دار الشعر بمراكش تطرح سؤال وضعية الكتاب والنشر بالجهة

نظمت دار الشعر بمراكش، يوم السبت 20 مارس الجاري، وفي إطار برنامجها الاحتفائي باليوم العالمي للشعر، ندوة خصصت لتدارس وضعية النشر والكتاب، من خلال الإصدارات الشعرية والنقدية بالجهة، مع رصد بيبلوغرافي وتجميع لعناوين شعراء وشاعرات وإصدارات بحثية في النقد الشعري والدراسات البيبلوغرافية. وعرفت هذه الندوة، مشاركة الباحث والناشر عبد القادر عرابي من مراكش، في لقاء أداره وحاوره الأستاذ عبدالحق ميفراني.
استعاد ذ. عرابي، مدير مؤسسة آفاق للنشر، علاقاته المبكرة بالكتاب وبالشعر.. إذ أتى للنشر من بوابة القراءة والمساهمة في المشهد الثقافي، معتبرا وجوده رهينا بفعل القراءة ومقرونا به. وحينما قرر إنشاء مؤسسة آفاق، كان الغرض هو تشجيع القراءة، وأيضا التفكير في إعطاء قيمة خاصة للكتاب في حياتنا المجتمعية، منوها الى ضرورة الانتباه الى حالة الالتباس التي تسم وضعية النشر والكتاب في المغرب (الجهة كحالة مصغرة لوضع عام)، ففي الوقت الذي نرى في ميدان النشر والطباعة، أن هناك دور نشر رائدة تتجه الى إعلان إفلاسها، نجد العديد من المطابع لا تجد وقتا للراحة لكثرة ما يتم طباعته من كتب، فلمن تطبع؟ يتساءل الأستاذ عرابي.
يؤمن ع. القادر عرابي أن ما ينتج من أعمال إبداعية، الشعرية والنقدية بغض النظر عن مستواها، تعد ثروة وطنية يجب رعايتها والمحافظة عليها، أما التنقيب والغربلة، فالمهمة موكولة للنقد والجامعة، هما من بيدهم حفظ معايير الجدة واختيار النصوص والكتب الأجدر بالحضور. ونبه عرابي أيضا الى أزمة تسويق الدواوين الشعرية ، والتي غالبا ما تبوء بالفشل، إما لرفض المكتبات استقبال هذه الدواوين ، التي تبقى حبيسة الرفوف لسنوات، أو لتراجع القارئ وندرته أحيانا في التوجه الى المكتبات لاقتناء الكتب. ولا يستطيع ناشر مغربي، إطلاق مبادرة لإصدار سلسلة دواوين شعرية، لعلمه المسبق، بالضرر المادي الجسيم الذي سيلحق به، وما يسمى ب “الطبعات المحدودة”، والتي انتشرت السنوات الأخيرة في غياب لجن القراءة، إنما “توهم بصناعة الشعر وتداوله، وتعتمد على صيغة الإهداء”.لكنه يحمل جزءا من المسؤولية للمبدع في ما يحدث في المشهد؛ فعكس ما يحدث في مجالات أخرى كالفن والرياضة، لا يستطيع الشعراء والكتاب، نظرا لوضعهم الاعتباري الخاص، أن يتحولوا ل”لوبي ضغط”، من أجل انتزاع حقهم في المال العام. وعندما يتعلق الأمر بالثقافة والجهوية المتقدمة، يتساءل عن غياب سياسة واضحة في مجال دعم الكتاب والنشر في الجهة، (خصوصا وسط وجنوب المغرب)، علما أن الأمر لا يتعلق بأرقام مالية كبرى. لذلك نرى الكثير من الأصوات الشبابية، ورغم تفرد وخصوصية تجربتها الشعرية والنقدية، لا تجد تحفيزا مباشرا للنشر وطباعة أعمالها.
وعن سؤال البيبلوغرافيات الإحصائية، ودورها في تثمين المنتوج الثقافي المحلي والصناعة الثقافية، باعتبارها قوة ناعمة تساهم في إطار دبلوماسية الانفتاح الخارجي والداخلي، يرى اعرابي أن الممكن اليوم في ظل ما نعيشه، قد لا يكون الحاجة لمزيد من الدراسات في هذا المجال، بقدر الحاجة لمبادرات حية وملموسة تستطيع أن تجد دينامية للنشر والطبع. لينتهي الأستاذ عبدالقادر عرابي الى طرح سؤال مفتوح: ما طبيعة “النخب” المشتغلة بمؤسسات النشر المغربية؟ هل هم مؤهلون للتعاطي مع أسئلة النشر، مادامت المسألة وطنية في المقام الأول وتخص التطور المجتمعي؟.


بتاريخ : 29/03/2021