هياكل ذكرى

 

كـابْتسامة الغيابات المُؤقتة
تلحظني الشّوارعُ الخاليَة من أصْوات البَاعَة على رصِيف الشّتاء / قادمةً من هَيَاكِل الذكْرى :
امْرأةٌ مُسنّة تقفُ على عَتبة بابِ لله

سائقُ سيّارة يَلْهَجُ بكلمات غيْر مَفْهومة عِند تقاطُع الأسْفَار
طِفْلٌ يسابق الريح بعجلة متآكلة
جِدارٌ يَعُجّ برُسُومَاتٍ يسَاريّة
شارعٌ ونافِذة ٌ
ونصْفُ جسَدٍ وقُبّعة
حوارُ عاشقيْن على رصيف وَجْدٍ
قبّرتان تُمسكان بخيط العش
ارتعَاشة قَلمٍ
مَساءٌ قادم من ثَنِيّات جَريحَة
حديقةٌ تفقس ُالغرامَ
قبُلاتٌ في الهَواء من شابّ لحبيبته على شُرفة الحُلم
قصيدة ٌهَاربَة من قبْضة المَجَاز
وكوكب يخترق النّهار يقُترب من مَجَرتنا
يحملني إلى عدسَة رسّام
ينْجِزني نَدى على ورَقَة ضَيَاع

وأكبر..
وأكبُر عشرين سنة حيث كنا
على اغتيال رحِيلٍ نُودِعُ الحقائبَ
نُودِعُ الدمع
نودع أسُرارَ سُورَةِ الوجْد المُعَلق على باب الصّبْح ..

هي الغيابات
مَرايا الظّل حين يستودِعُه الجسدُ هزالَه
حين يُسَخّرُ فَوْضاهُ عبْر الضّوْء غواية ..
ويخرج الحلمُ من شُوَاظ الغِوايَة مَاء

هـا مُسْوَدّة جَديدة ..
طفْل يبيت جُوعًا على أسْوار الجِراح
كَذّب الصّدى
كَانت آهَة المَساء قَطرةَ جُوْعٍ تُلاحقها مَرارةُ البَيادرِ المُقنعة
كذب الصّدى وكذبنا
فاضَتْ دُمُوعُنا هُزُوّا
أحرقنا الأجراس
عُراة ً مَفتُونين بـِبَياض ثلج على صَدْر زفت مُبَاح ..

هـا مُسْودّة أخْرى
انزلاقُ الرّمْح إلى جثة الانتكاسة
والمدينةُ بمكيالين .. تعفو ثم تعود ..


الكاتب : فاطمة الزهراء العلوي 

  

بتاريخ : 08/01/2021