عندما تتابع أبواق الإعلام العسكري تصاب بالغثيان

حيمري البشير- كوبنهاكن الدنمارك 

 

أتحاشى متابعة بعض القنوات الجزائرية المحسوبة على العسكر، وما تبثه من سموم وحقائق بعيدة كل البعد عن الواقع.
فرق شاسع بين بلادهم وبين المغرب في كل شيء، أشفق على حال الشعب الجزائري، بلد النفط والغاز، عندما يقف في طوابير بحثا عن قنينة غاز الطبخ، أو لتر حليب، أو موزة يساوي ثمنها  15ألف دينار جزائري، وأستغرب من تصريح لنائب برلماني عندما يقول إنه لم يأكل الموز طوال حياته حتى بلغ سن الثلاثين.  أصاب حقيقة بالغثيان عندما يقارنون الجزائر بالمغرب في السياحة، وهوالذي تجاوز عشرة ملايين سائح، وبمقومات كبيرة وبشهادة صحفيين جزائريين، والذين بسبب تحدثهم عن حقيقة المغرب بكل صراحة، صادق مجلس الأمة الجزائري على سحب الجنسية منهم.
الآن اكتشفت لماذا لا يريد النظام في الجارة الشرقية فتح الحدود، لأنها إن فتحت سيكتشف الشعب الجزائري حقيقة الفارق في التنمية بين بلادهم والمغرب، وسيقارنون بينهما، وسيكتشفون حقيقة الحب الذي يكنه لهم الشعب المغربي، بكل عفوية وبدون مساحيق، سيلمسون ملامح التغيير التي حدثت على مستوى البنيات التحتية، سواء عبر الطرق السيارة التي أصبحت تربط المدن المغربية من وجدة إلى آكادير، وقريبا إلى المدن المتبقية في أقاليمنا الجنوبية،  أو عبر المطارات التي أصبحت تضاهي المطارات العالمية إن دخلوا المغرب عن طريق رحلات جوية، أما عند مشاركتهم في مسابقات رياضية فسيفاجؤون بالملاعب الرياضية التي تضاهي الملاعب العالمية، عندها يكتشفون سر الإنجازات التي حققها الأبطال المغاربة.
البرامج المتلفزة التي يعدها الحاقدون من الجزائر على المغرب، وهم قلة، ولايمكن أن نعمم، يهدفون من ورائها فقط تضليل أبناء الشعب الجزائري واستمرار إغلاق الحدود وزرع الحقد والفتنة بين الشعبين، من خلال مثل هذه البرامج المسمومة، والتي تعرقل المصالحة وتصفية الأجواء، والاعتداءات التي تتكرر، كل مرة، في المناطق الحدودية بفكيك على مزارعين مغاربة تستوجب وقفة تأمل، بل التفاتة من الحكومة المغربية، لأن واحات على الشريط الحدودي مستهدفة بسبب مشاريع تقوم بها الحكومة الجزائرية هناك أدت إلى تجفيف منابع الماء على التراب المغربي المقابل للتراب الجزائري، والتي تستدعي وقفة ودراسة وبديل لما يتعرض له السكان في تلك المنطقة، واحات ومساحات شاسعة لأشجار النخيل ستمحى من الخريطة، وعلى السلطات بإقليم فكيك نقل حقيقة مايجري في المناطق الحدودية، جرائم ترتكب في حق الشجر والبشر والدواب، وسياسة الدولة الجزائرية لاتنم عن حسن الجوار، بل هي صورة مشابهة لما ترتكبه إسرائيل في حق المزارعين الفلسطينيين !
هذه هي الصورة الحقيقية التي نريد من قنوات العسكر إظهارها للشعب الجزائري عوض نشر أكاذيب تثير الحقد والضغينة، وأي جزائري يزور المغرب سيكتشف حقيقة حب المغاربة لشعبه، سيقف على مدى التغيير الذي حصل في المغرب في كل المجالات، فليس من مصلحة النظام العسكري أن يطلع الشعب الجزائري على ما يوجد في الأسواق المغربية من خيرات وافرة وبأثمنة مناسبة، ليس من مصلحة نظامهم أن يكتشف الجزائريون أن كل المنتوجات التي يفتقدونها في أسواقهم توجد بالمغرب، هذا هو سبب تلك الحملة التضليلية الواسعة ضد بلادنا، فالشعب الجزائري ان وقف على حقيقة المغرب المشرقة المخالفة لما تبثه وسائل إعلامه المضللة سيقرر الخروج في أمواج بشرية للإطاحة بنظام العسكر الذي ينهب خيرات بلاده ويقتل أبناءه، وسيطالب بتحقيق وحدة المغرب العربي، أمل الشعوب، لتحقيق تكامل اقتصادي سيغير، لامحالة، من صورة المغرب العربي الكبير، تكامل هو في حاجة إليه في هذا الوقت بالذات.

الكاتب : حيمري البشير- كوبنهاكن الدنمارك  - بتاريخ : 12/03/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *