تعيين‭ ‬ناطقين‭ ‬بالفرنسية‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬بايدن‭ ‬يثير‭ ‬ارتياح‭ ‬باريس‭ ‬

انطوني‭ ‬بلينكن‭ ‬عن‭ ‬المغرب‭:‬ النظرة‭ ‬الاستشرافية‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭ ‬تسعى‭ ‬لتعميق‭ ‬الأسس‭ ‬الديمقراطية
الفكر‭ ‬الديني‭ ‬المتسامح‭ ‬للمغرب‭ ‬أصبح‭ ‬بفضل‭ ‬الملك‭ ‬دوليا‭ ‬وليس‭ ‬فقط‭ ‬قاريا‭ ‬

 

 

بدأت‭ ‬حكومة‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬المستقبلية،‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬اللبنات‭ ‬الأولى‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬البيت‭ ‬الابيض،‭ ‬والتي‭ ‬ستؤسس‭ ‬لعهد‭ ‬جديد‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬سواء‭ ‬أكانت‭ ‬المحلية‭ ‬أو‭ ‬القارية‭ ‬أو‭ ‬الدولية،‭ ‬هذا‭ ‬عبر‭ ‬منح‭ ‬أسماء‭ ‬مرموقة،‭ ‬خدمت‭ ‬سابقا‭ ‬في‭ ‬حكومة‭ ‬الرئيس‭ ‬الأسبق‭ ‬باراك‭ ‬أوباما،‭ ‬الأولوية‭ ‬في‭ ‬التعيينات‭ ‬الحكومية،‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬انطوني‭ ‬بلينكن‭ (‬58‭ ‬سنة‭)‬،‭ ‬الذي‭ ‬سيتولى‭ ‬منصب‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬خلفا‭ ‬لمايك‭ ‬بومبيو‭ ‬الذي‭ ‬أدى‭ ‬‮«‬اغنية‭ ‬البجعة‭ ‬الخاصة‭ ‬به‮»‬،‭ ‬وهي‭ ‬عبارة‭ ‬تطلق‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬الأخير‭ ‬ما‭ ‬قبل‭ ‬التقاعد‭ ‬أو‭ ‬الموت‭. ‬وانطوني‭ ‬بلينكن،‭ ‬المستشار‭ ‬المقرب‭ ‬من‭ ‬الرئيس‭ ‬المنتخب‭ ‬جو‭ ‬بايدن،‭ ‬والذي‭ ‬شغل‭ ‬في‭ ‬عهد‭ ‬باراك‭ ‬اوباما‭ ‬نفس‭ ‬المنصب،‭ ‬علاوة‭ ‬على‭ ‬عمله‭ ‬في‭ ‬وزارة‭ ‬الخارجية،‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬رئاسة‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬بيل‭ ‬كلنتون،‭ ‬قد‭ ‬زار‭ ‬المغرب‭ ‬خلال‭ ‬عهد‭ ‬باراك‭ ‬اوباما‭ ‬و‭ ‬تحديدا‭ ‬في‭ ‬سنة‭ ‬2016،‭ ‬وتحدث‭ ‬وقتها‭ ‬باعتباره‭ ‬ضيفا‭ ‬لـ‮ «‬ميدي‭ ‬1‭ ‬تي‭ ‬في‮»‬،عن‭ ‬العلاقات‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬المغرب‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬وتحديدا‭ ‬حول‭ ‬موضوع‭ ‬التعهدات‭ ‬الأمنية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الساحل،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ ‬كلا‭ ‬من‭ ‬المغرب‭ ‬والشريك‭ ‬الأمريكي،‭ ‬لهما‭ ‬نفس‭ ‬التوجه‭ ‬الأمني‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الساحل‭. ‬
وقد‭ ‬جاء‭ ‬كذلك،‭ ‬في‭ ‬مقتطف‭ ‬لما‭ ‬قاله‭ ‬انطوني‭ ‬بلينكن،‭ ‬سنة‭ ‬2016‭ ‬ما‭ ‬يلي‭: ” ‬في‭ ‬بادئ‭ ‬الأمر،‭ ‬نحن‭ ‬على‭ ‬اطلاع‭ ‬بالنظرة‭ ‬الاستشرافية‭ ‬والمستقبلية‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك،‭ ‬نظرة‭ ‬تسعى‭ ‬لتعميق‭ ‬الأسس‭ ‬الديمقراطية‭ ‬وتطبيقها،‭ ‬ناهيك‭ ‬عن‭ ‬فتح‭ ‬وتنويع‭ ‬وتجديد‭ ‬الفرص‭ ‬في‭ ‬وجه‭ ‬الشباب،‭ ‬بغية‭ ‬الرفع‭ ‬من‭ ‬جودة‭ ‬التعليم‭ ‬وتوفير‭ ‬فرص‭ ‬شغل‭ ‬وفيرة‭ ‬لهم‭ ‬بطبيعة‭ ‬الحال،‭ ‬إذ‭ ‬ستمكن‭ ‬هذه‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬من‭ ‬تجنب‭ ‬تكوين‭ ‬جيل‭ ‬من‭ ‬الشباب‭ ‬الضائع،‭ ‬قد‭ ‬يبحث‭ ‬في‭ ‬أية‭ ‬لحظة‭ ‬عن‭ ‬بديل‭ ‬لحياته‭ ‬اليومية،‭ ‬وهذا‭ ‬أمر‭ ‬في‭ ‬غاية‭ ‬الأهمية‭.‬
يرتبط‭ ‬الشق‭ ‬الثاني،‭ ‬بسؤال‭ ‬الدين،‭ ‬فكما‭ ‬نعلم‭ ‬فإن‭ ‬للمغرب‭ ‬تاريخا‭ ‬عميقا‭ ‬وعظيما‭ ‬مع‭ ‬الإسلام،‭ ‬والمندمج‭ ‬مع‭ ‬المغرب‭ ‬منذ‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬14‭ ‬قرنا‭ ‬من‭ ‬الزمان،‭ ‬هذا‭ ‬الإندماج‭ ‬الذي‭ ‬طور‭ ‬من‭ ‬الانفتاح‭ ‬والفكر‭ ‬المتسامح‭ ‬المغربي،‭ ‬الذي‭ ‬أصبح‭ ‬بفضله‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬قاريا‭ ‬بل‭ ‬دوليا‭ ‬أيضا،‭ ‬سمة‭ ‬بارزة‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق،‭ ‬تمنح‭ ‬الأمل‭ ‬في‭ ‬المستقبل‮.‬‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬هاتين‭ ‬السمتين،‭ ‬سيتمكن‭ ‬المغرب‭ ‬من‭ ‬لعب‭ ‬دور‭ ‬محوري‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬هذا‭ ‬التحدي‭ ‬العالمي‭”.‬

ناطقون‭ ‬بالفرنسية،‭ ‬رسالة‭ ‬ديبلوماسية

ويشكل‭ ‬تعيين‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المسؤولين‭ ‬الناطقين‭ ‬بالفرنسية‭ ‬في‭ ‬إدارة‭ ‬الرئيس‭ ‬الأمريكي‭ ‬المنتخب‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬مثل‭ ‬جون‭ ‬كيري‭ ‬أو‭ ‬أنتوني‭ ‬بلينكن‭ ‬محاولة‭ ‬واضحة‭ ‬لكن‭ ‬غير‭ ‬حاسمة‭ ‬لتحقيق‭ ‬تقارب‭ ‬وتسهيل‭ ‬الحوار‭ ‬الفرنسي‭ ‬الأمريكي،‭ ‬لكن‭ ‬إصلاح‭ ‬العلاقة‭ ‬عبر‭ ‬ضفتي‭ ‬الأطلسي‭ ‬سيحتاج‭ ‬إلى‭ ‬جهود‭ ‬أكبر‭.‬
وأمضى‭ ‬بلينكن‭ ‬الذي‭ ‬تم‭ ‬تعيينه‭ ‬في‭ ‬منصب‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الأساسي‭ ‬في‭ ‬الإدارة‭ ‬شبابه‭ ‬في‭ ‬فرنسا،‭ ‬بينما‭ ‬كان‭ ‬جون‭ ‬كيري‭ ‬المبعوث‭ ‬الخاص‭ ‬للمناخ‭ ‬يمضي‭ ‬عطله‭ ‬في‭ ‬بريتاني‭ ‬مسقط‭ ‬رأس‭ ‬والدته،‭ ‬أما‭ ‬ميشيل‭ ‬فلورنوي‭ ‬المرشحة‭ ‬لمنصب‭ ‬وزير‭ ‬الدفاع‭ ‬فتعلمت‭ ‬اللغة‭ ‬الفرنسية‭ ‬في‭ ‬بلجيكا‭ ‬وعملت‭ ‬في‭ ‬فرنسا‭.‬
وقوبل‭ ‬قدوم‭ ‬هؤلاء‭ ‬المسؤولين‭ ‬الكبار‭ ‬إلى‭ ‬الإدارة‭ ‬بترحيب‭ ‬في‭ ‬باريس‭ ‬التي‭ ‬تتوقع‭ ‬اتصالات‭ ‬سلسة‭.‬وقال‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬الفرنسي‭ ‬جان‭ ‬إيف‭ ‬لودريان‭ “‬يسرني‭ ‬تعيين‭ ‬الرئيس‭ ‬المنتخب‭ ‬لبلينكن‭ ‬زميلا‭ ‬مقبلا‭”‬،‭ ‬موضحا‭ “‬تمكنت‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬معه‭ ‬في‭ ‬فترة‭ ‬سابقة‭ ‬في‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالدفاع‭”.‬
وذكر‭ ‬مصدر‭ ‬في‭ ‬الحكومة‭ ‬الفرنسية‭ ‬أن‭ “‬بلينكن‭ ‬ولودريان‭ ‬يتحدثان‭ ‬مع‭ ‬بعضهما‭ ‬البعض‭ ‬بلا‭ ‬تكلف‭ ‬وبلينكن‭ ‬فرانكوفوني‭ ‬وفرانكوفيلي‭ ‬وهذا‭ ‬جيد‭ ‬جدا‭”‬،‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬إتقان‭ ‬بلينكن‭ ‬للغة‭ ‬الفرنسية‭ ‬وحبه‭ ‬للثقافة‭ ‬الفرنسية‭. ‬وأضاف‭ “‬هذا‭ ‬امتياز‭ ‬لفرنسا‭”.‬
وأكد‭ ‬مصدر‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬الإليزيه‭ ‬الفكرة‭ ‬قائلا‭ ‬إن‭ ‬ذلك‭ “‬سيسهل‭ ‬العلاقات‭”.‬
وعلق‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬جمعية‭ ‬فرنسا-الأمريكيتين‭ ‬جان‭ ‬كلود‭ ‬بوجور‭ “‬هل‭ ‬يمكن‭ ‬لفرنسا‭ ‬أن‭ ‬تستفيد‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬البعد‭ ‬الفرانكوفيلي‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬المسؤولين؟‭ ‬نعم‭ ‬ولكن‭ ‬بشروط‭”. ‬وأضاف‭ ‬أنه‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ “‬برلين‭ ‬وباريس‭ ‬على‭ ‬توافق‭ ‬كبير‭ ‬تجاه‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬‮(…)‬‭ ‬وألا‭ ‬يكون‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬منقسما‭ ‬بالقدر‭ ‬الذي‭ ‬يميل‭ ‬إليه‭ ‬اليوم‭”.‬
وتبدو‭ ‬أوروبا‭ ‬منقسمة‭ ‬بشأن‭ ‬علاقتها‭ ‬عبر‭ ‬الأطلسي‭ ‬بالتحديد‭. ‬فإيمانويل‭ ‬ماكرون‭ ‬يدافع‭ ‬عن‭ ‬استقلال‭ ‬استراتيجي‭ ‬للقارة‭ ‬بينما‭ ‬يريد‭ ‬آخرون‭ ‬مثل‭ ‬وزيرة‭ ‬الدفاع‭ ‬الألمانية‭ ‬أنيغريت‭ ‬كرامب-كارينباور‭ ‬مواصلة‭ ‬الاحتماء‭ ‬بالمظلة‭ ‬الدفاعية‭ ‬الأمريكية‭.‬
ورأى‭ ‬بوجور‭ ‬أنه‭ “‬يجب‭ ‬ألا‭ ‬نخطئ‭”‬،‭ ‬موضحا‭ ‬أن‭ “‬هؤلاء‭ ‬هم‭ ‬قبل‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬مسؤولون‭ ‬سياسيون‭ ‬أمريكيون‭ ‬وسيتبعون‭ ‬سياسة‭ ‬حيال‭ ‬أوروبا‭” ‬بدون‭ ‬تقديم‭ ‬أي‭ ‬امتياز‭ ‬خاص‭ ‬لباريس‭.‬
وورد‭ ‬التشخيص‭ ‬نفسه‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬بنجامين‭ ‬حداد‭ ‬مدير‭ ‬فرع‭ ‬أوروبا‭ ‬للمركز‭ ‬الفكري‭ “‬المجلس‭ ‬الأطلسي‭”. ‬وقال‭ “‬إنهم‭ ‬أشخاص‭ ‬لديهم‭ ‬نوايا‭ ‬طيبة‭ ‬حيال‭ ‬أوروبا‭ ‬ينتمون‭ ‬إلى‭ ‬جيل‭ ‬مرتبط‭ ‬بالعلاقة‭ ‬عبر‭ ‬الأطلسي‭. ‬لا‭ ‬شك‭ ‬في‭ ‬أنهم‭ ‬أطلسيون‭ ‬ويحبون‭ ‬أوروبا‭ ‬ثقافيا‭”.‬
ويعتقد‭ ‬حداد‭ ‬أنه‭ “‬ستكون‭ ‬هناك‭ ‬إرادة‭ ‬للعمل‭ ‬مع‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭” ‬خلافا‭ ‬لإدارة‭ ‬الرئيس‭ ‬المنتهية‭ ‬ولايته‭ ‬دونالد‭ ‬ترامب،‭ ‬لكن‭ “‬هذا‭ ‬يعني‭ ‬مزيدا‭ ‬من‭ ‬الضغط‭ ‬على‭ ‬الأوروبيين‭ ‬ويجب‭ ‬ألا‭ ‬تكون‭ ‬لدينا‭ ‬أوهام‭”.‬
وتابع‭ “‬في‭ ‬قضايا‭ ‬مثل‭ ‬شبكة‭ ‬الجيل‭ ‬الخامس‭ ‬‮(‬5جي‮)‬‭ ‬أو‭ ‬الاستثمارات‭ ‬الصينية‭ ‬في‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬سيطلبون‭ ‬منا‭ ‬اختيار‭ ‬معسكر‭ ‬‮(…)‬‭ ‬لكن‭ ‬ذلك‭ ‬سيتم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التشاور‭”.‬
ويدعم‭ ‬ديفيد‭ ‬آرون‭ ‬ميلر،‭ ‬المستشار‭ ‬السابق‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬وزراء‭ ‬الخارجية‭ ‬الأمريكيين‭ ‬والذي‭ ‬يعمل‭ ‬اليوم‭ ‬في‭ ‬مؤسسة‭ ‬كارنيغي‭ ‬للسلام‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬واشنطن،‭ ‬هذا‭ ‬الحزم‭.‬
وقال‭ “‬في‭ ‬السنة‭ ‬الأولى‭ ‬سيميل‭ ‬فريق‭ ‬بايدن‭ ‬إلى‭ ‬القيام‭ ‬بجولة‭ ‬لتقديم‭ ‬الاعتذار‭ ‬عن‭ ‬تجاوزات‭ ‬ترامب‭ ‬وهذا‭ ‬أمر‭ ‬مفهوم،‭ ‬لكن‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬يمنعهم‭ ‬من‭ ‬تحميل‭ ‬حلفائنا‭ ‬مسؤولياتهم‭”‬،‭ ‬مؤكدا‭ ‬أن‭ “‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬القيام‭ ‬بكل‭ ‬شيء‮.‬‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬تبادل‭ ‬ويجب‭ ‬أن‭ ‬يعززوا‭ ‬قوتهم‭”.‬
لذلك‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬تبدل‭ ‬كبير‭ ‬في‭ ‬الدبلوماسية‭ ‬الأمريكية‭. ‬بالتأكيد،‭ ‬سيكون‭ ‬الحوار‭ ‬أكثر‭ ‬مرونة‭ ‬وستستعيد‭ ‬التعددية‭ ‬بعضا‭ ‬من‭ ‬قوتها‭ ‬وستكون‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬أكثر‭ ‬اهتماما‭ ‬بمسيرة‭ ‬العالم‭. ‬لكن‭ ‬الألوية‭ ‬ستبقى‭ ‬المنافسة‭ ‬مع‭ ‬الصين‭ ‬والوضع‭ ‬الداخلي‭ ‬الأمريكي‭.‬
وقال‭ ‬أحد‭ ‬أعضاء‭ ‬الحكومة‭ ‬الفرنسية‭ ‬إن‭ ‬الأمر‭ “‬سيكون‭ ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬أقل‭ ‬سوءا‭ ‬لكنه‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬مختلفا‭ ‬جوهريا‭”. ‬وأضاف‭ ‬أن‭ “‬أوروبا‭ ‬ستلقى‭ ‬على‭ ‬الأرجح‭ ‬معاملة‭ ‬أفضل‭ ‬لكن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬لن‭ ‬تعيدنا‭ ‬إلى‭ ‬مركز‭ ‬اهتماماتها‭ ‬وستظل‭ ‬مخاوفها‭ ‬تتركز‭ ‬على‭ ‬آسيا‭”.‬
من‭ ‬جهته،‭ ‬رأى‭ ‬بيار‭ ‬مرقص‭ ‬الذي‭ ‬يعمل‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬أوروبا‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬الدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬والدولية‭ “‬حتى‭ ‬إذا‭ ‬أعاد‭ ‬الرئيس‭ ‬المنتخب‭ ‬جو‭ ‬بايدن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬إلى‭ ‬التعددية‭ ‬وتحالفاتها،‭ ‬ستكرس‭ ‬الإدارة‭ ‬الجديدة‭ ‬على‭ ‬الأرجح‭ ‬الجزء‭ ‬الأكبر‭ ‬من‭ ‬طاقتها‭ ‬لحل‭ ‬المشاكل‭ ‬المحلية،‭ ‬بدءا‭ ‬بوباء‭ ‬كوفيد19‭”.‬
ولخص‭ ‬مصدر‭ ‬دبلوماسي‭ ‬أمريكي‭ ‬الوضع‭ ‬قائلا‭ “‬لا‭ ‬أعتقد‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬شيء‭ ‬سيعود‭ ‬إلى‭ ‬سابق‭ ‬عهده‭ ‬لكن‭ ‬العلاقات‭ ‬ستكون‭ ‬طبيعية‭ ‬بدرجة‭ ‬أكبر‭”.‬


الكاتب : وكالات‮ - ‬المهدي‮ ‬المقدمي

  

بتاريخ : 01/12/2020