تفاجأ الرأي العام المحلي بمدينة أيت ملول،بما أقدم عليه كاتب المجلس الحسين حريش (البرلماني عن دائرة إنزكَان أيت ملول)حين قدم استقالته من المجلس الجماعي يوم الإثنين فاتح مارس 2021،مع أن هذه الاستقالة تحمل تاريخ الجمعة 26 فبراير2021، أي أنه كتبها قبل هذا التاريخ منذ ثلاثة أيام واحتفظ بها لديه في الوقت الذي حجز لها مكانا بالسجل الخاص وسلمها بعد ذلك للرئيس بالنيابة يوم الإثنين.
لكن ما أثار الاستغراب، هو:لماذا لم يقدم الاستقالة في حينها بل بقت لديه طيلة ثلاثة أيام الجمعة والسبت والأحد؟يفهم من ذلك أنه كان يحاول دفع المعارضة إلى سحب طلبها الذي سبق أن قدمته لوزارة الداخلية من أجل عزله لإخلاله للمادة65 من القانون التنظيمي 113-14 المتعلق بالجماعات الترابية بعدما استفادت جمعية يعد والده عضوا في مكتبها المسير من منحة المجلس الجماعي قدرها 15 ألف درهم زيادة على استفادات أخرى مما اعتبرته المعارضة حالة من التنافي وإخلالا بمقتضيات المادة القانونية المشار إليها سابقا.
وما زاد من الغموض واللبس فيما أقدم عليه كاتب المجلس المنتمي لأغلبية المسيرة للمجلس الجماعي (البيجيدي)،أن المعني بالأمر أرجع سبب استقالته ككاتب المجلس إلى أسباب ذاتية وموضوعية، غير أن الرأي العام المحلي في تعليقاته على صفحات الفايسبوك اعتبرها هروبا إلى الأمام خوفا من أن بقاءه بالمجلس وتفعيل طلب المعارضة، سيؤدي به حتما إلى عزله من قبل المحكمة الإدارية،وبالتالي منعه من الترشح في الانتخابات المقبلة.
ولعل ما يزكي هذه الفرضية ، أن كاتب المجلس المستقيل من مكتب مجلس الجماعة الترابية لمدينة أيت ملول ادعى أن استقالته لا علاقة بتاتا لها بالعريضة التي سبق أن قدمها عشرة أعضاء من المعارضة في حقه إلى عامل عمالة إنزكان أيت ملول،يوم 17 فبراير2021 .
وكان أعضاء مجلس الجماعة الترابية لمدينة أيت ملول،قد راسلوا عامل عمالة إنزكان أيت ملول، وطالبوه بتفعيل مضامين المادة 64 من القانون التنظيمي 113- 14 في حق كاتب المجلس الحسين حريش مستدلين على أن هذا الأخير،ربط مصلحة الجماعة بمصلحة أحد أصوله من خلال دعم المجلس لجمعية ثكنة للتنمية وإحياء التراث الثقافي الحساني بأيت ملول التي يحتل فيها والده صفة محافظ بمكتبها المسير،حيث استفادت جمعيته بمنحة سنوية قدرها 15 ألف درهم في سنة 2018.
واستفادت هذه الجمعية أيضا من استثناء صرف منحة المجلس لدعم المشاريع المخصصة لهم برسم ميزانية سنة 2018 في وقت وجيز ودون غيرها من الجمعيات الأخرى،واستفادت من دعم لمشروعها في إطار المبادرة المحلية للتنمية البشرية بمبلغ يزيد عن مئة وعشرين ألف درهم بهدف اقتناء مجموعة من التجهيزات الخاصة بتنظيم الحفلات.
استقالة برلماني من البيجيدي من عضوية مكتب المجلس الجماعي بأيت ملول في هذه الظرفية، تثير الكثير من التعليقات الساخرة من لدن النشطاء الفاسبوكيين.
الكاتب : عبداللطيف الكامل
بتاريخ : 08/03/2021