دعوة المجالس المنتخبة إلى إدماج البعد البيئي والسياحة المستدامة في المخططات التنموية
اختتمت فعاليات النسخة الخامسة ل “الأيام البيئية” المنظمة بخنيفرة على مدى أيام 7، 8 و9 يوليوز 2017، بتعميم بيان ختامي يدعو إلى التأكيد على “استمرار تنظيم الأيام البيئية، نظرا لدورها الهام في التوفيق بين الحفاظ على المؤهلات الطبيعية والتنمية المحلية”، مع ضرورة “إدماج البعد البيئي في مخططات التنمية لمختلف المجالس المنتخبة”، كما شدد البيان على “ضرورة تبني المقاربة التشاركية وتطوير آليات الاشتغال والانفتاح على الكفاءات العلمية المحلية ومنظمات المجتمع المدني”، و”إيلاء السياحة المستدامة أولوية في مخططات المجالس المنتخبة المحلية والإقليمية من أجل مقاومة الهشاشة الاقتصادية والاجتماعية لساكنة المنطقة”، مع التأكيد على “تبني مشاريع تثمن المنتوج المحلي وتراعي الخصوصيات الثقافية والاجتماعية المحلية”، وفق نص البيان الذي تسلمت “الاتحاد الاشتراكي” نسخة منه.
ولم يفت المنظمين، ضمن ذات البيان الختامي، الدعوة إلى “إشراك الساكنة المحلية في بلورة وبناء وتنفيذ كل المشاريع المرتبطة بالسياحة المستدامة، والعمل على تملكها”، كما دعوا إلى “إنتاج دليل بيئي يستثمر تراكمات الأيام البيئية ويعمل على تطوير التدخلات في مجال البيئة والتنسيق بين المتدخلين في المجال”، علاوة على الدعوة إلى “إنشاء مركز للمهن الجبلية” و”الإسراع في تفعيل المنتزه الوطني لخنيفرة”، يضيف البيان الذي فضل المنظمون مناقشته وتوقيعه والمصادقة عليه بمنتجع أجدير، بالنظر لما يرمز إليه هذا الموقع الطبيعي من دلالات تاريخية وبيئية وسياحية وثقافية.
الأيام البيئية الخامسة التي أشرفت على تنظيمها “جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض” بخنيفرة، جاءت لتأكيد الالتزام بتوصيات النسخة الرابعة التي دعت إلى العمل على “مأسسة تظاهرة الأيام البيئية”، وحملت هذه السنة شعار “لنسخر مؤهلاتنا الطبيعية والثقافية للنهوض بالسياحة المستدامة”، وقد تمت بدعم من مجلس جهة بني ملال خنيفرة والمجلس الإقليمي والمجلس البلدي ومجموعة الجماعات “الأطلس” لخنيفرة، وبمشاركة جمعية “لمسات فنية” وجمعية أنير وجمعية الوفاق للتنمية وجمعية أم الربيع لصيادي السمك وجمعية أمغار للثقافة والتنمية والمدرسة العليا للتكنولوجيا بخنيفرة والمديرية الإقليمية للمياه والغابات بخنيفرة، ومساهمة الصالون الدولي لسياحة الأطلس، ومن بين “الحاضرين” في هذه الأيام كانت روح ذ. بنعيسى أزمور الذي وافته المنية قبل سنة، وكان قيد حياته من النشطاء الأساسيين في “جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض”، حيث تم وضع صورته على المنصة ودعوة الحاضرين في الجلسة الافتتاحية إلى الوقوف دقيقة ترحم على روحه الطاهرة.
وتميزت النسخة الخامسة للأيام البيئية بتعدد وتنوع أنشطتها المتجلية في عروض نظرية علمية وتقنية لأساتذة باحثين ومختصين، وأخرى لتجارب ناجحة في مجال السياحة المستدامة بمناطق مختلفة من البلاد، بهدف تبادل الخبرات والمقترحات، كما تميزت التظاهرة بمعرض للمنتجات المحلية قصد التعريف والتثمين، ومعرض للوحات من الفن التشكيلي بمشاركة جمعية لمسات التي عملت على إنتاج لوحة بالمناسبة، ليسدل الستار بعروض فنية فولكلورية من مساهمة جمعية أمغار للثقافة والتنمية، ثم خرجة بيئية إلى منطقة تيكلمامين، تعرف من خلالها الحاضرون على ما يزخر به الإقليم من مؤهلات طبيعية وسياحية خلابة، وفيها تقدم عدد من المنظمين والمشاركين بمداخلات بيئية، بينهم مصطفى قرموش وجواد الصالح ومحمد بوخلاد وغيرهم، ومما سجله المتتبعون في هذه الخرجة البيئية، قيام المنظمين بإشراك التلميذة ميمونة بجات، التي أبهرت الجميع بتحديها لإعاقتها الجسدية وظروفها العائلية، وحصلت على شهادة الباكالوريا.
وكانت الأيام البيئية قد افتتحت بكلمة لرئيس فرع جمعية مدرسي علوم الحياة والأرض، ذ. عبد الحق سيف، الذي أبرز دلالة هذه التظاهرة كفضاء للنقاش والتقاسم من أجل تثمين الموارد الطبيعية والتاريخية والثقافية للمنطقة ولعب الأدوار الطلائعية بالجهة وإدماج البعد السياحي المستدام في المخططات الجماعية للتنمية، والتركيز على الموارد البشرية المحلية، قبل رفع الستار بندوة شارك فيها باحثون ومعنيون متخصصون، حيث شارك الرئيس الوطني لجمعية مدرسي علوم الحياة والأرض، عبدالرحيم كسيري، بعرض حول “السياحة الجبلية كرافعة للتنمية القروية”، ثم مدير المدرسة العليا للتكنولوجيا بخنيفرة، لحسن شيلاص، بعرض في موضوع “وضعية السياحة المستدامة بإقليم خنيفرة بين تثمين المؤهلات وأدوار المؤسسات والفاعلين”، في حين شارك المندوب الإقليمي للسياحة ببني ملال، عبدالفتاح باودن، بورقة حول رهانات التنمية السياحية المستدامة بجهة بني ملال خنيفرة، كما تقدمت منسقة الصالون الدولي لسياحة الأطلس، أسماء بلعوينات، بعرض تقني حول هذا الصالون.
وكان المدعوون، في اليوم الموالي، على موعد مع ندوة صباحية اختير لتسييرها ذ. حوسى أزارو، وشارك فيها الجامعي بالكلية المتعددة التخصصات بجامعة عبدالمالك السعدي لتطوان، د. يونس حميمصة، بعرض تناول فيه ما يهم “السياحة البيئية في المنظومات الفلاحية الجبلية التقليدية: حالة منطقة جبالة نموذجا”، بينما تناول الباحث الجامعي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية لجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، د. عبدالله هرهار، موضوع “الممارسات الثقافية والتنمية المحلية”، قبل تنظيم مائدة مستديرة تم خلالها عرض نماذج من تجارب ناجحة في مجال السياحة المستدامة، والسياحة المستدامة بالمنتزه الوطني لخنيفرة، وفضاء تامومنت دمنات، وقام بتسيير هذه المائدة د. يونس حميمصة، وشارك فيها أنوار جاوي، مدير المنتزه تالاسمطان، وصلاح الدين العزوزي، عن دار الضيافة عائشة بشفشاون، ونور الدين موحتان، كفاعل جمعوي من أكادير، إلى جانب د. عماد الشرقاوي، من المدرسة العليا للتكنولوجيا بخنيفرة، ورشيد نصيري، من فضاء تامومنت بدمنات.