المغاربة في مصر خلال القرن الثامن عشر  76 ..دور شيخ الرواق المغربي أثناء الحملة الفرنسية 

 “المغاربة في مصر خلال القرن الثامن عشر»، كتاب يتناول دراسة العائلات المغربية في مصر خلال هذه الفترة، وذلك من خلال إبراز دراسة هذه العائلات كخلية اجتماعية اقتصادية متحركة.
هذه الدراسة  سلطت الضوء على عائلات النخبة التجارية المغربية ودورها في الاقتصاد المصري إبان تلك الفترة التاريخية، و كذلك تطرقت إلى المدى الجغرافي الذي اتخذته معاملاتهم بمختلف أنواعها، والرخاء الاقتصادي الذي تمتعوا به.
 الكتاب أصدرته مكتبة الإسكندرية سنة 2015، وهو كما يقول مديرها الدكتور إسماعيل سراج الدين،  ترجمة للعلاقات بين مصر والمغرب العربي، التي هي من الصفحات المشرقة في تاريح الأمم، وأوضح الدكتور إسماعيل سراج الدين، أن هذا التاريخ الممتد من العلاقات إلى العصور القديمة،  كان من نتيجتها، العديد من الأسفار والرحلات من بلاد المغرب إلى مصر ومن مصر إلى المغرب، بل يكشف مدير مكتبة الإسكندرية، أن الروح المغربية موجودة في مدينة الإسكندرية في أوليائها الصالحين وأسماء أحيائها وشوارعها، بل امتد الوجود المغربي إلى مدن أخرى، وفي القاهرة عد ابن طولون مركزا للمغاربة، وما زلنا إلى اليوم نرى في هذا الحي أثرا في بقايا العائلات المغربية القاطنة.
كتاب «المغاربة في مصر خلال القرن الثامن عشر، هو دراسة للمؤرخ الدكتور حسام محمد  عبدالمعطي، أنجزها بمناسبة اختيار المملكة المغربية ضيف شرف معرض مكتب الإسكندرية  الدولي للكتاب سنة 2012. ولأهمية هذه الكتاب/الدراسة، نسلط الضوء على ما جاءت به هذه الدراسة من معطيات التي استندت في إنجازها إلى  العديد من الوثائق التي تبرز حياة ودور المغاربة في مصر،  في العديد من المجالات خلال القرن الثامن عشر .

 

يكشف المؤلف أن المجاورين  الشوام والمغاربة  ثاروا على شيخ الجامع الأزهر أحمد العروسي بسبب تأخر رواتبهم وجرايتهم ولم يهدأً المجاورون إلا بعد أن قام علي بك ناظر أوقاف الأزهر بصرفها لهم،كما هب الشعب بزعامة العلماء للتصدي لتجاوزات الأمراء المماليك نتيجة لتعديهم على القرى وتزايد ظلمهم وابتزازهم للأهالي؛ فقد قام الشيخ الشرقاوي شيخ الأزهر بعقد اجتماع لهيئة كبار العلماء بالأزهر،وقرروا الإضراب العام؛ وأغلق المجاورون الأزهر وأمروا أهالي الأسواق بإغلاق حوانيتهم؛ وتجمع العلماء والمجاورون وتوجهوا إلى بيت الشيخ السادات وأرسلوا إلى إبراهيم بك بدفع الظلم عن الأهالي وعنهم؛ وإزاء هذه الثورة يقول الدكتور حسام محمد عبد المعطي،  فقد نزل الباشا من القلعة إلى منزل إبراهيم بك واجتمع الأمراء وأرسلوا إلى كبار العلماء؛ حيث دارت مناقشات حامية بين المجتمعين انتهت بإصدار وثيقة متضمنة شروط العلماء وإعلان توبة الأمراء المماليك عن الظلم والتزامهم بالعدل، ومن بين الاثني عشر شيخا من كبار العلماء الحاضرين للمفاوضات مع الأمراء،كان شيخ رواق المغاربة الشيخ سالم بن أحمد بن رمضان بن مسعود الطرابلسي هو الوحيد من بين مشايخ أروقة الأزهر الحاضر لهذه المفاوضات مما يؤكد الدور الفعال الذي أصبح يلعبه الرواق المغربي داخل المجتمع المصري وقضاياه، وقد حددت هذه الوثيقة الشروط التي فرضها العلماء على الأمراء المماليك وهي، صرف الرواتب المستحقة للعلماء وللأهالي، وصرف استحقاقات الجامع الأزهر من الأوقاف الخاصة به وصرف مستحقات موكب – المغاربة ومنع الضرائب غير العادية المفروضة على القرى  ورفع الضرائب الكبيرة المفروضة عل المواد الغذائية من الموانئ، وعدم التعرض للأشراف أو القضاة وعدم بيع
الغلال من الديار المصرية إلى أوروبا إلا بعد اكتفاء البلاد بحاجتها.
كما يظهر الدور البارز لشيخ الرواق المغربي أثناء الحملة الفرنسية أيضا يقول المؤلف، إنه حينما قبض الفرنسيون على الشيخ محمد بن أبو القاسم الدرقاوي شيخ رواق المغاربة وحبسوه بالقلعة خوفا من إثارته للمغاربة ضدهم في وقت كانوا يستعدون لمواجهة الأتراك والإنجليز. وهكذا لعب رواق المغاربة دورا بارزا في العديد من الأحداث السياسية الهامة داخل المجتمع المصري، وبذلك فقد كان دوما جزءا  من النسيج المصري العام يتأثر بأحدائه ويؤثر فيه.


الكاتب : إعداد:  جلال كندالي

  

بتاريخ : 02/08/2021