أضحت مختلف شوارع وفضاءات مدينة الخميسات، في المدة الأخيرة، تعيش على إيقاع ظاهرة النبش والتنقيب في صناديق اﻷزبال، والتي وقع في حبالها، مؤخرا، العديد من المواطنين على خلفية تأزم الأوضاع الاجتماعية بشكل غير مسبوق نتيجة فقدان العديد من الأشخاص لفرص ممارسة أعمالهم المعتادة بسبب تفشي وباء كورونا. ظاهرة صارت مع مرور الوقت «مشهدا مألوفا» بمجموعة من أحياء عاصمة زمور، وكنموذج فقط نشير إلى الحي المسمى محليا «الكومندار»، محيط السوق العشوائي عند منتهى زنقة فرحات حشاد وفلسطين، والمحور الطرقي محج عبدالحميد الزموري الذي يربط بين شارعي محمد الخامس وخالد بن الوليد المؤدي شمالا لسيدي سليمان.
عملية النبش في «صناديق الأزبال» باتت تشكل ملاذا لشريحة كبيرة من اﻷشخاص من مختلف اﻷعمار، بمن فيهم اﻷطفال، والذين أجبرتهم أوضاع أسرهم العصيبة الراهنة، على البحث عما قد تجود به أكياس النفايات المنزلية من «مخلفات» مختلفة الأشكال والأحجام، تكون صالحة للبيع لتجار «الخردة «وغيرها، بدراهم معدودات قد تعين في اقتناء الحد الأدنى من ضروريات المعيش اليومي، من سكر وزيت وشاي…
إنهم مواطنون يحملون في ملامح وجوههم كل عناوين الانكسار والحزن العميق، يمضون يومياتهم في التنقل بين الدروب، كما يقصد بعضهم اﻷسواق العشوائية لبيع الخضر والفواكه وغيرها، مستعملين عربات تجرها الدواب،عربات اليد، الدراجات الهوائية، بحثا عن مواد يمكن المتاجرة فيها، أو«فضلات» قد تكون صالحة لتغذية الماشية؟
وارتباطا بهذه الظاهرة الحاملة لكل دواعي القلق ، تجدر الإشارة إلى عواقبها الصحية الوخيمة على ممتهنيها أولا، بفعل الاحتكاك المباشر مع النفايات، وعلى باقي أفراد أسرهم أيضا، كما أن عمليات استخراج الأكياس المليئة باﻷزبال من صناديق القمامة وتمزيقها وتفريغ مشمولاتها عشوائيا ﻹفراز ما هو صالح للبيع، يساهم، بهذا الشكل أو ذاك، في تلويث الفضاءات والأماكن العامة، دون إغفال انتشار الروائح النتنة التي تهدد الصحة العامة ، علما بأن الحرب ضد تفشي فيروس كورونا، المتواصلة تستوجب الالتزام بشروط النظافة والتطهير الأساسية وعدم التراخي في التقيد بالتدابير الوقائية الضرورية لمنع كل أسباب انتقال العدوى بين المواطنين؟
ينتمون لمختلف الفئات العمرية : تزايد أعداد «المنقبين» في صناديق القمامة مؤشر مقلق بشأن اتساع دائرة الفقر المدقع بالخميسات!
الكاتب : أورارى علي
بتاريخ : 23/11/2020