وردة بدون رائحة

كل شئ هادئ
زقزقة العصافير وحدها تسمع،
حتى الرياح، انقطع صوتها،
ربما عاصفة تنتظرني، حتى أخرج من المقهى
كي تأخدني معها؛

كل شئ هادئ،
جالسا وحدي مع فنجان قهوة سوداء
كي أكسر به تعبي، ويستيقظ دماغي.
الزبائن في المقهى هادئون،
النادل وحده من يتحرك

كل شئ هادئ،
إلا قلبي يخفق، يخفق باسم هواء هذا المساء،
غارقا في قراءة كتاب، أقصد ديوان الشعر الحر
نسيت اسم صاحبه،
أحب الشعر الحر،
لأنه يجعلني حرا، دون قيود، دون سلاسل،

كل شئ هادئ،
أشعر بنفسي في المنفى، وأنا في وطني
نعم المنفى في وطني،
لماذا…
لماذا…
هل أنا غريب عنه ؟
أفرغت فنجان القهوة، وطلبت واحدا آخر
أتمنى أن يكون هذا الأخير أفضل من الكوب الأول
ألأن الأول كان بدون سكر،
بدون سكر مثل الحياة،
مثل وردة بدون رائحة،
أبصرت النور هناك،
ولكن، من أين جاء هذا الظلام،
أرى العابرين، نساء ورجالا، يمشون.

كل شئ هادئ،
إلا قلبي يخفق، يخفق باسم من ؟
أرى سماء، وكأنها ستمطر،
أفرغت فنجاني الثاني،
سألني رجل قائلا: هل تدخن ؟
أجبته بنفي، لا أدخن !
وضعت ثمن قهوتي فوق الطاولة،
وانصرفت حيث تأخدني أقدامي،
تاركا خلفي،
القيود والسلاسل،
لأنني  حر وحر الآن.


الكاتب : حمزة بونوالة   

  

بتاريخ : 03/05/2021