هذا الغياب

هذا الغياب أورثني كل هذا التشظي
لاشئ يشتهيني غير دوائر من الذكريات
أسير على أرصفة سابقة
وأتوقف على نقطة الألم
يرفسني العمر إلى خطى الماضي المشتعل
يستلقي القلم على أصابعي فلا يرسم غير خريطة المرايا
يهمس بما أكتبه عن أزقة التشرد، عن جيوبي الفارغة، عن سراويلي الواسعة على خصري النحيف، عن وجوه الشيوخ الشاحبة، عن البساتين الوارفة، عن المطعم المدرسي، عن عصا المعلم، عن لهفي للفتيات وأنا أصارع  نصفي السفلي
أقول لكل تلك الأزمنة كم كنت زاهدة
وكم كنت أصرخ  لأعلم أنني موجود
تلك اللحظات حين تترجمها الكلمات
تمر مثل الطلقة على الجبين
وتلك الكلمات
كم يكفيها لتحصي نزيف السنوات الغامضة


الكاتب : محمد فتاح

  

بتاريخ : 30/03/2021