نص .. ثلاثون سنة على الخشبة

يسلط الضوء على فتاة تدخل خشبة المسرح، وهي ترقص بطريقة رشيقة مع موسيقى هادئة إلى أن تصل في رقصتها أمام طاولة كبيرة، عليها حلوى عيد ميلاد، وثلاث شمعات، وكؤوس زجاجية، وباقة ورد وتبدأ بإشعال الثلاث مع إضاءتها.
تبتسم وتقول:
ها قد صار عمري ثلاثون عاما
«إضاءة خافتة تسلط على خشبة مسرح»
ماذا أنجزت؟
كيف مرت الأيام؟لا أعرف كيف كبرت؟. لا أعرف.
والأهم من هذا لماذا خلقت؟
« وتطفأ الإضاءة لبرهة قصيرة مع موسيقى صاخبة، وإضاءة ملونة، وبسرعة تبدأ الفتاة بالرقص حول خشبة المسرح، وتعود إلى مكانها لأول مرة وتقول :
ما هذه الحياة التي نعيشها؟ والأسوأ أننا لم نأت بإرادتنا إلى هذه الحياة ولا نعيش بالطريقة التي نحب ونريد. ولدنا بسبب رغبات الآخرين من أجل إسعاد الآخرين والأشد تأسفا أن هناك من يقول الحياة حلوة . أنا متأكدة لو أنهم فهموا، لما قالو ذلك. هاهاها تضحك؟ وتستمر في رقصتها الرشيقة، وتقف أمام الطاولة وتخاطب الشمعة الأولى: كنت أقول أنا أعيش لنفسي وسأفعل كل شيء بحرية، لكنني اكتشفت أنني أعيش من أجل الآخرين، ولم أعرف ماذا أفعل «موسيقى حزينة مع ضوء خافت على خشبة المسرح» وسقطت في دوامة يستحيل الخلاص منها يا للمسكينة أنا». أطفأت الشمعة الأولى وتخاطب بالثانية» بكل ما أستطيع، أردت الخروج من هذه الدوامة «موسيقى هادئة تبعث الأمل مع إضاءة خافتة» أطير باستمرار أو أصير غزالا يقفز ولا يتوقف. لماذا ؟ لم أعرف ولمن؟…… لم أستطع أن أفعل شيئا لنفسي كلما أردت الخروج سقطت في دوامة أخرى يا للمسكينة أنا. و أطفأت الشمعة الثانية، وخاطبت الشمعة الثالثة: « لكي أخرج من هذه الدوامة ( موسيقى حزينة ) حاول البعض مساعدتي. ياه. للمساكين. أن يأخذوا بيدي ابتلعتهم دوامة، وقفت ومشيت نحو وسط مسرح وتنظر إلى ناحية الخشبة، ويضج المسرح بالموسيقى الصاخبة وتقول من أجل إنقاذهم ومساعدتهم على الخلاص من هذه الدوامة.مرة أخرى جعلت نفسي في خدمة الآخرين، وعدت إلى النقطة التي يريدها الآخرون. يا للمسكينة أنا. أطفأت الشمعة الثالثة. بعض الأصدقاء يأخذون أماكنهم فوق الخشبة فرحين بطريقة راقصة ومتحركة مع موسيقى راقية. بعضهم يغني أغاني خفيفة والبعض الآخر يصفق. يا أصدقائي المساكين، أنتم مثلي كل واحد منكم يعيش من أجل شخص آخر.
تنطفئ أضواء المسرح، وتبقى إنارة الشمعات فقط، وبحركة موحدة، يطفئون الشمعات.


الكاتب : سعيد أحباط

  

بتاريخ : 03/05/2021