكل لأن التصريح لم يكن واضحا.

– تحدث البيان عن «دعم استثنائي» جعلنا نفكر أن له علاقة بالجائحةة؟
– بالفعل، وهذا غير صحيح، فهذا ليس حتى بدعم، ولكنه طلب عروض أطلقته الوزارة منذ سنة 2008، ويكون مرتين في السنة. والأهم أنه ينص بأن الدولة تدخل شريكا معك، ليس كشخص ولكن تتعاقد مع مؤسسة (شركة أو جمعية ..) في إطار إداري وضريبي مقنن.

– إذن عليكم أولا تصحيح بأنه أنه ليس دعما استثنائياة؟
– (مقاطع): لكن فات الأوان، فأغلبية المغاربة تعتقد أن هؤلاء الفنانين الذين تم ذكرهم سوف يدخلون كل تلك الأموال في جيوبهم، خاصة لما سمعوا عن ملايير أو أكثر.. فقد أحسوا بأنه مبلغ كبير ولديهم الحق في ذلك خصوصا في هاته الظروف حيث هناك أشخاص يعيشون في ضنك، لكن عندما يعرف الشخص عدد المنجزات ويتم تقييمها فسيجد أنه مبلغ عادي. مثلا لما تعطي فنانا 10 ملايين عليه أن ينجز بها أربعة أغاني فإنها غير كافية بل سيزيد عليها 60 في المائة أو أكثر ليستطيع إنجازها، وعليه أن يؤدي أتعابا للعاملين في المشاريع، في حالتي أنا شخصيا يجب أن أدفع ل80 شخصا أي بنسبة عشرين فردا في كل عمل فني. وبالتالي فسوء التواصل يدخل الإنسان في دائرة الشك، ولهذا وبكل بساطة لما وجدت نفسي داخل هاته الدائرة، صرحت قائلا « لم أعد أرغب بأموالكم».

– وهنا أيضا أخذك البعض يا أستاذ، وكتبت تدوينات متعددة على مواقع التواصلة؟
– بالفعل، وأجيبهم بأنه عندما أثقلني الكل بالسب والقذف بسبب ما يعتبرونه أموال الدعم الإستثنائي» وجدت نفسي وحيدا، لم يدافع عني أحدا.
لو كان المبلغ قد وصل حتى مليارا واحدا أو عشرة ملايير حتى، لكنت قد تنازلت عليه أيضا، لأن العلاقة الودية التي تجمعني بالمغاربة لا أريدها أن تخدش، فثلاثون عاما ونحن نتبادل الاحترام ومن الصعب علي أن أقنع 30 مليونا من المغاربة، واحدا واحدا، بأن هاته الأموال ليست دعما، لذا حاولت التصرف بأقل ضرر. هناك من لم يتفهم الأمر وهاته مشكلته.

– أخذوا عليك تصرفك على اعتبار كونه دعما قانونيا كان سيستفيد منه العديد ممن سيشتغلون معك في المشاريع، وبأنها أموال كانت ستعيل عاملين في هذا الميدان ولم يكن من حقك أن تتنازل عن حقك وحقهم..؟
– بالفعل، لكن هذه الإجابة لم أسمعها منذ بداية الضجة، عندما كنت في الواجهة وقام الكل يسب وينعل الفنانين الذين س»يأخذون أموال المغاربة في فترة عصيبة» كما أن الوزارة لم تجب أحدا، وانتظرت قبل أن تخرج تصريحا لتوضح فيه بعض الأمور، لن أستحمل أبدا أن أكون موضع شك، فهي فقط مسألة احترام ..
هناك فئة أخرى من المحتجين الذين اقترحوا أن أتسلم الأموال وأمتع هؤلاء المحتاجين. وهذا لا يمكن أبدا، لأننا كشركة مطالبين بتقديم تبريرات و بديل للدولة، على الأموال التي منحتها وأن تطلع على إنجازاتنا وفي هاته الحالة سأكون مضطرا أن أقدم مبلغا باهظا من مالي الخاص، وبالتالي وجدت نفسي محاصرا من كل الطرق، ولذا اخترت السبيل الذي فيه أقل الأضرار. وتجدر الإشارة إلى أن تلك الأموال إذا لم نأخذها فسترجع إلى الصندوق المالي للوزارة، لن يستفيد منها حتى صندوق كوفيد 19.

– هذه فرصة للتوضيح، فهناك عدة ثغرات في المجال الفني؟
– لحد الساعة تواصلت مع الجمهور من خلال ما يقارب 20 وسائل إعلام، ولكن ومع ذلك أقول بأن التواصل الذي كان منذ البداية كان سيئا وطريقة الإعلان عن لائحة الفنانين كانت
سيئة أيضا، لأنه عندما أتعاقد معكم كشركة في إطار مشروع، لماذا تعلنون عن إسمي ؟ وبالتالي هذه عملية مقصودة. وأضيف مجددا أن ذلك المبلغ لا يمثل شيئا بالنسبة لهذا القطاع بكامله، فالصيد البحري مثلا يقدم له ما يقارب 500 مليون دولار وبالتالي فهذا المبلغ عندما توزعه على مختلف الفاعلين الفنيين فلن يساوي شيئا .

– الفنانة لطيفة رأفت طرحت فيديو هي الأخرى حول هذا الموضوع تعبر فيه عن رأيها مع أنها، كما شرحت نفسها في الفيديو، لم تتعود على ذلك من قبل لكن للضرورة أحكام، وتحدثت في ما تحدتث عنه،عن المعايير في مسألة الدعم ..فما رأيك في ذلك؟
– أكيد أن لها الحق في ما قالته، فهناك العديد من التسيب في هذا المجال.

– تحدتث عن الإنتاجات التي طرحت منذ سنة 2008 وتطالب بإخراجها لنراها ونقيمها ونعرف إن كانت بالفعل موجودة وتستحق دعم الوزارة المعنية بالأمر؟
-بالفعل، وقد قلت ذلك شخصيا لوزير الثقافة حين لقائي به، طالبته أن يتم نشر تلك الأعمال في موقع وزارة الثقافة لنعرف لمن ذهبت تلك الأموال.

– وأن يكون هناك شفافية في المعايير..؟
– تماما، فهم يقفلوا على تلك الإنتاجات في الرفوف لا يروجونها ولا يتواصلون بشأنها على صفحتهم الرسمية وبالتالي لا نعرف من أخذ ماذا ونتعرف على شركة الإنتاج التي استفادت وهل تستحق ذلك ..وليس فقط في ما يخص الموسيقى، بل مجالات فنية أخرى مثلا المسرح الذي يحتاج مبالغ مالية أكبر ..والسينما أيضا، والناس تعتقد أنه للأشخاص وهم معذورون، فأنا شخصيا لو كنت مواطنا عاديا وتم إخباري بهاته المبالغ لغضبت. وبالتالي علينا معرفة الأعمال والمعايير التي تم على أساسها الاختيار.


الكاتب : سهام القرشاوي

  

بتاريخ : 08/10/2020