مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يعقد اليوم مشاورات حول قضية الصحراء المغربية
الخصوم يسعون إلى تكييف جدول الأعمال حول قضايا المبعوث الشخصي وحقوق الإنسان وعودة الحرب!
في أول جلسة لمجلس الأمن الأممي حول القضية الوطنية، يطغى ترقب الموقف الأمريكي للإدارة الجديدة برئاسة جو بادين، باعتبار بلاده حاملة القلم في القضية وفي صياغة تقريرها.
وقد كان الخصوم المعروفين والرسميين للمغرب قد حاولوا جعل التراجع عن قرار الاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه، حصان طروادة والمدخل لمناوراتهم المناهضة للبلاد.
كما اشتغلت الآلة الدعائية الرسمية للدولة الجزائرية، بشكل مكثف، من أجل تحويل تعيين المبعوث الخاص للأمين العام إلى صك اتهام ضد المغرب.
وفي هذا الباب ندد عمر هلال بازدواجية خطاب الجزائر و ”البوليساريو” بشأن موضوع المبعوث الشخصي للصحراء المغربية.
وفي رسالة موجهة إلى أعضاء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، عشية مشاورات المجلس حول قضية الصحراء المغربية، والمقرر عقدها يومه الأربعاء 21 أبريل، كشف السفير، الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، عن العراقيل والعقبات والمماطلة التي تضعها الجزائر و”البوليساريو” بشأن موضوع تعيين مبعوث شخصي للأمين العام واستئناف المسلسل السياسي للأمم المتحدة، مفندا الخلط والمغالطات التي تحاول الجزائر خلقها حول هذا الموضوع.
وفي هذا الصدد، شدد هلال على أن المغرب وافق، بشكل فوري، على مقترحات الأمين العام للأمم المتحدة بشأن تعيين مبعوث شخصي للصحراء المغربية، المتمثل في رئيس الوزراء الروماني السابق، بيتري رومان، في دجنبر 2020، ووزير الشؤون الخارجية البرتغالي، لويس أمادو لاحقا.
وقال الدبلوماسي المغربي ”من خلال ردوده الإيجابية والجادة على هذه المقترحات، يجدد المغرب التأكيد على التزامه بدعم الجهود الحصرية للأمم المتحدة لحل هذا النزاع، فضلا عن احترامه لقرارات مجلس الأمن”.
من جهة أخرى، ذكر هلال أنه ”في المقابل تواصل الجزائر و ”البوليساريو” عرقلة العملية السياسية للأمم المتحدة. ففي أقل من ثلاثة أشهر، رفضا الاقتراحين بتعيين السيد بيتر رومان والسيد لويس أمادو. وذلك ما يشكل خرقا صارخا للقرار رقم 2548 الذي دعا إلى تعيين ”مبعوث شخصي جديد في أقرب الآجال”.
وشدد هلال على أن ”هذه العرقلة تشكل إهانة لسلطة الأمين العام وازدراء لقرارات مجلس الأمن. إنها تكشف عن ازدواجية الخطاب بين الجزائر و” البوليساريو ”: فمن ناحية، يدعوان علنا وعلى أعلى مستوى، إلى تعيين مبعوث شخصي واستئناف العملية السياسية، بل والتجرؤ على انتقاد الأمين العام لغياب مبعوث، ومن ناحية أخرى، رفضا جميع المرشحين ذوي الكفاءة والمكانة والمقترحين من قبل الأمين العام”. وأضاف أن ”الجزائر و (البوليساريو) ينبغي عليهما تحمل المسؤولية الكاملة لرهنهما العملية السياسية، التي ما فتئ يطالب بها مجلس الأمن”.
وذكر السفير هلال بأن جلالة الملك محمد السادس جدد التأكيد للأمين العام للأمم المتحدة، خلال اتصال هاتفي يوم 16 نونبر 2020، أن المغرب سيواصل دعم جهود الأمم المتحدة في إطار العملية السياسية، التي ينبغي أن تشرك الأطراف الحقيقية.
وشدد هلال على أنه ”في هذا السياق، فإن الجزائر هي الطرف الرئيسي الذي خلق ويعبئ كافة وسائله لإدامة هذا النزاع. ويتعين عليها أن تتحمل مسؤولياتها من خلال الانخراط الكامل في مسلسل الموائد المستديرة، على النحو المنصوص عليه في قرارات مجلس الأمن 2440 و 2468 و 2494 و 2548، من أجل التوصل إلى حل سياسي واقعي وبراغماتي ودائم ومتوافق بشأنه بخصوص قضية الصحراء المغربية”.
وخلص سفير المغرب إلى أن ”مبادرة الحكم الذاتي، في إطار سيادة المغرب ووحدته الترابية، والتي كرست سموها وجديتها ومصداقيتها في قرارات مجلس الأمن السبعة عشر منذ تقديمها في عام 2007، كانت وستظل الحل الوحيد لهذا النزاع”.
إلى ذلك تقود جحافل الانفصال حربا إعلامية حول ما يدعون أنه قضايا حقوق الانسان، والتركيز على عودة الحرب في الصحراء..