توقفت فرنسا مؤخرا عن إعطاء لقاح “استرازينيكا”، ما رأيك في هذا القرار؟
لا أعتقد أن الحكومة اتخذت القرار الصحيح، ليس لأن أحد رجال الإطفاء بفرنسا أغمي عليه بعد تطعيمه باسترازينيكا علينا أن نتوقف عن التطعيم. علاوة على ذلك، لا يحق لرجال الإطفاء وقف التطعيم. وزير الصحة الفرنسي اوليفييه فيران قال إنه في ميزان الفوائد والمخاطر تتفوق الفوائد على مخاطر (اللقاح)، من الواضح أن السكان احتفظوا بأن هناك خطرا وأصيبوا بالذعر، ومع ذلك، فحتى أبسط دواء في الطب له آثار جانبية، حتى لو كان فعالاً، إذا كنت تتناول الأسبرين، فهو دواء جيد، لكن ذلك لا يمنعه من التسبب في نزيف لدى بعض الأشخاص، يمكن أن يؤدي تناول الأسبرين بجرعات كبيرة إلى حدوث نزيف، كما رأينا في حالة تمدد الأوعية الدموية في الدماغ مثل ما حدث لأحد زملائي. إنه دواء جيد، لكنه قد يكون خطيرًا. هل علق المغرب استعمال لقاح أسترازينيكا؟ حتى الساعة ما زالت حملة التطعيم مستمرة بالمغرب بهذا اللقاح، إنهم على حق، لا يمكنك إيقاف حملة التطعيم لمجرد الشعور بعدم الراحة أو بعض الآثار الجانبية المؤسفة، الآن الأشخاص الذين تم تطعيمهم بـاسترازينيكا، بمجرد أن يصابوا ببعض الحمى، سيقولون إنه اللقاح. وقد طمأن الوزير في البداية قبل اتخاذ قرار التعليق، هذه القرارات المتتالية المتناقضة لا تبعث على الاطمئنان بين الناس.
كيف تفسرون عدم الثقة في اللقاحات في فرنسا وحول العالم؟
من المبالغة الحديث عن عدم ثقة الأغلبية، يجب تلقي الاستطلاعات في هذا المجال بحذر وغالبًا ما يتم طرح الأسئلة بشكل سيء وصعوبة تفسير الإجابات. لا يمكن القول إن أغلبية الفرنسيين يشككون في اللقاحات. في بعض الأحيان يكون ذلك في الأساس رد فعل للتحدي تجاه السياسات التي تدعو إلى التطعيم.
هل لديكم تفسير لغياب مختبرات فرنسية مثل “سانوفي” و”باستور” في سباق اللقاحات العالمي؟
«سانوفي «اليوم هي شركة متعددة الجنسيات، ولا يمكننا القول إنها شركة فرنسية بالفعل. قام معهد “باستور” باختيارات لم تؤت ثمارها.
هناك الآن جدل في الدول الغربية حول استعمال لقاح “استرازينيكا”، وأحيانا هناك وضعية عدم ثقة، وفي نفس الوقت، العديد من دول العالم، وخاصة في إفريقيا، لم تستطيع بعد الوصول إلى اللقاح ؟
طبعا، إنه لصدمة أن نرى أطفالا يموتون بأمراض يمكن الوقاية منها باللقاحات، لقد رأيت أطفالا يموتون من التهاب السحايا، الذي يوجد لقاح له، في اليمن وإفريقيا وحتى في تونس، منذ مدة مات طفل أمامي من التهاب السحايا، لقد صدمت كثيرًا، لا ينبغي أن يموت الطفل من التهاب السحايا بعد الآن، خاصة وأن هناك لقاحاً ضد هذا المرض.
اختار المغرب عدة لقاحات لحملته للتطعيم، “سينوفارم” الصيني، و”استرازينيكا” البريطاني، و”سبوتنيك في” الروسي ، و”جونسن اند جونسن” الأمريكي، ما رأيك في خيارات هذا البلد الإفريقي؟
المغرب شيء آخر، لقد عملت في مصر، وعندما ذهبت إلى المغرب وجدت أنها دولة متقدمة جدًا من حيث الصحة، المغرب على سبيل المثال، تخلص من “التراخوما” وأحرز تقدمًا في العديد من المجالات، من الواضح أن كل شيء بعيد عن الكمال كما هو الحال في جميع البلدان، لقد قمت بخبرة في المغرب حول المهاجرين من جنوب الصحراء سواء من النساء والأطفال في وجدة والرباط وهناك تقدم يجب إحرازه مقارنة بالعديد من البلدان الإفريقية، إن المغرب لديه نظام صحي في حالة جيدة. هناك أشياء تعمل بشكل جيد في هذا البلد.
كيف ترين سياسة التطعيم في المغرب الذي تمكن حتى الآن من تلقيح 11٪ من سكانه؟
في أوروبا، قيل وكتب الكثير ضد اللقاح الروسي، يتعلق الأمر قبل كل شيء بالسياسة. الروس لديهم باحثون جيدون في علم الأحياء الوبائي ولديهم خبرة. إن المغرب اتبع سياسة براغماتية للغاية في اختيار اللقاحات، التي يقدمها لسكانه، بالإضافة إلى ذلك، لديه فرق جيدة من الأطباء الأكفاء، لذلك اختار المغرب سياسة ذكية للتطعيم من خلال تنويع اختيار مورديه من اللقاح، مع مسؤولية ممارسيه لمراقبة تقدم حملات التطعيم بيقظة.