لَيْسُواْ إلا أجراسَ المَنافِعِ تُرَدّدُ صَوتَ التّدافعِ في سَاحاتِ الرّكض، خَضراءَ تَبْدُو
هَؤلاءِ الناسُ، أَشْباهُهم.. لا حاجَة للمَعنَى بأقدامِهم
تَركضُ والإيقاع فاغرَ الأصواتِ يُحاكِي الصَّدى، إنْ حَكى، ما يَحْكِي؟
يَحكي: صَار صَدرُ المَراقِص مَلاذاً صَوتُ النَّقائصِ مِيعاداً يَقْتَفِي القَصائدَ زَهْواً.
يَحكي: صَار نِداءُ المَوتِ عَيْناً للحياة ِو عَينُ الموتِ تَضربُ في الأرضِ سَهْواً.
هَؤلاءِ الناسُ، أَشْباهُهم.. لو كانَ للأزهارِ جَهْرٌ بالآلامِ فاحتْ تَحْمِلُ رائحةَ الحُطام.
عَجيبٌ أمرُ هذا الحرفِ متى تمكّنَ منّي نالَ مِنِّي، ومَنْ مُنّ بِه مِنِّي!
العَازِفُ على أوتارِ الحَرفِ حَفِيُّ اللهِ رَبِّي، ورَبّي، إِنْ شاءَ، كانَ مَنارَةَ دَرْبي!
العَازِفُ عن أوتارِ الحَرف صَديقُ الفناءِ، إنْ بَدَا في الحياةِ صَديقاً.. عَدَا أنْ يَعْدُو!
خَفِّفْ علاماتِ العَجَبِ في فَهْمِكَ إنْ شئتَ فَهْمِي، فَهَمّي غَيْرُ فَهْمِكَ، فَهْمِي هسيسٌ!
قابعٌ أنتَ في قاعِ المَدارِكِ كيفَ تُدرك هَمِّي..
صَديقُ الحَرفِ، صديقٌ، عن أبي وأميّ وفي غيرِ الحَرفِ أُمِّيٌّ، أنا، هل تُدركُ أُمِّي!
ليسَ لي في مَعْناكَ، أَمُوتُ وَحيدا، نشوةُ المَوتِ وَحيداً خلودٌ، فالمَعْنَى واحدٌ وَوَحيدٌ.
اِبتسمْ!
تَكفينِي نَواجِذُكَ البيضاءُ فَهْماً.
لا أنجادَ لي.. هَل لي في النجاة منكَ سبيلٌ؟
هل لكَ ظلٌّ، كظلّ الحَرفِ، خليلٌ
أراكَ تَجْحَظُ بِعَيْنَيْكَ تَفْرِكُ ذَقنكَ الحليقةَ .. لا تَأسَى.
الأسَى لي.. ليسَ لكَ الأسَى!
اِبْتَسِمْ.. لَيْسَ لكَ الأَسَى!
الكاتب : عبد الله بن ناجي
بتاريخ : 26/03/2021