عوالم التشكيلية فاطمة الديواني: احتفالية الألوان للثناء على الأحلام

 

باعتباره حركة فنية غير أكاديمية، فإن المقصود بالتشكيل الفطري الطريقة التي يتعامل بها مع الصباغة الفنية فنانون ترتكز خاصياتهم التشكيلية على أسلوب صباغي تشخيصي لا يحترم – بشكل إرادي أو غير إٍرادي – قواعد المنظور أثناء الاشتغال على الحجم، تكثيف الألوان ودقة الرسوم.
في ما يتعلق بأعمال العصامية فاطمة الديواني، نلاحظ منذ النظرة الأولى عدم احترام قواعد المنظور؛ فالفضاء الصباغي يطبعه تقليص حجم المواضيع المرسومة، تناسبيا، بالنظر إلى المساحة، وتخفيف دقة التفاصيل بالنظر إليها أيضا، حيث يجد كل ذلك ترجمته من خلال آثار المنظور الهندسي المحرفة، استخدام ألوان صارخة، مسطحة في غالبيتها، على جميع مستويات التركيب، كل ذلك بالدقة المتكافئة التي تسلطها على التفاصيل؛ ما يجعل من منجز الفنانة عالما حيث:
*الاندهاش( المسحور، المتسلي، القلق، الغريب… )؛
* نفحة البراءة تثير السذاجة (!) دائما الانطباع بالتعامل مع الذات، الخلاقة والمتلقية، بجدية؛
*عذوبة التعبير وطراوته، التعبير عن النظرة الباطنية المفتونة، وهي تسترجع العذرية الأولى للأشياء؛
* هيمنة الطفولي، لأن الفطري الحقيقي هو الطفل؛
* الرعونة المتسلطة التي تفرض نفسها في غالبية الأحيان كضرورة؛
أليس ذلك مجتمعا ما قاد مالرو إلى القول بأن الفنانين الفطريين هم أولئك الذين « يجرؤون على الاعتقاد بأن الزمان لا شيء، بأن الموت نفسه وهم…».
لكي نعود إلى الفنانة فاطمة الديواني، نرى بأن النتيجة، على المستوى الكرافيكي، تُولد عالما طفوليا لا يكتفي بحلمه، بل يتمسك ب ه، يعمل على تأبيده والاستمرار في الثناء عليه، وهو عالم مستوحى عموما من كل ما هو شعبي، وسرده بطريقة تخييلية حالمة اعتمادا على تركيبة ألوان منبعها ومصبها الدفء وما يثيره من حميمية فينا، مبدعين كنا أو متلقين منتجين.


الكاتب : سعيد رباعي

  

بتاريخ : 01/03/2021