مطالب بمحاسبة المتسببين في مهزلة مركب محمد الخامس

استنزف خلال عقدين عشرات الملايير من السنتيمات

 

على مدار العشرين سنة الأخيرة استنزف مركب محمد الخامس لكرة القدم عشرات الملايير من السنتيمات، كما أجبر قطبي كرة القدم البيضاوية، الرجاء والوداد على التنقل بين المدن لشهور، بحثا عن ملعب يجرون فيه مبارياتهما، بسبب طول فترة الإغلاق، وحرمهم بالتالي من مداخيل مالية مهمة، مازالت تداعياتها عليهم مستمرة حتى الآن.
ففي كل مرة كان يغلق فيها الملعب، كان يخرج إلينا محمد الجواهري، مدير شركة «كازا إيفنت» التي عهد إليها بأمر تدبير هذا المرفق الرياضي، بعدما تنصل مجلس مدينة الدار البيضاء من كافة مهامه ومسؤولياته، وبادر إلى خلق شركات للتنمية المحلية، أوكل إليها مهمة تدبير مشاريع ومنشآت العاصمة الاقتصادية، وفي مقدمتها «كازا أميناجمنت» التي سلمها رقبة البيضاويين، بعدما احتكرت إنجاز أغلب مشاريع ومنشآت أكبر مدن المملكة، فكانت النتيجة بركة ماء كبيرة بمركب محمد الخامس، أعادت إلى أذهاننا صورة «الكراطة» العملاقة لوزير الشباب والرياضة، محمد أوزين» سنة 2014، في فضيحة تناقلتها كبريات وسائل الإعلام الدولية، لأنها صادفت احتضان المغرب لكأس العالم للأندية.
وضجت وسائل التواصل الاجتماعي بصور محمد الجواهري، مدير شركة «كازا إيفنت»، ومقتطف من أحد تصريحاته السابقة، يؤكد فيه أن مركب محمد الخامس بات في حلة جميلة، تضاهي كبريات الملاعب العالمية، وأن عملية تصريف المياه داخله تتم بطريقة عصرية، مشيرا إلى أن مركب محمد الخامس هو الملعب الوحيد في إفريقيا الذي يتوفر على تقنية التصفية الذاتية للماء المتواجد على عشب أرضية الملعب. قبل أن يضيف «تعمدنا أن نحدب أرضية الملعب بطريقة تدفع المياه للتسرب نحو الجوانب، لذا أضمن لكم غياب قطرة ماء عن أرضية الملعب الجديدة».
وبات مسؤولو شركات الدار البيضاء للتنمية، وعلى رأسهم «كازا إيفنت» في وجه العاصفة، حيث يتعين فتح تحقيق حول ما وقع وكشف حقيقة الأمر، لأن مركب محمد الخامس، عكس ليلة الثلاثاء الماضي، صورة بئيسة لمدينة الدار البيضاء، التي قدر لها، بسبب تهاون ولامسؤولية كثير من الساهرين عليها، أن تغرق تحت الماء.
ويطالب العديد من محبي الفريق الاخضر ومتتبعي كرة القدم الوطنية، في تعليقاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي بتفعيل منطق الحساب وربطه بالمسؤولية، طالما أن من وضعت فيهم الثقة لم يكونوا في مستواها، وبالتالي يتعين عليهم دفع ضريبة أخطائهم، حتى يكونوا عبرة لغيرهم.


الكاتب : إبراهيم العماري

  

بتاريخ : 07/01/2021