الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان: حدث افتتاح القنصلية في مدينة العيون ترجمة لعلاقات إماراتية مغربية تاريخية راسخة ولشراكة استراتيجية تقوم على أعلى المستويات
ثمن وزير الخارجية والتعاون الدولي والمغاربة المقيمين بالخارج، أمس الأربعاء بمدينة العيون، مبادرة افتتاح دولة الإمارات العربية المتحدة قنصلية لها بجوهرة الأقاليم الجنوبية المغربية كأول دولة عربية، أسوة بعدد من البلدان الإفريقية التي افتتحت تمثيليات قنصليات لها في كل من العيون والداخلة وصل عددها إلى اليوم 15 قنصلية.
وأوضح، في كلمة له بحضور سفير دولة الإمارات العربية المتحدة العصري أحمد سعيد الظاهري، أن افتتاح القنصلية اليوم يأتي في سياق تنفيذ مضامين الاتصال الهاتفي الذي جرى في 27 من أكتوبر الماضي بين جلالة الملك محمد السادس وسمو الشيخ محمد بن زايد الذي ثمن فيه جلالته قرار الإمارات العربية المتحدة الداعم للوحدة الترابية للمغرب على هذا الجزء من ترابه، كما يعتبر تجسيدا لموقف الإمارات العربية المتحدة الثابت في الدفاع عن حقوق المغرب المشروعة وقضاياه العادلة.
واعتبر وزير الخارجية والتعاون الدولي والمغاربة المقيمين بالخارج أن قرار دولة الإمارات العربية المتحدة القاضي بفتح قنصلية لها بالصحراء المغربية، تزامنا مع احتفالات الشعب المغربي بالذكرى 45 للمسيرة الخضراء لاسترجاع الأقاليم الصحراوية ويوم العلم الإماراتي، يأخذ دلالات سياسية وقانونية ودبلوماسية كما اعتبرها امتدادا لعلاقات تاريخية لعقود اشترك في وضع أسسها الراحل جلالة المغفور له الحسن الثاني وصاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
وقال ناصر بوريطة إن فتح قنصلية لدولة الإمارات العربية المتحدة بمدينة العيون يعبر على المستوى السياسي عن موقف سيادي ثابت وموصول لدولة الإمارات العربية المتحدة ودعمها للوحدة الوطنية والترابية للمملكة المغربية، وعلى المستوى القانوني يترجم تراضي الدولتين لإرساء قناة للتواصل على التراب الوطني لرعاية مصالح مواطنيها، سواء أكانوا أشخاصا طبيعيين أم معنويين، وتقديم المساعدة إليهم عند الحاجة، مضيفا أنه على المستوى الدبلوماسي تشكل القنصلية آلية لتعزيز علاقات التعاون الثنائي على المستوى الترابي وتنمية العلاقات التجارية والاقتصادية والثقافية والعلمية.
وبالمقابل جدد رئيس الدبلوماسية المغربية التأكيد على أن المغرب كان ولايزال -وبإصرار وحزم- ثابتا في وقوفه إلى جانب دولة الإمارات العربية المتحدة ودعم حقها السيادي على جزرها الثلاث: طنب الكبرى وطنب الصغرى و أبو موسى وعلى مياهها الإقليمية ومجالها الجوي والجرف القاري للمنطقة الاقتصادية الخالصة للجزر الثلاث، مشيرا إلى أن هذا الموقف المبدئي والتضامني نابع من الإيمان الصادق بأهمية المحافظة على الوحدة الترابية للدول العربية والقناعة التامة أنه لا سبيل لمواجهة التحديات إلا بتقوية الصف وتحقيق وحدة الكلمة والتغلب على دعاة وأسباب التفرقة.
وقال الشيخ عبد لله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي في كلمة مسجلة، أن حدث افتتاح القنصلية في مدينة العيون ترجمة لعلاقات إماراتية مغربية تاريخية راسخة ولشراكة استراتيجية تقوم على أعلى المستويات أسسها المغفور لهما الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والملك الحسن الثاني منذ 1971وعززت بمشاركة دولة الإمارات في المسيرة الخضراء، واستكمال لمسيرة متألقة من وحدة المصير والتعاون المستمر حرصت على دعمهما وتطويرهما قيادتا البلدين، مشددا على أن موقف دولة الإمارات العربية المتحدة ثابت في الوقوف مع المغرب قي القضايا العادلة بالمحافل الدولية، وثمن دور جلالة الملك في مواصلة التنسيق والتشاور مع القيادة بدولة الإمارات في كل ما من شأنه تحقيق الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، وفي الدفع نحو الجهود الدولية والأممية لحل النزاعات والأزمات على المستويين الإقليمي والعالمي، معربا عن أمله في أن تقوم القنصلية الإماراتية بدور هام في توسيع مجالات الاهتمام المشترك وتعميق التعاون الثنائي بين البلدين.
وبدوره قال سفير دولة الإمارات العربية المتحدة بالرباط العصري أحمد سعيد الطاهري إن افتتاح قنصلية بلاده بالعيون سيساهم في تعزيز العلاقات الثنائية وسيعطي دفعة قوية للتعاون بين البلدين على مختلف المستويات خاصة الاقتصادية والاستثمارية والثقافية بما يسمح بتطوير العلاقات بين البلدين نحو الأفضل خدمة لمصالحهما المشتركة، مشيدا بالإصلاحات التي قام بها جلالة الملك بالأقاليم الجنوبية، التي عرفت تطورا كبيرا في شتى المناحي جعل من مدينتى العيون والداخلة قطبين اقتصاديين وجسرا استراتيجيا نحو القارة الإفريقية.
وللإشارة شهدت مدينة العيون، صباح أمس، على بعد يومين من الاحتفال بالذكرى 45 لانطلاق المسيرة الخضراء، افتتاح مقر القنصلية العامة لدولة الإمارات العربية المتحدة بحي القتصليات يقوم بتدبير شؤونها القنصلية القنصل عيسى البلوشي في انتظار تعيين قنصل جديد في القادم من الأيام ،كما أعلن سفير الإمارات في الرباط.
