أخفت طوارئ الحجر الصحي، التي تعيشها بلادنا الاحتقان الكبير الذي تعرفه ألتراس فريق الجيش الملكي، بعد خيبة الأمل الكبيرة، وهم يرون فريقهم ينهي الموسم بعيدا عن تحقيق تلك الأحلام الوردية، التي كان وعدهم بها المدرب «عبد الرحيم طاليب»، وهو يوقع عقده مع إدارة الجيش الملكي.
ولم تخف «إلتراس» الفريق العسكري، ذلك إذ عبرت عن غضبها من المسؤولين والمدرب طاليب من خلال صفحاتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وذهبوا بعيدا بالمطالبة بإنهاء مهمته على رأس الإدارة التقنية للفريق، بعدما فشل في جعله يعانق ولو هدفا واحدا من تلك الأهداف العديدة التي كان رسمها وخطط لها بل واعتبرها «في الجيب» .
وكانت أكبر المؤاخذات على طاليب هي فشله في الانتدابات التي قام بها، بالرغم من غياب التجربة عند مجموعة من انتدبهم، وهو ما كان اعترف به، لكنه كان وعد بمواكبتهم وجعلهم قادرين على تحقيق الأهداف.
وتسببت هذه الانتدابات في توتر العلاقة بين «عبد الواحد الشمامي» والكولونيل مأجور «بوبكر الأيوبي»، بعد أن حمل كل واحد منهما الآخر مسؤولية فشل الانتدابات، وهو الأمر الذي وصل إلى الجنرال» محمد حرمو»، حيث استمع إلى كل الأطراف، لكن طبيعة التحفظ
داخل المؤسسة العسكرية، جعل نتائج اللقاء تبقى في سرية تامة، باستثناء تجديد الثقة في المدرب طاليب.
وتبقى استقالة عبد الواحد الشمامي من مهامه كناطق رسمي هي التي طفت إلى السطح، وهو ما يفسر بأن التعايش بينه وبين الكولونيل مأجور «بوبكر الأيوبي» لم يعد ممكنا .
وبعيدا عن تبادل الاتهامات حول من انتدب من، فإن الواقع كشف بأن الانتدابات التي قام بها طاليب كانت في مجملها فاشلة، خاصة وأنه تم الاستغناء عن مجموعة منها بمبررات مختلفة (الرغبة في تغيير الاجواء، عدم التأقلم…)، وهو ما يظهر في العمق التناقض الكبير بين صورة المواهب الكبيرة والواعدة، التي كان قدم بها «طاليب» كل اللاعبين الذين انتدبهم وبين تلك الصورة التي رسمها لهم وهو يتخلى عنه ويضعهم في لائحة الانتقالات.
ويعيش الفريق العسكري نفس السيناريو كل موسم، منذ أن هجرته الألقاب لأكثر من عقد، وهو ما يفسر بأن إدارة الفريق تلذغ بنفس الطريقة منذ سنين.
وأصبح كل مدرب يفشل في تحقيق الأهداف المسطرة، يختفي وراء مشروع التكوين وكأن الجيش الملكي لم يكن يوما «زعيما « ولم يكن ينافس على الألقاب.
وعمد طاليب مع بداية هذا الموسم إلى مجموعة من الصفقات، شملت لاعبين من البطولة، وآخرين أجانب من بينهم الدولي الكونغولي» يانيك بانغالا ليتومبو» القادم من فريق فيتا كلوب، والذي تم التعاقد معه لمدة ثلاث مواسم، وذلك بعد تجاوزه كل الفحوصات الطبية والإختبارات التقنية، والتي خضع لها يوم الاثنين الماضي .
وسيعوض اللاعب الكونغولي الجديد، المدافع ديني بورغيس» من الرأس الأخضر.
وهناك مجموعة من اللاعبين يتم اختبار قدراتهم البدنية والتقنية يوجد من بينهم اللاعب ياسين عبد العالي، الوافد من الدوري البلجيكي، وكان يحمل قميص فريق رويال انتورب البلجيكي وهو من أصول مغربية.
وللوقوف على كل مقومات هذا اللاعب تم إشراكه في المباراة الودية التي خاضها الفريق العسكري ضد وداد فاس.
وكان الفريق العسكري انتدب لاعبا آخر من بلجيكا من أصول مغربية، وهو اللاعب الذي تم التخلي عنه هذه السنة.
وكان هذا اللاعب، أثار الكثير من الاتهامات ،خاصة وأن الوداد الرياضي، لم يقتنع بمؤهلاته، قبل أن يوقع له الجيش الملكي.
وكان مقررا إجراء مباراة ودية ثانية ضد الإتحاد البيضاوي يوم الأربعاء بالمركز الرياضي المعمورة، لكنها تأجلت بعدما علم الفريق العسكري بأن «الطاس» لم يجر تحاليل الكشف عن فيروس (كوفيد-19 )، وهو البروتوكول الذى تصر إدارة الجيش الملكي على إحترامه، قبل كل مباراة خوفا من يلتقط لاعبوها العدوى بالفيروس.
الجيش الملكي .. غضب خارج الأسوار واطمئنان داخل مركز المعمورة
الكاتب : عبد المجيد النبسي
بتاريخ : 06/11/2020