تتميز مدينة سلا بمجموعة من المباني التاريخية، أهمها المسجد الأعظم، وزاوية النساك لمؤسسها أبو عنان، وسور الأقواس، أو سور الماء العظيم الذي أنشئ بطريقة هندسية لتزويد المدينة بالماء.
وتعتبر أسوار سلا إحدى حصونها الدفاعية الأولى، حيث كانت حصنت بأبراج عظيمة لحمايتها من غارات الأساطيل الأجنبية، وبأبواب تختلف من حيث أهميتها التاريخية، وأهمها، باب لمريسة ”سيدي بوحاجة”، ”باب الفران ”، الذي يؤدي إلى دار الصنعة، ”باب شعفة” و”باب فاس” ويسمى” باب الخميس ” ”باب معلقة” و”باب سبتة”الذي سيكون موضوعنا في هذا العدد …
”باب سبتة”
”باب سبتة” هو أحد الأبواب السبعة التاريخية بمدينة سلا العتيقة، ويشهد على العديد من الأحداث التي شهدتها هذه المدينة، شأنه في ذلك شأن كل الأبواب التاريخية في مدينة سلا بصفة خاصة، وفي المغرب بصفة عامة.
ويوجد” باب سبتة ”في المدخل الشمالي الغربي لمدينة سلا العتيقة، وتم بناؤه في عهد المرابطين.
ومن الناحية الهندسية، يتكون هذا الباب، من أسطوان، وفتح بابه الخارجي على الطريق الساحلي في جهة الشمال، في حين بقي بابه الداخلي، مفتوحا على الحي الذي يحمل اسمه. وتمت تسمية هذا الباب ب”باب سبتة ” كون المتوجهين من مدينة سلا في اتجاه مدينة سبتة كانوا يمرون منه.
وبرج باب سبتة مغلق من الخارج وتعلوه نوافذ عالية نصف دائرية، وينفتح بابه داخل الأسطوان. وكان ”باب سبتة” في أول الأمر عبارة عن فتحة في السور المرابطي، وهو السور الذي كان هدمه الخليفة ”عبد المومن الكومي”، وكان أعاد بناءه حفيده الخليفة” يعقوب المنصور الموحدي” وذلك سنة 1151 ه1738/ م.
يتميز باب سبتة ببرح ضخم كان أمر ببنائه عامل سلا ”عبد الحق فنيش” وجعله من الناحية الهندسية ملتصقا ب ”باب سبتة” وكان العامل ”فنيش” اتخذه مقرا يصدر منه قرارات تخص تسيير مدينة سلا، كما كان مقرا لمناقشة كل القضايا التي تطرح عليه.
ومن حيث المواد فإن هذا البرج الضخم استعملت في بنائه أنقاض ”قصبة كناوة”.
وقصبة كناوة” أو القصبة الإسماعيلية أو قصبة ”الحريشي” هي القصبة الوحيدة المتواجدة على الضفة الشمالية من نهر أبي رقراق( تحولت حاليا إلى مدرسة للسيرك)
وتعد هذه القصبة إحدى أكبرالقلاع التي بنيت في عهد السلطان ”مولاي إسماعيل” سنة 1709 (أو 1707) حيث قام هذا السلطان بوضع جيش عبيد البخاري ( عبيد سود من السودان الغربية)، وأنيطت بهم مهمة حماية سواحل الرباط وسلا من الغزوات ، لكن سلوك هؤلاء الحرس تجاه النساء أغضب سكان المنطقة، وخلف ردود أفعال غاضبة، فأمر الحاكم ”عبد الحق فنيش” بتشكيل مجموعة من الجنود هجم بهم على القصبة سنة 1758م.
سلا مدينة الأبواب والأبراج وعبق التاريخ
الكاتب : إعداد :عبد المجيد النبسي تصوير: زوليخة
بتاريخ : 12/05/2021