نجح فريق نهضة بركان في إحراز كأس الكونفدرالية الافريقية لكرة القدم بعد فوزه على نادي براميدز المصري بهدف لصفر ،في المباراة النهائية التي جمعتهما مساء أول أمس الأحد على أرضية المجمع الرياضي مولاي عبد الله بالرباط، وهي المباراة التي كان على الفريق البركاني بذل مجهود كبير لتجاوز منافس عنيد ظهر بمستوى تقني وبدني عالي جدا.
نهضة بركان كان يدرك أن المهمة لن تكون بالسهلة أمام فريق مصري يمتلك كل المقومات التي تجعل منه ندا شديد البأس، إمكانيات مالية وهيكلية عالية، لاعبين بمهؤلات بدنية وتقنية ممتازة إضافة لرغبة مسؤوليه في إحراز لقب كان سيكون الأول من نوعه يدخل خزينة الفريق الفارغة من الألقاب علما أن بيراميدز حديث النشأة والتأسيس.
في هذا السياق، دخل لاعبو الفريق البركاني وهم يعتمدون على تقارب خطوطهم وتكافلهم في انتزاع الكرة وفي التحول بسرعة لشن العميات الهجومية، وكانوا الأقرب في عدة مناسبات من افتتاح التسجيل لولا تفوق حارس مرمى الفريق المصري وقوة خط دفاعه وتماسك خطوطه.
واصل فريق نهضة بركان ضغطه على مرمى فريق بيراميدز خاصة عبر الجانحين حمدى العشير وزكريا حدراف والمدافعين عمر النمساوي ومحمد عزيز، حيث كانوا يمدون المهاجم محسن ياجور بالكرات و التمريرات الخطيرة ، قابلها الفريق الخصم بهجمات مرتدة بواسطة نجمه ابراهيم السعيد الذي فرضت عليه رقابة فردية من قبل متوسط الميدان البركاني العربي الناجي .
وفي الدقيقة 15، يتمكن الفريق البركاني من تسجيل هدف التقدم بعد عملية منظمة انطلقت من ضربة خطأ جانبية نفذها عمر النمساوي لداخل مربع العمليات ،لتجد محسن ياجور في انتظارها وسط فوضى دفاعية للفريق المصري.
ارتفع إيقاع المباراة بعد تسجيل الهدف،واندفع لاعبو الفريقين غير مبالين بالاصطدامات البدنية المتكررة والتي دفعت بعضها حكم المباراة الكاميروني أليوم نيان الى إشهار عدد من البطاقات الصفراء في صفوف لاعبي الفريقين معا.
وكانت الندية الكبيرة و الاندفاع البدني القوي الذي هيمن على أسلوب لعب الفريقين قد غطى على الأسلوب الفرجوي الذي اعتاد أن يقدمه الفريقان.
نفس الأسلوب ظل حاضرا خلال الشوط الثاني من المباراة، اندفاع بدني وخشونة في العديد من التدخلات، وتميز هذا الشوط بسيطرة هجومية لفريق بيراميدز في بحثه عن تعديل الكفة،حيث رمى الفريق المصري بكل ثقله على مرمى الحارس زهير العروبي ، قابلها فريق نهضة بركان بمرتدات خطيرة كادت أن تثمر في أكثر من مناسبة بواسطة الثنائي محسن ياجور و حمدي العشير ،الذي أضاع ببشاعة في الدقيقة 71 فرصة سانحة للتسجيل، كادت ستقضي على آمال الفريق الخصم في التعديل ،و تنعش من حظوظ نهضة بركان في التتويج .الاندفاع البدني أسقط لاعب نهضة بركان بكر الهلالي في مصيدة تلقي البطاقة الحمراء،ولحسن حظ الفريق البركاني فخروج بكر الهيلالي حدث في آخر دقائق المباراة.
وصمد الفريق البركاني إلى نهاية اللقاء محافظا على تقدمه ومنهيا المباراة بفوز مكنه من إحراز اللقب القاري ولأول مرة في تاريخه.
وهكذا،تمكن أشبال المدرب طارق السكيتوي من انتزاع اللقب القاري للمرة الأولى في تاريخ النادي البرتقالي، بعدما فشل في ذلك الموسم الماضي، حينما سقط بركلات الترجيح أمام الزمالك المصري، ليصبح سابع فريق مغربي يتوج بلقب كأس الكونفدرالية الافريقية بعدما سبقته أندية الكوكب المراكشي (1996)، و الرجاء الرياضي (2003)، والجيش الملكي (2005)، والفتح الرباطي (2010) ، والمغرب الفاسي (2011) ، ثم الرجاء الرياضي (2008).
و عقب اللقاء، جرت مراسيم تتويج فريق القلعة البرتقالية ، بحضور رئيس الكونفدرالية الافريقية لكرة القدم أحمد أحمد و رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع،وسط فرحة عارمة لمختلف مكونات فريق نهضة بركان.