المواقف الأمريكية من دعم السلام وحقوق الشعب الفلسطيني

بقلم: سري القدوة

تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن بالتزامه بحل الدولتين تتطلب خطوات عملية ملموسة من خلال إعادة العلاقات الدبلوماسية مع منظمة التحرير الفلسطينية والاعتراف الأمريكي بحقوق الشعب الفلسطيني التاريخية وأيضا الاعتراف الصريح والواضح بأن القدس جزء من الحل العادل والشامل بما فيه عودة اللاجئين إلى ديارهم طبقاً لقرار 194، ويشكل إعلان الإدارة الأمريكية التزامها بحل الدولتين واستئناف تقديم المساعدات الاقتصادية والتنموية للشعب الفلسطيني وعودة تقديم الدعم المالي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين خطوات مهمة تتخذها الإدارة الأمريكية من أجل المساهمة في إحلال السلام ووقف الاستعمار الاستيطاني العنصري الإسرائيلي.
إن خطوات الإدارة الأمريكية تعد مهمة جدا لدفع عملية السلام وتحريك المسار التفاوضي على أساس منح الشعب الفلسطيني حقوقه وفقا للقرارات الشرعية الدولية وانسجاما مع متطلبات ومحددات المجتمع الدولي وتأكيداته أن فلسطين هي أراض محتلة وتخضع للاحتلال العسكري الإسرائيلي، وبالتالي يجب إدانة استمرار الاستيطان ومخططات سرقة الأرض الفلسطينية وتهويدها والتدخل لوضع حد لأطول احتلال عرفه العالم ووقف معاناة الشعب الفلسطيني، وتأتي مواقف الإدارة الأمريكية الأخيرة خطوة إيجابية في الاتجاه الصحيح ومن الممكن البناء عليها لتصويب العلاقة مع فلسطين التي دمرتها الإدارة الأمريكية السابقة بقيادة ترامب، وما من شأنه استعادة الثقة والعمل مع كافة أطراف اللجنة الرباعية وتوسيعها، لإطلاق عملية سلام على أساس تطبيق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية بهدف حل الصراع من مختلف جوانبه وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه في تقرير المصير والعودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس.
ولا بد من رعاية المجتمع الدولي لعملية السلام، بشكل كامل، وأهمية التدخل الدولي ومحاسبة سلطات الاحتلال العسكري الإسرائيلي على جرائمها بحق الشعب الفلسطيني ووقف التعامل معها كدولة فوق القانون يتمركز فيها العمل العنصري كون التجارب ونتائج الانتخابات الإسرائيلية خلال العامين الماضيين أثبتت جنوح المجتمع الإسرائيلي نحو اليمين المتطرف والعنصرية والفاشية الجديدة.
ولا بد من التعامل بإيجابية مع مختلف المبادرات الدولية ودعمها على أساس استمرار الجهود الدولية من أجل إنهاء الاحتلال، وضمن هذه المبادرات المهمة التعامل مع المبادرة الصينية، التي أطلقها وزير الخارجية الصيني، وما تضمنته النقاط الخمسة لحل الصراع في الشرق الأوسط، وحل القضية الفلسطينية حلاً عادلاً على أساس قرارات الشرعية الدولية، وعقد المؤتمر الدولي للسلام، والذي ينسجم مع الدعوة التي وجهها الرئيس محمود عباس لإقامة المؤتمر الدولي للسلام، وأهمية الدور الصيني الدولي الفاعل للتأثير على مستوى حضور ومكانة القضية الفلسطينية، حيث ستترأس الصين الدورة الجديدة لمجلس الأمن الدولي ونحن على ثقة بأن الصين ستكون منحازة للحق والعدل والسلم العالمي.
وفي ظل هذا التطور المهم للإدارة الأمريكية برئاسة جو بايدن يجب التحرك وعدم السماح لحكومة الاحتلال باتخاذ أي خطوات أحادية الجانب في اتجاه استمرار استعمارها الاستيطاني وهدم البيوت دون معاقبة ومحاسبة، ولا بد من تحركها لإعادة فتح مكتب منظمة التحرير الفلسطينية والاعتراف الكامل بالدولة الفلسطينية، وأن من شأن هذه الخطوة تعزيز الثقة وإعادة العلاقات الفلسطينية الأمريكية إلى مسارها الطبيعي، ومن المهم في هذه الظروف سرعة إعادة العلاقة مع منظمة التحرير الفلسطينية من خلال إعادة فتح الممثلية الفلسطينية والاعتراف بها كسفارة دولة فلسطين في واشنطن، وإعادة أيضا عمل القنصلية الأمريكية في القدس الشرقية.

سفير الإعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
infoalsbah@gmail.com

الكاتب : بقلم: سري القدوة - بتاريخ : 17/04/2021