عبد الله الحيمر
يقدم خلاصات رحلة فكرية عن العنصرية
صدر عن دار الأمير للنشر في مارسيليا/ فرنسا 2021، كتاب مترجم « متعة الحوار عند الروائية الامريكية طوني موريسون « للكاتب والمترجم المغربي عبدالله الحيمر، في 275 صفحة من القطع المتوسط .
يقدم المترجم للقارئ العربي، خلاصة الرحلة الفكرية للروائية الامريكية التي أتاحت لملايين الأمريكيين تجربة ما كان عليه أن يكون المرء أسود في بلد يعاني من العنصرية، والتي حرّضت الأمريكيين على تخيّل كيف عاش السود ككائنات إنسانية، في حين أنه لم يكن يتم التعامل معهم على أنهم مخلوقات بشرية لهم مشاعر حب وأحاسيس وخيال. وكرسولة الزنوجية لأسفار السود لأكثر من أربعة قرون، بشهادات اجتماعية وسياسية عن أبناء عرقها منذ 1619 إلى وقت وفاتها.
يحلل المترجم، في تقديمه للكتاب، مفهوم الحوار عند الروائية الأفرو أمريكية ، أكثر من 20 حوارا مطولا مترجما في محاور(الأدب الاسود / الرواية / صورة الآخر / الأدب المقارن ). حيث سلط الضوء على شخصيتها، ورؤاها وفلسفتها بالحياة، وموقفها من المجتمع الأمريكي وتحولاته الاجتماعية، وتقديمها كعلامة فارقة في الأدب الأمريكي المعاصر، وصاحبة الأسئلة الأكثر استبصارا حول العبودية والعنصرية والأدب الاسود.
عن إشكاليات الحوار عند طوني موريسون يقول المترجم : « الحوار عند الروائية توني موريسون سمة ثقافية معرفية، تواصلي في بعده الحضاري، ينقل الأقلية السوداء من إطار النظرة البيضاء الضيقة، إلى رحاب الحياة المدنية والاجتماعية، وإلى قيم الكرامة الاجتماعية، والمساواة الأخلاقية. وبمثابة جسر إنساني نحو الآخر المتباهي ببياضه. فتنوع الحوارات وتعدد مستوياتها، بحد ذاته دلالة صحية على حيوية هذا المجتمع بكل فئاته».
وتأتي الترجمة عند المترجم عبدالله الحيم، كمشروع حضاري وحاجة ثقافية عربية، حيث يقول : «لقد اخترت ترجمت حوارات الروائية الافرو أمريكية طوني موريسون، بهذه الظرفية التي يمر بها العالم الآن. لأن لها التباسات بحاضر العنصرية بأمريكا أولا وفي بعض الدول الأخرى. نحن نعيش زمن العنصرية البنيوية جسداً وروحا بأمريكا، كحقيقة مادية مجسدة يعيشها يومياً المهاجرون والأقليات بالعالم الجديد. في زمن أصبحت فيه العنصرية متجذرة وبنيوية بالعالم ،تصبح الترجمة عموما لحظة للانتصار جدارة القيم الإنسانية، ورفض القيم البغيضة إنسانيا، كالعبودية والعنصرية والإرهاب واضطهاد الحريات العامة«.
والكتاب رحلة فكرية ، تضع القارئ والباحث، أمام روح روائية أفرو أمريكية، اختصرت رحلة السود الى العالم الجديد بنفس مغامر وذهنية تشكك وتفضح، تقرأ العالم من وجهة نظر امرأة مواطنة أمريكية سوداء، وكشاهدة على زمن سجن لون البشرة السوداء، وحارسة لذاكرة الأقليّة الأمريكيّة السوداء في النصف الثاني من القرن العشرين… والتي عملت على تحرير اللون الأسود، من مظاهر الماضي ومآسيه، وطرحت سؤال: كيف تكون أمريكيًا أسودَ في القرن الواحد والعشرين.