أحمد لعيوني يكتب «تأملات في زمن كورونا»

 

صدر للكاتب أحمد لعيوني مؤلف بعنوان “تأملات في زمن كورونا” عن منشورات الشركة المكتبية ومطبعة فارير بسطات، في 103 صفحات من القطع المتوسط.غلاف الكتاب من تصميم الفنان التشكيلي حميد العلوي، لوحة في موضوع “حياتنا انعكاس لجميع الخيارات التي اتبعناها في اختيارات لا تعد ولا تحصى قمنا بها. معادلات رياضية، ومبالغ مالية..”
يتضمن الكتاب مواضيع ذات اتصال بجائحة كورونا التي أصابت العالم دون سابق إنذار، وما عقبها من ظروف الحجر الصحي، وحالة الطوارئ الصحية، وإلزامية لزوم مقرات السكن ليلا ونهارا. عوامل دفعت بالناس إلى البحث عن ملء الفراغ، مما مكن الكاتب من الاعتكاف على القراءة وكتابة مقالات عبر من خلالها عن وجهة نظره في النازلة وما يتصل بها، بحسب تعبير الدكتور عبد المجيد نوسي الذي قدم الكتاب. وتعتبر هذه المواضيع مساهمة في تغيير بعض السلوكيات، وطرح تساؤلات حول كيفية التعامل مع الوباء، وأيضا مناقشة الإجراءات المستجدة التي أرهقت الناس ولم يتعودوا عليها، مثل حمل الكمامات، والحرمان من العناق والمصافحة، والتعقيم المستمر، والإفراط في النظافة.
أما موضوع شبكات التواصل الاجتماعي، فهي ظاهرة أصبح لها دور فاعل في تقريب المسافات، وربط الاتصال المستمر بين الأقارب والأصدقاء، الذين منع الحد من التجوال وحظر السفر الالتقاء بهم. وكان للفيسبوك الأثر البالغ في الحفاظ على الصداقات، والإكثار من المعارف، واللقاء الافتراضي، وتقديم التهاني في كل ذكرى غالية لا يمكن التغاضي عنها، وأيضا التعبير عن المتمنيات بالشفاء للمصابين، وتقديم المواساة وواجب العزاء للأقارب والأصدقاء في فقدان أحد ذويهم، وتفريغ مشاعر الحزن عبر المشاركة الافتراضية.
ولم يفت الكاتب الإشارة إلى ضرورة العناية بالمرافق الاستشفائية، وذلك من خلال الإشارة إلى المستشفى الرئوي بابن أحمد، الذي تم إغلاقه سنة 2004. هذا المستشفى الذي تضافرت جهود أبناء الطائفة اليهودية بالمغرب وروادها، لبنائه بداية خمسينيات القرن الماضي، حيث لعب دورا مهما في تعافي سكان إقليم الشاوية والمناطق المجاورة من داء السل، لأزيد من نصف قرن. وتم التخلي عنه بمجرد قرار إداري، وترك للإهمال.
ومن بين ما تطرق له الكتاب، مسألة الدخول المدرسي 2020 – 2021 الذي عرف تأرجحا بين عدة سيناريوهات تتنوع بين الحضوري والافتراضي عن بعد، والتناوب الأسبوعي، وهي كلها عمليات متذبذبة، ولا يشير أي منها إلى بارقة أمل نظرا لصعوبة الموقف وضعف المردودية مع العلم أن التعليم يعتبر في العصر الحالي أحد مكونات الاستمرار في الحياة مثله مثل الصحة والشغل.
تطرق الكاتب إلى معطيات من شأنها معالجة صدمة الإصابة بكوفيد عن طريق اكتساب مرونة نفسية للخروج بأقل الأضرار من جانب الصحة النفسية والعقلية، بالإضافة الى العراقيل التي واجهت تطبيق “ وقايتنا” للإخبار عن مخالطين في الأماكن التي تعج بالازدحام، والتي لم يتم الإقبال على تحميلها، كما لم يواكبها التحيين والتجديد.


بتاريخ : 18/03/2021