إلى متى ستستمر العمليات الجراحية في التوقف بسبب عدم وجود « البناج» بالمستشفى الإقليمي ببنسليمان؟

 

من غير المنطقي أن يستمر الفراغ في منصب الطبيب المختص في التخدير والإنعاش بالمركب الجراحي التابع للمستشفى الإقليمي ببنسليمان لمدة تزيد عن السنتين. فمنذ أن انتقلت الطبيبة المختصة في التخدير والإنعاش والتي كانت تعمل بذات المركب الجراحي إلى مستشفى الشيخ خليفة بالدار البيضاء، والعمليات الجراحية التي كانت تجرى بنفس المركب متوقفة إلى أجل غير مسمى، بسبب عدم تعويض الطبيبة المنتقلة من طرف مصالح الوزارة الوصية على قطاع الصحة.
هذه الوضعية غير السليمة، المتمثلة في الخصاص الذي يعرفه منصب الطبيب «البناج» خلقت معاناة وعدة مشاكل لساكنة الإقليم التي كانت تستفيد من الخدمات الصحية، ومن ضمنها إجراء العمليات الجراحية بالمستشفى الإقليمي، وهي وضعية جد مكلفة ومتعبة، خاصة بالنسبة للأسر الفقيرة التي أصبحت تجد صعوبة كبيرة في متابعة العلاج والاستفادة من العمليات الجراحية، بسبب عدم وجود الطبيب المختص في التخدير والإنعاش، الشيء الذي يضطر معه المرضى إلى التنقل إلى المستشفيات والمصحات المتواجدة بالمدن المجاورة قصد متابعة العلاج والتطبيب والاستفادة من بعض الخدمات الصحية التي تتطلب إجراء عمليات جراحية. وأمام هذا الخصاص في مجال التخدير والإنعاش، لجأت المندوبية الجهوية للصحة بجهة الدارالبيضاء- سطات إلى إيجاد «حل» لهذا المشكل، من خلال تعيين مؤقت لطبيب في التخدير من المحمدية كان يقوم بالمهمة لمدة يوم واحد في الأسبوع. وهو حل، اعتبره بعض المهتمين بالشأن الصحي المحلي، ترقيعي، ولم يف بالغرض المطلوب، لكون ضغط العمليات الجراحية المبرمجة كان أكبر من هذا الحل المؤقت، حيث لم تستمر سوى العمليات الجراحية المستعجلة، وتعليق باقي العمليات الأخرى، إلى حين التحاق الطبيب «البناج»، علما أن المركب الجراحي يضم اختصاصات في الجراحة العامة وطب التوليد والأمراض النسائية، بالإضافة إلى جراحة العظام. مما أصبح يفرض ضرورة تغطية الخصاص الذي تركته الطبيبة المختصة في التخدير والإنعاش والتي انتقلت إلى الدار البيضاء دون تعويضها، خاصة أنه حسب ما أكدته بعض المصادر الصحية للجريدة أن هناك اختصاصات أخرى ستنضاف إلى تلك التي تتطلب عمليات جراحية، وتهم هذه الاختصاصات جراحة العيون وجراحة الأذن والأنف والحنجرة، وطبيب إضافي في الجراحة العامة. وهي مناصب تم فتحها مؤخرا من طرف وزارة الصحة من خلال الحركة الانتقالية الخاصة بالأطباء الاختصاصيين عن سنة 2021.
وأشارت نفس المصادر إلى أن رئيس جمعية البحيرة السليمانة التي تشرف على تدبير مركز تصفية الدم المتواجد بالمستشفى المذكور، سبق له تقدم بمقترح التعاقد مع طبيب مختص في الإنعاش والتخدير، للقيام بهذه المهمة بالمركب الجراحي للمستشفى على أساس أن تتكلف الجمعية بتأدية واجبه الشهري، حيث وافقت السلطات الإقليمية وكذا المسؤولين على قطاع الصحة جهويا وإقليميا، على هذا المقترح، وتم تهييء الوثائق الضرورية واللازمة وإرسالها إلى المديرة الجهوية للصحة بجهة الدارالبيضاء- سطات، قصد التأشير عليها، لكن ولحد كتابة هذه السطور لم تستجب هذه الأخيرة لهذا المقترح الذي كان سيشكل حلا للتخفيف من معاناة المرضى، من خلال تسريع وتيرة العمليات الجراحية المبرمجة. وقد استبشرت مؤخرا ساكنة الإقليم خيرا، بعد ما علمت أنه تم تعيين طبيبة مختصة في التخدير والإنعاش بالمستشفى الإقليمي ببنسليمان قادمة من مدينة العيون، في إطار الحركة الانتقالية التي أجرتها وزارة الصحة لفائدة الأطر الصحية خلال شهر أكتوبر من السنة الماضية، إلا أنه رغم مرور حوالي ستة أشهر على هذه العملية، فإن الطبيبة المستفيدة من هذه الحركة الانتقالية لم تلتحق لحد الآن بمنصبها، مما دفع بالبعض إلى طرح العديد من الأسئلة، من قبيل، ما هي الأسباب الكامنة وراء عدم التحاق الطبيبة لمزاولة مهمتها بالمستشفى الإقليمي؟ وأين هو دور المسؤولين بالقطاع في حل هذا المشكل لإجراء العمليات الجراحية المبرمجة المتوقفة، بسبب الخصاص الذي يعرفه منصب الطبيب « البناج»؟
وهي أسئلة تبدو منطقية ومشروعة، لكون المستشفى الإقليمي ببنسليمان يقوم بتقديم الخدمات الصحية لساكنة 15 جماعة، وكانت تجرى بمركبه الجراحي حسب بعض الإحصائيات 10 عمليات جراحية في اليوم، عندما كانت تتواجد به طبيبة مختصة في التخدير والإنعاش، فإلى متى سيستمر هذا الوضع قائما، رغم النداءات والاحتجاجات المتكررة لساكنة الإقليم؟


الكاتب : بوشعيب الحرفوي

  

بتاريخ : 09/04/2021