جديد الكتب

نور الدين أفاية يشرّح أسباب «النهضة المعلقة»

 

صدر حديثاً عن «المركز الثقافي للكتاب» في بيروت، كتاب «النهضة المعلقة» للمؤلف محمد نور الدين أفاية.
يعالج الكاتب في هذا المؤلف بعض تجليات الفكر العربي الذي قام منذ بداياته النهضوية على وعي شقيّ بالفارق بين واقع التأخر، وشروط تجاوزه التي يقدمها الآخرون بطرق لا تتوقف عن التجدد. كما يستحضر العوامل التي تضافرت لكي تتعرض المشاريع النهضوية طيلة القرن العشرين وبداية هذا القرن للتشوه والفشل.
يرى الكتاب أنه لم يعد من الممكن إعادة صياغة مفردات خطاب النهضة نفسها، بقدر ما يتعين تفكيك عناصرها على ضوء الوقائع ومتغيرات أنماط التفكير.

«المدينة في المجتمعات المركبة» للهادي بووشمة
تفكيك لبينة المدينة المغاربية ووظائفها

عن مؤسسة مقاربات للنشر، صدر للدكتور بووشمة الهادي كتاب بعنوان «المدينة في المجتمعات المركبة:أنماط التضمين والاستبعاد» وهو عبارة عن مقاربة سوسيو مجالية للدكتور مقارنة .
نقرأ من تقديم الكتاب:
« المدينة في المغارب كغيرها من مدن العالم الثالث تعرف العديد من المشاكل والأزمات بمجالاتها الحضرية، يتجلى ذلك من خلال عديد المستويات والأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية وغيرها، رغم هذا لا يمكننا منهجيا ولا واقعيا القطع بالمطلق على أن المدن المغاربية هي مدن منتجة لمظاهر الاستبعاد والتهميش والإقصاء بدون التدليل الميداني على ذلك، بل إنه يمكن أن توفر مدننا العديد من عناصر التضمين والاندماج لفئات وأحياء على حساب أخرى.
في هذا السياق تعدّ سياسة المدينة ومن خلالها سياسة الدولة ككل اتجاه مواطنيها عاملا مهما وذا دور مؤثر ومؤثث في نفس الوقت لعناصر عديدة قد تكون بدورها ذا ت دور تضميني وإدماجي لفئات اجتماعية وأحياء بعينها، أو على العكس يكون فشلها تكريسا وإشاعة لمزيد من الاستبعاد المتضمن لكل أشكال التهميش والاقصاء والحرمان الاجتماعي وحتى الطرد لفئات وأحياء أخرى.(…)
بالعموم نستهدف من خلال هذه الدراسة حفر وتفكيك بنية المدينة بالمنطقة ولوظائفها وسياستها سواء الإدماج والتضمين أو بالعكس من خلال الاستبعاد والاقصاء والتهميش والحرمان لفئات اجتماعية محددة في فئة الشباب نموذجا…»

«على مشارف شهقة القلب»
للشاعر محمد الصفى

صدر حديثا عن جامعة المبدعين المغاربة ديوان شعري موسوم ب» على مشارف شهقة القلب « للشاعر محمد الصفى، في حلة أنيقة من خلال لوحة للفنان عبد الله الديباجي وتصميم للفنان القدير شفيق الزكاري، و قد جاء هذا الإصدار بعد إصداره الأول الذي كان عبارة عن مجموعة قصصية معنونة ب « أجساد تحترق في الشارع « سنة 2019 . يضم الديوان بين دفتيه 37 قصيدة نثرية اختلفت في مواضيعها وتوحدت في تاء التأنيث، وبمقدمة للأديب والكاتب أحمد شوقي من أهم ما جاء فيها « تَشدّ بعض القصائد قارئها، وتجعله يعيد تذوقها أكثر من مرة، وهو ما حدث لي مع ديوان «على مشارف شهقة القلب « للشاعر المبدع محمد الصفى، قصائد نثرية تلمس في مبناها صدقا وبساطة، لكنها لا تُصرّح لك بمعناها بسهولة، تستدرج، وتموّه قبل تبوحَ لك بما تريد هي البوح به. وهنا تكمن شهوة الشهوة وعذاب العذاب، بتعبير الشاعر الكبير عبد الكريم الطبال. سبعة و ثلاثون قصيدةً كتبت في مدن الدار البيضاء، أزمور وخريبكة، وطغت على متنها الشعري تيمات الهجر، العشق، الحلم والغياب… وهي تيمات متداولة يستشعرها ويتطرق إليها الأدباء عموما، لكن طريقة اشتغال الشاعر محمد الصفى على هذا الديوان، تركت عندي انطباعا جديدا، مختلفا وجميلا في الآن نفسه، إذ ينتصر لتاء التأنيث في كل قصائده، فالمرأة هي «الداء والدواء، والبوصلة وسر الوجود»، هي الحبيبة: « أخط بدم نبضي..أرتجل.. أبعثر.. ألحاني.. لأقدمها لكِ»، هي المدينة التي كانت « آه سيدتي..ذات الكهوف المظلمة..فيكِ و منكِ تولد زغرودة الأحلام»، وهي الأحلام « تعاكس الأمواجَ تحت ضوء القمر..تغازلُ الفرسان في حلبة السباق..» لقد شكلت تاء التأنيث ملاذا للشاعر من كل وحدة وقهر، وظّف ضمير المخاطَب المؤنث، طالبا منها البقاء والحب، والعون أحيانا لانتشاله من الضياع والتعب، وكأن لسان حال قريحة محمد الصفى يستشهد بقول ابن عربي: المكان الذي لا يؤنَّث لا يُعوّل عليه. يظهر ذلك جليا من خلال عنونة القصائد الذي جاء معظمها في صيغة المؤنث أو بضمير المخاطَب المؤنث: « أنتِ لا أنتِ» « قصيدةٌ لم يُكتب لها النشر» «لكِ ساكنتي» «كوني بدرا» «المرايا» «في انتظارك» «رسالتي الأخيرة»…


بتاريخ : 17/12/2020