الجائحة الوبائية تتربص بالمشردين في زمن البرد

شهدت درجات الحرارة تغيرا وانخفاضا خلال الأيام الأخيرة بعد حلول فصل الخريف، المعروف بالأنفلونزا الموسمية وتبعاتها المتعددة، والتي ستشكل خطرا إضافيا وعبئا آخر على العديد من الفئات الهشة، صحيا واجتماعيا، خاصة المصابين بأمراض مزمنة، وضمنهم من لا مأوى لهم الذين يبيتون في العراء، مفترشين الأرض وملتحفين السماء.
وضعية تفرض تدخل المصالح الحكومية المختصة ومنظمات المجتمع المدني على حدّ سواء، للمساهمة في تجميع هذه الفئات، من الصغار والكبار ومن الجنسين، الذين يهيمون في الطرقات وعلى جنبات خطوط السكة الحديدية والمحطات الطرقية وغيرها من الفضاءات المختلفة، التي وبكل أسف تتساقط في كل موسم برد كما تتساقط أوراق الأشجار، بسبب تداعياته القاسية والمضاعفات المترتبة عن الأمراض التي يعانونها. مواطنون وجدوا أنفسهم خارج التصنيف المجتمعي، بسبب مشاكل وأزمات متعددة ومركّبة رمت بهم إلى الشارع، يقتاتون على بقايا الأكل ويتخذون من الأكياس والأسمال البالية رداء، ولا يعرفون للخدمات الصحية سبيلا إلا لماما.
مشردون، في حاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى سقف يأويهم، وإلى خدمات صحية تخفف عنهم وطأة المرض، وإلى لقاح ضد الأنفلونزا الموسمية للتقليص من تبعات كوفيد 19، إذا ما أًصيب أحدهم بالعدوى. مواطنون يحتاجون إلى نظافة وأكل دافئ وسرير يقيهم قساوة البرد وصقيعه، وأن تفتح أبواب المؤسسات المختصة في وجوههم، أو تخصيص أخرى إضافية، مع احترام الشروط والتدابير الوقائية للحيلولة دون تحولها إلى بؤر وبائية، وأن يتم توفير كل المستلزمات بها، لضمان استمرارية خدماتها، حتى يكون الإيواء والاستقبال في حجم الانتظارات والآلام التي تعاني منها هذه الفئة، العضوية والنفسية، لا أن يتم التعامل معهم بشكل مناسباتي مآله الزوال في أقرب حال.


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 09/10/2020