أبعاد الفكر الصهيوني
في الأدبيات العبرية الحديثة
صدر مؤخرًا عن دار «خطوط وظلال» كتاب «الرهان الصهيوني وتحطيم الأساطير»، تأليف د. نهلة راحيل.
يحاول هذا الكتاب الوقوف على أبعاد الفكر الصهيوني وما بعد الصهيوني كما تجسدت في نماذج من الأدبيات العبرية الحديثة؛ حيث عكس الأدب العبري الحديث- خاصة في مراحله الأولى- التغيرات الاجتماعية والتطورات الأدبية التي حدثت في المجتمعات الأوروبية التي عاش بها اليهود قبل استيطان فلسطين، فجاءت موضوعاته وأنماطه تتماشى مع معايير الآداب الأوروبية ومفاهيمه. وعندما انتقل مركز الأدب العبري إلى داخل فلسطين، في مرحلة الهجرات اليهودية وعقب إقامة الدولة، حتمت عليه الحاجة التطوير في موضوعاته وأفكاره كي تتلائم مع طبيعة الواقع الاستيطاني الجديد في فلسطين، وتلبي احتياجات الفكر الصهيوني المهيمن. كما ارتبط المشهد الأدبي العبري كذلك بمجمل حروب الصراع العربي- الإسرائيلي، حيث وجهت نتائج تلك الحروب الأدباء الإسرائليين نحو التعامل مع تبعاتها على الفرد والمجتمع، فانعكست في نصوصهم حالة التشكك في القيم التي رسختها الصهيونية في أذهان جموع اليهود، وبدأت تظهر موضوعات تتعلق بالنقد التفكيكي لتوجهات المجتمع الإسرائيلي وسلطته الإقصائية، وبنزع السحر عن الحركة الصهيونية التي حوّلها أصحابها إلى يوتوبيا قومية عليا، فسعى الأدباء إلى الكشف عن الأسباب المتعددة التي صنعت شروط انتصار المشروع الصهيوني ثم تسببت في انتكاسه.