انطلقت مساء أول أمس الخميس 25 فبراير الجاري فعاليات الدورة التاسعة لمهرجان واد نون السينمائي، الذي تنظمه جمعية الشباب المبدع بكلميم.
هاته التظاهرة السينمائية التي تستمر أنشطتها إلى غاية يوم غد الأحد 28 فبراير، يتضمن
برنامجها العام العديد من الأنشطة عن بعد إلى جانب منها ورشات وأنشطة حضورية، مع الاحترام التام للتدابير الصحية المعتمدة في بلادنا لمواجهة جائحة كورونا ..
وحسب بلاغ مهرجان واد نون السينمائي، تشكل هاته التظاهرة مناسبة سنوية مفتوحة للتباري بين أفلام سينمائية روائية قصيرة، كما يشكل فرصة للتواصل وتبادل التجارب بين رواد وهواة السينما. وقد تم هذه السنة استحداث مسابقة جديدة خاصة بالأفلام الوثائقية القصيرة مع فتح آفاق وتحديات جديدة للمهرجان.
وفي هذا السياق، فقد تم تكريم المخرج الشاب حكيم القبابي لتكريمه « وهو في أوج عطائه السينمائي والتلفزيوني» من خلال عرض أحد أفلامه السينمائية القصيرة وعرض فيديو يتضمن مقاطع من مختلف أعماله الفنية وإلقاء شهادتين في حقه من طرف المخرج والسيناريست عبد الإله زيراط والممثل الشاب أيوب بوشان (من كلميم)، وذلك في حفل الافتتاح الذي نقلت فقراته على وسائط التواصل الاجتماعي انطلاقا من سينما الخيمة التي تشكل تراثا ثقافيا وادنونيا.
برنامج حفل الافتتاح شهد أيضا احتفاء بالسينما الفرنسية كإحدى السينمات العالمية الرائدة، وبهذا الاحتفاء يكرس المهرجان- يضف البلاغ – انفتاحه على التجارب الرائدة عالميا مستشرفا بذلك أفقا جديدا في خلق جسور التعاون مع مؤسسات ومنظمات دولية بغية التعريف بواد نون ومؤهلاته في مختلف المجالات.
إضافة إلى ما سبق يتضمن برنامج الدورة التاسعة أنشطة متنوعة أخرى موزعة على فقرات حضورية وغير حضورية، وهكذا تتبارى ستة أفلام من ست دول على جائزة واد نون الدولية للفيلم الروائي القصير، كما تتبارى خمسة أفلام من خمس دول على جائزة واد نون الدولية للفيلم الوثائقي القصير، في حين ستتبارى تسعة أفلام من المغرب على جائزة واد نون الوطنية للفيلم الروائي القصير.  ومعلوم أن الجوائز الثلاث المخصصة لهذه المسابقات الثلاث ستمنحها لجنة تحكيم دولية تترأسها الممثلة والمخرجة الفرنسية لورين بوبي  (Laurine Bauby)وتضم إلى جانبها الممثلة والمخرجة المغربية لطيفة أحرار، الأستاذة بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي، والممثل والمخرج والباحث السينمائي والأستاذ الجامعي التونسي وسيم القربي (Wassim Korbi). أما الأفلام المشاركة في الدورة التاسعة فتمثل الدول التالية: المغرب، فرنسا، هنغاريا، غينيا، العراق،  مصر، الجزائر، سوريا، تونس.
كما يتضمن البرنامج أيضا تنظيم ندوة حول موضوع «السينما والتنمية: أية علاقة»، بتعاون مع اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان كلميم وادنون، يسيرها الأستاذ عمر أبولاه ويشارك في تنشيطها كل من الناقد أحمد سيجلماسي والمخرجين حسن خر وأحمد بايدو ومديري مهرجان السينما والبحر بسيدي إفني ومهرجان السينما والصحراء بآسا يوبا أوبركا والحسين أنشاد.
واستمرارا للمهرجان في الوفاء لنهجه في تكوين الفئات الشابة الشغوفة بالسينما بكلميم وادنون، خصص لهم في دورة 2021 ورشة حضورية في فن التصوير من تأطير الأستاذ ليمام سيفر، وأخرى عن بعد حول صناعة الأفلام من تأطير السيناريست والمخرج مراد خلو.
ومن جهة أخرى يواصل المهرجان تشبثه بالانفتاح على المؤسسات التعليمية والجمهور الناشئ، عبر تمكين عدد هام من تلاميذ  المؤسسات التعليمية من مشاهدة ومناقشة أفلام منتقاة بعناية داخل ورشات، وذلك بتنسيق مع المديرية الإقليمية للتربية الوطنية ومؤسسة التفتح الفني والأدبي بكلميم. كما يتم، بتنسيق مع المنسقية الجهوية للتعاون الوطني، تنظيم قافلة سينمائية إلى دور الطالب والطالبة بإيمي نفاست (إقليم سيدي إفني) وفاصك وتغمرت (إقليم كلميم).
وإلى جانب فقرة بانوراما التي ستشهد عرض الفيلم الوثائقي الطويل «أصداء الصحراء»  للمخرج رشيد قاسمي والفيلمين الروائيين الطويلين «عايدة» و»ولولة الروح» للمخرجين إدريس المريني وعبد الاله الجوهري تباعا، وهي أفلام قاسمها المشترك حضور الموسيقى والغناء فيها، ستلقي رئيسة لجنة التحكيم لورين بوبي درسا سينمائيا على شكل «ماستر كلاس» تقدم من خلاله رؤيتها الخاصة للسينما وأسئلتها، وسيحاورها أثناء هذا اللقاء الأستاذ الباحث في السينما حدو لبور. كما تشهد الدورة التاسعة أيضا تعريفا بالكتيب الثالث من سلسلة «وجوه من المغرب السينمائي» من تأليف الكاتب أحمد سيجلماسي والصادر في مارس 2020 ضمن منشورات مهرجان سيدي عثمان للسينما المغربية بالدار البيضاء.
تجدر الإشارة في الأخير إلى أن مهرجان واد نون السينمائي يحظى في دورته التاسعة بدعم المركز السينمائي المغربي ومجلس جهة كلميم واد نون والمعهد الثقافي الفرنسي، إلى جانب مؤسسات أخرى.