«بركنت: الأرض والرجال والأحداث» غوص في ذاكرة عين بني مطهر

صدر مؤخرا عن سلسلة دار العدة كتاب « بركنت: الأرض والرجال والأحداث « لمؤلفه ذ/ بناصر جباري بن عبد القادر، وهو الكتاب الذي يستحضر فيه صاحبه شذرات من تاريخ « بركنت « أو عين بني مطهر من خلال استقراء الذاكرة المحلية في الزمان والمكان والرجال عبر استحضار عدد من الشخصيات التي بصمت تاريخ المدينة وفي مختلف الميادين والوقائع التي مازالت تحملها الذاكرة البركمية.
في تقديمه لهذا المولود الأول من سلسلة دار العدة يقول ذ/ بناصر « إن الكتابة عن بركنت من قبل أحد أبنائها الذين عاشوا في جوها وشربوا من مائها وعاشروا أهلها هو في الحقيقة إعادة تلك الحياة التي عاشها إلى مسرح الأحداث من جديد. ولا يعني هذا أن التاريخ سيعيد نفسه وإنما المقصود هو استحضار بعض الظواهر والمظاهر والأحداث والشخصيات التي أثثت ذلك الزمن، ومحاولة نفخ الروح الإبداعي الاستحضاري فيهم ليعودوا ويثروا ذلك الحنين الذي نستشعره نحن أبناء بركنت ونحن نتذكر أو نتحدث، أو نستحضر تلك الأزمنة بعبقها وروحها وبريحها ومطرها وثلجها وثغاء أغنامها ورغاء بعيرها ، وهدير قطارها وعبق أزهار تمر الترك الذي طبع الحياة النباتية في تلك السنين والذي مع الأسف لم نعد نشم شذاه العطر، ولا نتذوق تمره السكري لأنه أصبح في خبر كان ولم يعد يتسع له المكان وبكت على فقده عيون الزمان… وبقدر ما هي صغيرة فقرية بركنت أنجبت من الأبطال والأعلام العدد الكثير ساهموا في كتابة تاريخ المنطقة بكفاحهم وعرقهم بل حتى بدمائهم، فتعدى صيتها الرقعة والمكان وسارت به الركبان في مختلف الأنحاء وتوالي الأزمان».
الكتاب الذي يقع في 356 صفحة من الحجم المتوسط بوح من أحد أبناء بركنت التي ظلت حاضرة في وجدانه رغم مرور السنوات، فبعد تطرقه إلى تاريخ المنطقة منذ لحظات البناء ما قبل سنة 1904 وهي سنة احتلال فرنسا لمنطقة رأس العين ( عين بني مطهر أو بركنت ) معرجا على الوضع البشري من حيث التكوين والمجموعات التي تعايشت في القرية الصغيرة، ثم للأحداث التي كان لها دور في تحريك المجتمع البركمي المجسدة في فضيلة التضامن والتسامح مرورا باستعراض لعدد من الأسر البركمية التي كان لها تأثير في مسيرة الحياة فيها سواء على المستوى الاقتصادي أو الإجتماعي أو السياسي، وانتهاء بالتطرق إلى بعض الشخصيات التي نالت الإعجاب ولبعض الأعلام الذين حطوا الرحال ببركنت أو مروا بها وكذلك لبعض الإبداعات التي كان موضوعها ومحورها بركنت ونمط الحياة التي كانت فيها.
« بركنت: الأرض والرجال والأحداث « أول الغيث في انتظار المزيد من الإصدارات التي تنفض الغبار عن تاريخ مدينة لايزال قلبها ينبض بالرغم من كل الصدمات التي تعرضت وتتعرض لها والتي تروم بالأساس وأد ذاكرتها وتشويه ماضيها.


الكاتب : الطيب الشكري

  

بتاريخ : 24/05/2021