لا دليل أن سلالة كوفيد 19 – الجديدة تنتشر بسهولة أكبر والتطعيم يقلل الانتشار

نفى المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في أوروبا وجود أدلة قاطعة على أن السلالة الجديدة لفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19، والتي انتشرت في بريطانيا وعدد من الدول، تنتشر بسهولة أكبر أو تسبب مرضا أخطر، داعيا إلى التوسع في عمليات التلقيح لأنها تقلل من انتشار الفيروس .
وقال المكتب الإقليمي للمنظمة في تصريح لوكالة «سبوتنيك» إن «كل الفيروسات تتغير مع الوقت، نحن مازلنا ندرس هذه الطفرة [بفيروس كورونا المستجد] وغيرها وأثرها على الصحة العامة»، وأضاف مكتب المنظمة «الأدلة الحالية ليست قاطعة على أن السلالة الجديدة تنتشر بسهولة أكبر، أو تسبب أمراضا أخطر، أو سيكون لها تأثير على فعالية الاختبارات واللقاحات».
وتابع مكتب منظمة الصحة العالمية «لا أدلة حتى الآن على تغير استجابة الأجسام المضادة أو فعالية اللقاح تجاه السلالة الجديدة»، ولكنه أكد أن «فيروس كورونا المستجد بالفعل يسبب أمراضا خطيرة، ويجب فعل كل شيء ممكن لوقف انتشاره».
كما حثت المنظمة على التوسع في عمليات التلقيح، وقال المكتب الإقليمي إن «التوسع في تطعيم الأشخاص سيقلل من انتشار الفيروس ومن احتمالية حدوث طفرات وتغيرات جديدة».
وأوضحت المنظمة أن تأثير اللقاح على وباء كوفيد-19 يعتمد على عدة عوامل منها «فعالية اللقاح، ومدى سرعة إقراره وتصنيعه وإيصاله، وعدد من سيتلقون اللقاح»، متابعة «معظم العلماء يتوقعون أن اللقاح ضد كوفيد-19 سيكون مثل بقية اللقاحات، ليس فعالا بنسبة 100 بالمئة، ومنظمة الصحة العالمية تعمل على ضمان أن أي لقاح يتم اعتماده يكون فعالا قدر الإمكان ليكون له تأثير أكبر على الوباء».
كما دعا المكتب الإقليمي للمنظمة جميع الدول إلى الإبلاغ بشكل عاجل عن أي طفرة في الوباء يتم رصدها خلال التحاليل المخبرية إلى منظمة الصحة العالمية.
وأكدت المنظمة أنها على تواصل مستمر مع السلطات الصحية البريطانية للحصول على المعلومات حول الطفرة الجديدة أولا بأول، حيث قال مكتبها الإقليمي «منظمة الصحة العالمية في أوروبا على اتصال دائم مع وزارة الصحة في لندن، ومع المركز الأوروبي لمكافحة الأمراض والوقاية منها، ونحن نتبادل المعلومات حول الطفرة الجديدة مع كافة الأطراف من خلال جهات الاتصال الوطنية التابعة للوائح الصحية الدولية مع جميع البلدان.»
ويذكر أن السلطات البريطانية قد أعلنت مؤخرا عن ظهور سلالة جديدة لفيروس كورونا، وأعلنت أنها أسرع انتشارا وأقوى عدوى بنسبة قد تصل إلى 70 بالمئة.
وعمدت بلدان بينها روسيا وببلجيكا وهولندا وإيطاليا والكويت إلى منع الرحلات الجوية والبرية من المملكة المتحدة، إثر اكتشاف الطفرة الجديدة للوباء كوفيد-19.

الطفرة الجديدة ليس
لها تأثير على اللقاحات

أكد مدير مختبر البيو-تكنولوجيا لكلية الطب والصيدلة بالرباط، عز الدين إبراهيمي، الثلاثاء الماضي، أن الطفرة الجديدة لفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) ليس لها تأثير على اللقاحات التي طورت لحد الآن.
وأوضح إبراهيمي، في نقاش عبر الويب، نظمه مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، في إطار برنامجه الأسبوعي «حديث الثلاثاء»، لمناقشة موضوع «رهانات التلقيح ضد فيروس كورونا في المغرب»، أن فيروس كورونا له ديناميته ككائن حي يتعايش ويتأقلم ويتطور في ظل الضغوط التي تمارس عليه للتأقلم مع محيطه من خلال حدوث طفرات معينة، بيد أن هذه الطفرة الجديدة لم يثبت أنها أكثر فتكا، لأنها لا تمس البنية البروتينية للفيروس، وبالتالي ستحافظ اللقاحات التي طورت حتى الآن على فاعليتها في مواجهة هذا الفيروس.
وبعد أن أشار إلى أن الفيروس المرجعي المعروف عالميا هو الفيروس الذي ظهر في إقليم ووهان الصيني في أواخر السنة المنصرمة، أبرز البروفيسور أن هذا الفيروس تطور في طفرة أولى تسمى (D614G) ظلت سائدة لحد الآن في مختلف أنحاء العالم، مسجلا أن كل أربعة أيام تقريبا تظهر طفرة جديدة، لكنها لا تتموقع في مكان حساس بالنسبة للفيروس، مما يستحيل معها تطوير شراستها وسرعة تفشيها.
وردا على سؤال حول إمكانية تسرب الطفرة الجديدة إلى المغرب، قال إبراهيمي إن مختبر البيو-تكنولوجيا قام بتحليل الجينومات من خلال العودة إلى بنك المعلومات، مؤكدا أنه لم يتم العثور على هذه «الطفرة البريطانية».
وبخصوص حملة التلقيح ضد فيروس كورونا المرتقبة في المغرب، أشاد إبراهيمي، وهو أيضا مدير مشروع «جينوما»، بالانخراط الفعلي لصاحب الجلالة الملك محمد السادس في هذا الصدد، مشيرا إلى أن المغرب اقتنى 10 ملايين جرعة من لقاح «سينوفارم»، ويعتزم اقتناء 17 مليون جرعة أخرى من لقاح «أسترازينيكا».
في هذا الإطار، أوضح البروفيسور أن «المغرب اعتمد مقاربة استباقية قرر من خلالها التحاور مع مجموعة من الشركات قبل أن يقع الاختيار في الأخير على هاتين الشركتين»، مسجلا أن المغرب أخذ في الاعتبار الجانب اللوجستي الذي يشمل التخزين والتوزيع والتلقيح الشامل، بحيث إن «هذين اللقاحين يتم تخزينهما في معدل حرارة يتراوح ما بين درجتين و8 درجات مئوية، بينما اللقاحات الأخرى التي تعتمد على تقنيات ثورية، تتطلب درجة حرارة تصل إلى ناقص 80 درجة مئوية».
وبخصوص أولويات التلقيح، فقد أشار إبراهيمي إلى أنه سيتم التركيز أولا على الفئات الأكثر هشاشة، مع استبعاد الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 18 سنة على اعتبار أنهم لا يطورون أعراضا حرجة، متوقعا أنه «عند متم شهر ماي وبداية شهر يونيو القبل سيصل جيل جديد من اللقاحات، بحيث قد يوجد في الأسواق أكثر من 50 لقاحا، ليتم بعد ذلك المرور إلى عملية التلقيح الشخصية».
وأوضح أن الأعراض الجانبية للقاحات الحالية، لا سيما أن التقنيات المستعملة في اللقاح الصيني تظل تقنيات معروفة وطورت بها العديد من اللقاحات في السابق، لا تعدو أن تكون أعراضا جانبية خفيفة من قبيل احمرار مكان الحقن، مشيرا إلى أنه في المغرب تم اختبار اللقاح بالفعل على أزيد من 600 شخص، وتبين على إثر ذلك عدم وجود أعراض جانبية مهمة.
وأضاف البروفيسور أنه «بعد انطلاق عملية التلقيح الشاملة، ندخل في مرحلة أخرى في تطوير اللقاح، وهي اليقظة الدوائية من خلال تتبع الأشخاص الذين تلقوا اللقاح، فإذا تبينت أي أعراض معينة يتم تحليلها على الفور للخروج بخلاصات»، مشيرا إلى أنه في بريطانيا والولايات المتحدة التي بدأت التلقيح في الأسبوع الفائت، تبين أن الأشخاص الذين يعانون من حساسية مفرطة من الأفضل ألا يأخذوا اللقاح لتجنب أعراض جانبية حرجة.
في هذا الصدد، أوضح إبراهيمي الفرق بين المناعة المكتسبة والمناعة الطبيعية قائلا «الأولى تتم عبر التلقيح لمساعدة جسم الإنسان على تطوير مجموعة من الآليات المناعاتية التي تمكن من التصدي للفيروس، وذلك دون تطوير أعراض المرض. أما الثانية فتتم بعد إصابة الإنسان بالفيروس، حيث يعمل الجسم على تطوير المناعة، ولكن في كثير من الأحيان يتم تطوير الأعراض، وفي حالة الأشخاص في وضعية هشة، تؤدي إلى ظهور أعراض خطيرة تؤدي إلى الوفاة».
وبخصوص إجبارية اللقاح، قال البروفيروس إنه لا يمكن إجبار أي مواطن على تناول دواء أو أخذ لقاح، وإنما يجب التركيز على تحسيس المواطنين بضرورة أخذ اللقاح لحماية النفس والآخرين، خصوصا الأشخاص الذين يوجدون في وضعية هشة، مؤكدا أن الأمر يتعلق، في المقام الأول، بحس مواطناتي لحماية الغير والحفاظ على المنظومة الصحية والاقتصادية للمملكة.
وبشأن تموقع المغرب في الصناعة الدوائية، أعرب إبراهيمي عن أسفه لعدم توفر المغرب على أي منصة لتطوير اللقاحات، «فلو كانت لديه منصات قائمة بهذا الخصوص لكان قد نافس على إنتاج اللقاحات»، مشيرا إلى أن هناك إمكانية للتعاون مع شركة «ميرك» الألمانية لإحداث منصة وطنية قد تعمل على تطوير لقاحات محليا في القريب العاجل.
وخلص البروفيسور إلى أنه حتى بعد بدء حملة التلقيح الشاملة على المستوى الوطني، يتعين على جميع المواطنين الالتزام بالإجراءات الاحترازية والوقائية، من قبيل وضع الكمامة والتباعد البدني واستعمال المعقمات والابتعاد عن التجمعات.

سلالة جديدة «مقلقة»
من جنوب إفريقيا

أعيد فتح ميناء دوفر في بريطانيا الأربعاء لكن فك العزلة التي فرضت على المملكة المتحدة إثر اكتشاف سلالة جديدة من كوفيد-19 ما زال يتطلب أياما عدة، في حين تتصاعد المخاوف عقب رصد سلالة ثانية متحورة في جنوب إفريقيا.
وأعلنت السلطات البريطانية الأربعاء تحديد سلالة أخرى متحورة من الفيروس «مقلقة للغاية» لأنها «أكثر عدوى» ومصدرها جنوب إفريقيا التي فرضت على الرحلات القادمة منها قيودا «فورية».
وقال وزير الصحة البريطاني مات هانكوك إن هذه السلالة «تبدو متحورة أكثر من تلك التي رصدت قبل أيام في المملكة المتحدة».
ولأول مرة منذ الأحد، وصلت عربات تنقل مسافرين إلى ميناء كاليه الفرنسي آتية من ميناء دوفر، وفق صحافي من فرانس برس.
ولكن عبر مسافرون بولنديون عن إحباطهم نتيجة تعطيلهم في انتظار وصول نتائج فحوص طلبتها السلطات الفرنسية.
وقالت باتريشيا زيفيتشيك «نحن هنا منذ يومين، بدون أن نستحم وبدون مياه شراب وطعام»، وعبرت عن «غضبها تجاه فرنسا».
من ناحيته وجه لورون بيغين غضبه إلى السلطات البريطانية، آملا في إجراء الفحص حتى يعود إلى شمال فرنسا حيث يقيم.
وقال «طلبت من مديري ألا يرسلني مرة أخرى إلى إنكلترا»، وأضاف «تم جمعنا مثل الحيوانات».
ووفق السلطات البريطانية، علقت الثلاثاء 3800 شاحنة في مانستون ونحو 1250 شاحنة في منطقة الميناء.
ويجب الانتظار «بضعة أيام» لتخفيف الاكتظاظ بعد الوصول إلى اتفاق مع باريس يسمح باستئناف عمليات التنقل بين ضفتي بحر المانش شرط ابراز فحص كوفيد-19 سلبي.
وبفضل هذا الاتفاق، انتهز فرنسيون وبريطانيون في البلدين استئناف رحلات قطارات «يوروستار» ليعودوا إلى بلدهم لمناسبة عيد الميلاد.
وأوصت المفوضية الأوروبية الثلاثاء الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بتسهيل استئناف حركة النقل مع الجزيرة، من أجل «السفر الضروري» و»لتجنب اضطرابات سلسلة الإمدادات».في خبر سار في المملكة المتحدة، جرى تقديم معطيات اللقاح الذي أنتجته جامعة أكسفورد وشركة أسترازينيكا إلى السلطات المختصة بهدف إجازة استعماله، وفق ما أعلن وزير الصحة مات هانكوك.
وكانت بريطانيا قد رخصت لاستعمال لقاح فايزر-بايونتيك، وبدأت حملة تلقيح تستهدف في مرحلة أولى الأشخاص الأكثر حاجة.
وأعلنت كندا إجازة استعمال لقاح شركة موديرنا بعد ترخيصها لقاح فايزر-بايونتيك في 9ديسمبر.
ولم تعلن ألمانيا التي علقت على غرار عشرات الدول الأخرى الرحلات مع المملكة المتحدة، تخفيف القيود السارية حتى 6 يناير. وكذلك بالنسبة لإسبانيا.
في سويسرا، كانت تستعد منتجعات التزلج لاستقبال السياح البريطانيين. وسيطرت حالة من الاضطراب على الفنادق بعد إلغاء عدد كبير من الحجوزات.
عقد الفرع الأوروبي لمنظمة الصحة العالمية اجتماعا لأعضائه صباح الأربعاء جرت خلاله مناقشة استراتيجيات مواجهة السلالة الجديدة من فيروس كورونا المستجد .
وتبدأ حملة التلقيح الأحد في الاتحاد الأوروبي. وفي فرنسا، سيتلقى «بضع عشرات» الأشخاص اللقاح الأحد في دور للمسنين.
وبدأت حملة التطعيم في سويسرا الأربعاء، وتلقت امرأة مسنة تبلغ 90 عاما أول جرعة في كانتون لوسرن.
وأعلنت أيرلندا الثلاثاء أنها ستعيد فرض إجراءات احتواء كورونا من 24 ديسمبر حتى 12 يناير مع بعض التخفيف والاستثناءات لعطلة عيد الميلاد ، لمحاربة الزيادة «غير العادية» للإصابات.
وفي الولايات المتحدة، رفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثلاثاء خطة الإنعاش الاقتصادي البالغة قيمتها نحو 900 مليار دولار والتي أقر ها الكونغرس ووصفها بأنها «عار»، داعيا خصوصا إلى زيادة قيمة الشيكات المخصصة للعائلات.
من جهته، أعلن الرئيس المنتخب جو بايدن أنه سيطلب العام المقبل من الكونغرس التصويت على خطة جديدة لدعم الاقتصاد الأمريكي.
في المكسيك، أعلنت الحكومة أنها ستطلق الخميس حملة تلقيح ضد كوفيد-19، ما إن تصل أول دفعة من لقاح فايزر/بايونتيك. والمكسيك هي رابع دولة أكثر تضررا جراء الوباء، بعد الولايات المتحدة والبرازيل والهند.
وتسبب فيروس كورونا المستجد بوفاة مليون و718 ألفا و209 أشخاص في العالم، بحسب تعداد أجرته وكالة فرانس برس الأربعاء. وسجلت 77 مليونا و992 ألفا و300 إصابة في العالم منذ ظهور الوباء.


بتاريخ : 26/12/2020