ارتفع عدد الإصابات بفيروس كوفيد 19 في «صيغته الهندية» ببلادنا إلى حالتين اثنتين، بعد تسجيل أول إصابة منتصف الأسبوع الفارط ويتعلق الأمر بمسافر هندي حلّ بأرض الوطن، وبعد ذلك تم الوقوف على إصابة شقيقه بالعدوى هو الآخر، وفقا لمصادر «الاتحاد الاشتراكي» في حين تم التأكد من عدم إصابة 17 من المخالطين بالفيروس، الذين جاءت نتيجتهم سلبية.
وخلق خبر تسجيل إصابة بالمتحور الهندي في بلادنا قلقا كبيرا، بالنظر إلى طبيعة الوضعية الوبائية التي تعرفها الهند، والتي تعرف انتكاسة صحية كبيرة، حيث يتابع المغاربة باهتمام كبير الصور والتسجيلات المسجّلة الموثقة لما يقع هناك، ومشاعر الألم تعتصرهم مع دعواتهم لكي يتم تطويق هذه الأزمة الصحية ويتم الخروج منها بخسارة ليست بأفدح مما هي عليه الآن.
وكان الوسط السياحي في المغرب قد شهد غليانا واسعا خلال الأسبوع الفارط حيث تم توجيه انتقادات كبيرة من طرف مهنيين ومستخدمين بوكالة للأسفار، منددين بالكيفية التي تم بها دخول المواطن الهندي لبلادنا في ظل ما تم وصفه بغياب تدابير وقائية وإجراءات احترازية لحماية المسافرين والمستخدمين، مشددين على أن 3 أشخاص يوجدون في وضعية صعبة ضمنهم امرأة، الأمر الذي لم تقدم بشأنه وزارة الصحة إلى غاية يوم الأحد أية توضيحات، سواء بالنفي أو الإيجاب، مما زاد من حجم التيه والغموض.
ودعا المنتقدون في القطاع السياحي إلى حماية العاملين والمسافرين وإلى تكثيف الجهود من أجل الحفاظ على الصحة العامة وحماية بلادنا من ولوج الفيروس واتساع رقعته. وأكد عدد من المختصين على ضرورة فرض حجر صحي إلى جانب الإدلاء بنتيجة الاختبار عند ولوج بلادنا ثم إعادة الاختبار مرة أخرى لكل المسافرين الذين يلجون تراب المملكة، من أية وجهة كانت، بالنظر إلى أن المتغير الهندي استطاع الانتقال إلى عدد من الدول والانتشار في أوساطها، وهي التدابير الوقائية التي تطبق في عدد كبير من الدول لحماية أمنها الصحي وتفادي كل الاحتمالات التي قد تترتب عنها عواقب وخيمة مهما كانت ضئيلة.
وينتظر الكثير من المواطنين اليوم بفارغ الصبر دورهم لتلقي اللقاح ضد فيروس كوفيد 19، وسط موجة من التراخي العارمة، التي تنذر بتبعات وخيمة، وهو ما تعكسه الأرقام التي تعلن عنها وزارة الصحة، من خلال استمرار تسجيل الوفيات مقابل توافد حالات في وضعية صحية متقدمة على مصالح الإنعاش، في الوقت الذي تم فيه اتخاذ قرار بالعودة إلى تخصيص مستشفيات بكاملها للفيروس بمدينة الدارالبيضاء، مما يعيد إلى الأذهان سيناريوهات قاتمة عاشها المغاربة مع الجائحة خاصة بعد رفع الحجر الصحي وتخليد مناسبة عيد الأضحى خلال السنة الفارطة.