بقلوب مكلومة خاشعة، مؤمنة بقضاء لله وقدره، ينعي الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، أصالة عن نفسه ونيابة عن قيادة ومناضلي ومناضلات الحزب، الفقيد العزيز الشريف محمد الملاحي، الذي وافته المنية يوم السبت الماضي.
برحيل السي محمد الملاحي، رحمه لله، يفقد الاتحاد أحد البرلمانيين الأفذاذ عن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ويفقد رئيسا من رؤساء الجماعات الترابية، جماعة واد لو، الذين جعلوا من خدمة المواطنين والمواطنات عقيدة راسخة في تثبيت المؤسسات.
لم يكن الفقيد مناضلا يمتاز بصفات المناضل الوفي والصادق، فقط، بل كان رجلا طيبا خلوقا، ذا سمعة ذائعة الصيت، ليس في جماعة واد لو، فحسب، التي كان يرأسها أو كأقدم برلماني لمدينة تطوان، بل في المغرب كله.
يعتبر محمد الملاحي عضو الفريق الاشتراكي بمجلس النواب قيد حياته، أحد أعمدة الفريق، باعتباره كان نائبا برلمانيا دائم الحضور بشخصه وعمله ومجهوداته الملموسة وتمثيله لدائرته أحسن تمثيل.
لقد مارس الراحل معظم وقته وطيلة حياته، قناعاته المتشبع بها، في الدفاع عن حقوق الإنسان والحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية عبر الترافع عن قضايا المواطنين والدفاع عن الفقراء والمظلومين، والوقوف بجانبهم في السراء والضراء، وهذا بشهادة أبناء مدينته الجميلة البسيطة.
وليس خافيا على أحد في المغرب، أن الراحل، كان من القلة المستنيرة التي آمنت بأن الثقافة أساس للتنمية، لذلك جعل من فعاليات مهرجان «اللمة» الثقافي موعدا للتنشيط الواعي، والترفيه الهادف، ولبنة في تفعيل بند الثقافة في البناء التنموي.
لقد استطاع الراحل محمد الملاحي، كرئيس للمجلس الجماعي لـ «واد لو، أن يجعل من قرية للصيادين، مدينة سياحية متوفرة على مجموعة من المقومات والتجهيزات الأساسية والمرافق الثقافية والاجتماعية، وأن يجعل منها وجهة سياحية تستقطب عددا هائلا من المواطنين المغاربة ليقضوا فيها عطلهم الصيفية والاستمتاع بهذه المدينة التي تتمتع بسحر جميل وأصيل.
فرغم الإكراهات المادية وقلة المداخيل من أجل إنعاش ميزانية الجماعة، كان الفقيد لا يدخر جهدا من أجل إبداع الطرق والسبل بغية ملء هذه الفراغات التي تشكل عوائق كبيرة للنمو والتطور، لذلك يبحث عن الشراكات المتعددة والمتنوعة من أجل إنجاز مشاريع تنموية تعود بالنفع العميم على الجماعة والساكنة.
رحم لله الفقيد، وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وذويه وإخوانه في أسرته الصغيرة وأسرته الكبيرة الصبر والسلوان.
إنا لله وإنا إليه راجعون