أكد هوبير سيان، المحامي في نقابة المحامين في باريس، و رئيس مؤسسة «فرنسا-المغرب، من أجل السلام والتنمية»، أن مغربية الصحراء حقيقة تاريخية، أثبتتها الثقافة والاقتصاد والقانون.
وفي قراءة لخطاب جلالة الملك محمد السادس، بمناسبة الذكرى الخامسة والأربعين للمسيرة الخضراء، قال السيد سيان، عضو المنصة الدولية للصحراء المغربية، إن «كل من يعرف هذا البلد العتيق والجميل المغرب ، لن يخامرهم أي تردد في موضوع الصحراء، لأن مغربيتها حقيقة تاريخية ، أثبتتها الثقافة و الاقتصاد والقانون». و يضيف « إن المغرب كان أكبر من ملكية بالمعنى الأوروبي، إذ كان إمبراطورية وسع نفوذها جميع أنحاء شمال – غرب أفريقيا».
و في إشارة إلى قرار مجلس الأمن الدولي الأخير، 2548 بشأن الصحراء، أوضح السيد سيان، الأستاذ في القانون و المؤلف، أن: «هذا النص المعياري الملزم، يجمع في الواقع أفضل الضمانات لمستقبل هادئ للمناطق الجنوبية ضمن المغرب». و ذكّر كذلك، بأن مجلس الأمن الدولي، أحاط علما باقتراح المغرب للحكم الذاتي ورحب بجهود المغرب الجادة وذات المصداقية، للتحرك نحو تسوية سياسية، والتي قال إنها : «دعوة إلى الواقعية والبراغماتية».
و بخصوص فتح عدة بلدان شقيقة وصديقة، لقنصلياتها في مدينتي العيون والداخلة، قال سيان إن : «هذا توجه رئيسي»، مما يعني أن : «هذه البلدان، قد تصرفت بالفعل، بمنطلق الأغلبية الساحقة الداعمة للقرار المغربي، الذي يخص هذه الأقاليم، والداعم كليا لإنشاء وفود قنصلية دائمة بها». وقال أيضا، إنه عندما يرحب مجلس الأمن بالتدابير والمبادرات المغربية في مجال حقوق الإنسان، «فإن هذا اعتراف بالمغرب الديمقراطي «، وهو «درس بليغ ودامغ للمناوئين بشكل ممنهج «.
و أضاف في ختام حديثه، بأن رهان هذه القضية في النهاية ليس مغربيا فحسب، بل إقليمي وأفريقي و أوروبي أيضا، ذلك لان الصحراء المغربية، «أرض محورية في صياغة السلام والتنمية، على هذا المحور الشمالي الجنوبي. وهكذا، فإن مستقبل الكل سوف يكون محمياً بفضل ماضيه».
الخبير الجيو-سياسي الفرنسي، إيمريك شوبراد: خطاب ملكي «متبصر»
أكد الخبير الجيو-سياسي الفرنسي، إيمريك شوبراد، أن الخطاب الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى الأمة بمناسبة الذكرى الخامسة والأربعين للمسيرة الخضراء، لا يكتسي طابعا «جوهريا» وحسب بل إنه ذو رؤية «متبصرة».
وقال الخبير الفرنسي في قراءة لمضامين الخطاب الملكي، إنه جوهري على عدة أصعدة. ففي البداية، ذكر جلالة الملك بأن المسيرة الخضراء ليست مجرد «حدث تاريخي تأسيسي»، بل «إنها دينامية تترسخ في الزمن. فاستكمال سيادة دولة عريقة مثل المغرب يستغرق سنوات بالضرورة».
بعد ذلك، سلط جلالة الملك «الضوء على معطى جلي وإيجابي بالنسبة للمغرب نفسه، ولكن أيضا لاستقرار المنطقة برمتها، ألا وهو ترسيخ مغربية الصحراء».
وفي هذا السياق، قام إيمريك شوبراد، مؤلف كتاب «الجغرافيا السياسية لملك، مقال حول مغرب حديث ومتعدد الأقطاب»، الصادر سنة 2019 عند دار النشر «إليبس»، بتعداد الانتصارات التي حققها المغرب في النزاع حول الصحراء.
ففي البداية، هناك «انتصار على مستوى الأمم المتحدة، حيث أن الإيديولوجية الموروثة عن الحرب البادرة، غير العادلة وغير الواقعية، أضحت متجاوزة. ومن الواضح، أن مجلس الأمن يدعم المبادرة المغربية للحكم الذاتي». تأتي بعد ذلك «الانتصارات على مستوى إفريقيا، حيث قام المغرب، الذي أصبح حاليا فاعلا رئيسيا في الاتحاد الإفريقي، في كل مكان، بتعزيز الدعم الذي تلقاه مغربية الصحراء والتفويض الكامل للأمم المتحدة بشأن هذا الموضوع».
وأخيرا -يضيف شوبراد- «تتحقق المزيد من الانتصارات، بقيام عدة دول هذا العام بافتتاح تمثيليات قنصلية لها بكل من العيون والداخلة، آخرها الإمارات العربية المتحدة». «وفي المجموع، هناك 163 بلدا عبر العالم، أي 85 بالمائة من الدول، لا تعترف بالكيان الشبحي المتمثل في البوليساريو».
ولفت شق ثاني من الخطاب الملكي انتباه الخبير الجيو-سياسي المتخصص في القضايا البحرية: السيادة البحرية و»الاقتصاد الأزرق».
وأضاف أن جلالة الملك ذكر بأن تنمية الأقاليم الجنوبية يمر عبر الاقتصاد الأزرق، وتطوير الموانئ مثل ميناء الداخلة الأطلسي، وتحلية مياه البحر، والطاقات البحرية المتجددة.
المحامي ورجل القانون الفرنسي هوبير سيان: «مغربية الصحراء حقيقة تاريخية أثبتتها الثقافة والاقتصاد والقانون»
الكاتب : ترجمة: المهدي المقدمي
بتاريخ : 10/11/2020