إدريس لشكر يعانق جهة الشمال

تكتسي جهة الشمال… تكتسي حواضرها لدى المغاربة أجمعهم، من كل المدن والمناطق والجهات، أهمية خاصة لموقعها الجغرافي التميز كله، لتجذرها التاريخي والحضاري التميز كله، لوطنية أهاليها عزة الوطن كله، ولفخر الانتماء لذلك المكان الجميل جمال الوجود شيء ما يستعصي على الوصف وإن كان الواصف عالم كلام لعله السبب الذي جعل كل المغاربة يعشقون هذه الجهة.
لجهة الشمال في القلب المكان كله، ولها في الوجدان رحابة انتمائنا لها وشساعة انتمائها لنا…
لجهة الشمال كل دعوات العودة للبقاء على قيد التنمية والحداثة التي تعني كل الحياة…
ويعود الاتحاد الاشتراكي إلى جهة الشمال، وتعود جهة الشمال إلى الاتحاد الاشتراكي…
جهة الشمال وجه المغرب في العالم أهانها، شوهها الظلاميون والسماسرة، واليوم تستقبل الأستاذ إدريس لشكر، الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي، وهو مصر على إعادة الاعتبار لهذه الجهة بهاءها.
الاتحاد الاشتراكي، الذي اقتات المحافظون الدينيون من الفراغات التي تركها خلفه ومن حوله، دون أن يقدروا على طرح أسئلته الجوهرية، مازال مؤمنا بأن المستقبل قابل للتدارك، ولذلك نراه يسعى لاستعادة المبادرة، لأنه يعرف أن هذا قدره، وأن استعادة توازن ميزان القوى في المجتمع واجبه الذي لا مفر منه…. ومن هنا كانت زيارة الأستاذ إدريس لشكر لجهة الشمال، وهي زيارة تنظيمية وتحضيرية، زيارة تواصلية وتشاورية…
منذ سنوات تراجع الاتحاد الاشتراكي كقوة انتخابية قوية، منذ أن صار الإسلاميون والتقنوقراط والأعيان الزبائن المفضلين لكراسي السلط والتمثيليية….
ويوم اغتيل الاتحاد الاشتراكي وتخلى عن الشارع، استوطنته جحافل الإسلاميين والعدميين الذين لا لون سياسي ولا إيديولوجي لهم…. الذين لا يهمهم المغرب ولا شباب المغرب…
وهنا كل الحكاية ومكمن الداء الذي يسعى الاتحاد الاشتراكي، علاجه، وليس أمامه من خيار آخر غير رفع راية النجاح في وجه الشامتين في حاضره والناقمين على ماضيه..
واليوم الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية يشد الرحال إلى الشمال، إلى طنجة، تطوان، المضيق الفنيدق، الشاون، وزان الحسيمة… ليعلن عودة الاتحاد الاشتراكي، ليعلن عودة القوى الوطنية الديموقراطية، ليستقبل بالقلب والعقل، ليفتح أبواب الاتحاد الاشتراكي…. أنه فضاء يسع الجميع…
جهة الشمال بؤرة اتحادية، جهة الشمال ولادة للفكر الحداثي، جهة الشمال قلعة النضال والصمود…
القائد إدريس لشكر بدينامية المناضل، وتحضيرا لاستحقاقات 2021، حل بجهة الشمال، اجتمع بالكتابات الإقليمية لأقاليم الجهة، تنقل إلى حواضرها الجميلة… تفاعل مع شبابها ونسائها… لإعلان أن المستقبل اتحادي….
فبعد التظاهرات-الحدث بجهة الجنوب، يحضر إدريس إلى الشمال، لمعانقة التاريخ البعيد والقريب، لمعانقة الصمود والإخلاص… لمعانقة الشموخ والمروءة..
جهة الشمال اتحادية… الريف اتحادي…. اليوم موعد ميلاد جديد للاتحاد الاشتراكي… موسم العودة إلى الأصول… وما حدث كان عابرا…. جهة الشمال رمز الحداثة وتمقت الظلام واللصوصية….
الثقة في الكاتب الأول وفي القيادة الحزبية الجادة والمسؤولة عند مناضلات ومناضلي الشمال هي من باب تحصيل حاصل والسلام على كل من يغرد خارج المؤسسات…
2021  اليوم، وعلى اتحاديات واتحاديي الشمال أن يكونوا في الموعد، عليهم أن يحاصروا الشعبوية والتفاهة، تجار الدين والإحسان، وأن يفضحوا مستعملي المال، حراما أو حلالا…
بعيدا عن التبريرات الانهزامية، على الاتحاديات والاتحاديين رفع التحدي وكسب الرهان، في الشرق.. في الشمال …في الجنوب… في الصحراء المغربية… في كل الجهات… في كل الأقاليم… في كل المدن… في كل البوادي والقرى…
الاتحاديات والاتحاديون سعداء بحزبهم وبتدبير حزبهم لهاته المرحلة المفصلية. هذا هو أهم ما في الموضوع كله. والاتحاديات والاتحاديون أسعد باللحمة التي اكتشفوا أنها لازالت تسكن المسام منهم، وبالروح الاتحادية التي آمنوا أنها كانت فقط معلوة ببعض الغبار، يكفي أن تمسحها بعناية وعقلانية لكي تعود المعادن الأصيلة إلى لمعانها العريق.
هذا هو درسنا الأهم اليوم البقية شرود….
أن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي نشأ وترعرع في حمأة النضال من أجل ترسيخ الديموقراطية، وتحقيق العدالة الاجتماعية، ونهج سبل التنمية الشاملة، وتعزيز دولة الحق والقانون والمؤسسات، ليشدد التأكيد من جديد على الإرادة القوية التي تحذوه على تقوية جذور التواصل وتعزيز ديناميات التفاعل مع القوى الشعبية الحية بالبلاد، التي يجمعها وإياه ميثاق التلاحم المتين والنضال المستميت، في سبيل الارتقاء بالبلاد إلى أسمى درجات النهوض والتقدم، في شروط الأمن والاستقرار والازدهار.
إنها مسؤولية جسيمة، ومهمة نبيلة، تسائلان بقوة كافة الاتحاديات والاتحاديين للنهوض بهما؛ من أجل كسب رهان التقدم والحداثة، وتوفير حظوظ مستقبل زاهر للأجيال الصاعدة…
إن واجب الوفاء والامتثال للمبادئ السامية والقيم النبيلة التي أسست لميلاد «الاتحاد الوطني/الاتحاد الاشتراكي»، وأطرت مساره السياسي، ورسخت خطه النضالي في مختلف المراحل والمحطات؛ أن يعود الاتحاديون والاتحاديات إلى الاعتصام بحبل التآلف والالتحام، على قاعدة نفس المبادئ والقيم التي جعلت من حزبهم أنموذجا فذا في الوفاء والالتزام بقضايا الشعب والبلاد، مهما كلفه من تضحيات ونكران الذات.
من الجنوب انطلقنا، وكان الشمال، وستكون جهة فاس-مكناس وجهة الشرق وكل الجهات… إننا قادمون، وهذه المرة أقوى من كل وقت مضى… انتظرونا!


الكاتب : عبد السلام المساوي

  

بتاريخ : 07/04/2021