احتفاء باليوم العالمي للشعر، نظمت جامعة سيدي محمد بن عبد الله كلية الآداب والعلوم الإنسانية، بشراكة معهد صروح للثقافة والإبداع والمركز الأكاديمي للثقافة والدراسات المغاربية والشرق أوسطية والخليجية، يوم السبت9 أبريل الجاري، ندوة فكرية في موضوع “الشعر المغربي بين الذاكرة والحضور”.
وخلال ذلك تم تقديم عروض بحثية حول الشعر بصفة عامة، حيث أضفى د عبد الرحمان طنكول، عميد الكلية الأورو متوسطية بفاس، على عرضه طابع التأمل الفكري، معتبرا أن لغة الشعر تفوق كل اللغات، وأن الشعر لم تعد موضوعاته تتطرق للحب والغزل والهجاء والمشاكل المجتمعية، بل أصبح يسمو إلى ما فوق ذلك ليصبح ميتافيزيقا وفلسفة في حاجة إلى نقاش عميق.
أما د. خالد لزعر عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز، هذه الكلية العامرة التي كان لها الفضل الكبير في تكوين وتاطير عدد هام من الشعراء والكتاب والنقاد والأطر المغربية، فقد تناول في عرضه علاقة الشعر الألماني بنظيره العربي، مؤكدا أن فطاحلة الشعراء الألمان استفادوا من الشعر العربي عامة والجاهلي خاصة، وأوضحوا أن من لم يعش في البيداء ليس شاعرا، لكون الشعراء في العصر الجاهلي أبدعوا قصائد في مختلف المجالات رغم بيئتهم الصحراوية التي لا تساعدهم على الخلق والإبداع، حيث تغنوا بالحب والجمال والعشق والطبيعة، وتماهوا مع كل ماهو جميل.
أما الدكاترة الفيلالي والبوزيدي والتوزاني فقد انصبت عروضهم على تطور الشعر المغربي، وأهم التجارب في هذا المجال ، كما ركزوا في مداخلاتهم على المجهودات القيمة التي بذلها د عبد الله العلوي بنصر في مؤلفيه الأخيرين “المنتقى المعين” “من شعراء المغرب في القرنين التاسع عشر والعشرين” ، حيث نفض الغبار عن عدد هام من الشعراء المغمورين في العصر الموحدي والسعدي، وعرف بهم وبتجاربهم الشعرية سواء باللغة العربية اوالحسانية .
وخلال هذه الندوة شنف عدد من الشعراء أسماع الحاضرين بقصائد رائعة كان في طليعتهم الشاعر الكبيرعبد الكريم الوزاني، والشاعرة الرقيقة نبيلة حماني والشاعران محمد شنوف ومحمد الإدريسي.
وبهذه المناسبة تم تكريم الدكاترة عبدالرحمان طنكول وخالد لزعر وعبد الله بنصر العلوي وعبد الوهاب الفيلالي، واختتم هذا اللقاء الفكري بتوقيع كتابي “المنتقى المعين”، “من شعراء المغرب في القرنين التاسع عشر والعشرين” للدكتور عبد الله بنصر العلوي.