تكتسي وجدة، مدينة الألفية، عاصمة الشرق …تكتسي هاته الحاضرة لدى المغاربة أجمعهم، من كل المدن والمناطق والجهات ، أهمية خاصة، لموقعها الجغرافي التميز كله، لتجذرها التاريخي والحضاري التميز كله، لوطنية أهاليها عزة الوطن كله، ولفخر الانتماء لذلك المكان القديم قدم الوجود شيء ما يستعصي على الوصف وإن كان الواصف عالم كلام . لعله السبب الذي جعل الوجديين، كل الوجديين، نساء ورجالا … يتفاعلون التفاعل كله مع الوردة في هذه الانتخابات، عازمون على التغيير، القطع مع التجارب السابقة، وتطهير المؤسسات المنتخبة من الوجوه القديمة التي أساءت إلى المدينة وإلى ساكنتها …
8 شتنبر موعد مع التغيير، مع التصحيح، مع التطهير …الأمل الذي يملأ قلوب وعقول ساكنة وجدة اليوم تجاه حاضرة الحواضر مدينة « سيدي يحيى بنيونس «.
العادة التي ألفناها من وجدة أن يقرصن مؤسساتها المنتخبة ( تشريعيا وجهويا واقليميا ومحليا ومهنيا ) تجار الدين ومافيا الانتخابات، لذلك لا نقبل أن تتكرر المجازر الانتخابية السابقة.
أحسسنا بالغضب نعم، وبالألم نعم، وبالغيظ نعم، وبالندم نعم … لكن أحسسنا أساسا بضرورة القيام بالواجب الذي تفرضه الوطنية والمواطنة لأجل خدمة مدينة وجدة وناس مدينة وجدة ( المغرب أولا….وجدة أولا ).
تلك الصور الفاسدة التي أثثت مؤسساتنا المنتخبة عساها تصلح لتذكيرنا اليوم جميعا أن الفيروس الفتاك لا يزال بيننا، وأن الاستهانة به كانت سببا رئيسيا في ما وقع، وأن الحل الأول والأخير هو فضح كل من ساهم في التدمير والنهب، وقطع الطريق على المنتخبين، الذين أدانهم القضاء، الذين يصرون – بلا حشمة بلا حياء – على العودة بتزكية من أحزابهم …
هذه المرة ليست كالمرات السابقة، هذه المرة موعد مع تنظيف مؤسساتنا التمثيلية …موعد تصالح وجدة مع الكفاءات النزيهة، الصادقة في حبها لمدينتها ولجهتها ولوطنها…
لوجدة في القلب المكان كله، ولها في الوجدان رحابة انتمائنا لها وشساعة انتمائها لنا ولساكنتها العزة والكرامة، ولها طبعا كل الجهود للعمل على تنميتها التي تعني كل الحياة .
وانطلقت الحملة الانتخابية اليوم ( الخميس 26 غشت ) ، وانطلقت بوجدة بشكل متميز فيه الكثير من الإبداع؛ القطع مع الأساليب البائدة، القطع مع الجمود والتخلف …
قادمون وقادرون ؛ قادمون بوجوه جديدة: كفاءات نظيفة، نزيهة ومستقيمة، أطر مواطنة بحمولات وطنية …قادمون بنخبة رائدة، من خيرة ما أنتجته تربة الشرق، كفاءات قادرة على إنقاذ وجدة من الوحل، كفاءات قادرة على إعلان انطلاق قطار التنمية بوجدة والشرق …وجدة تستحق الأحسن والأفضل.
زمن العبث ولى، زمن اللصوصية انتهى، الكفاءة المواطنة هي الفيصل بين ما مضى وما سيأتي …قادمون لأننا المستقبل، قادمون ليختفي الأشباح والأصنام، أولئك الذين احترفوا الانتخابات للاغتناء الشخصي …
وجدة انتفضت على الخبث والرداءة، وقفت اليوم فوق خشبة الحياة لتفضح مغتصبيها …قادمون، إذن، تلبية لنداء وجدة، لنداء الوطن…
قادرون على رفع التحدي وكسب الرهان، قادرون على إرجاع بهاء وجدة وشموخها…وجدة كانت وستبقى وردة الشرق، وما حدث كان مجرد سحابة صيف …اليوم لا يصح إلا الصحيح، شكرا للاتحاد الاشتراكي …
اليوم سقط القناع عن الصبيان، عن قراصنة المؤسسات المنتخبة …اليوم تبين للأقزام أن الاتحاد الاشتراكي رقم وازن، هو الحل وهو البديل …
مقدمات صحيحة تؤدي إلى نتائج صحيحة بقوة المنطق والواقع… ومقدمات نجاح الاتحاد الاشتراكي بوجدة تأكدت اليوم بفتح 27 مقرا جديدا في كل فضاءات وجدة؛ في المركز والمحيط ؛ فضاءات جميلة وجذابة عنوانها الوردة …
نواصل الحملة الانتخابية بوجدة لتبقى الراية مرفوعة والوردة مزهرة، نواصل النضال الحقيقي اليومي، الذي يقوم به الاتحاديون والاتحاديات كلهم دونما خطب ودونما شعارات، لأجل أن يكون لهذا الاتحاد صوته الذي يستحقه، ومكانته التي يستحقها ورفعته التي هو قمين بها، وسطوته التي هو جدير بها وأكثر .
صباح اليوم ( 2 شتنبر ) يواصل الاتحاد الاشتراكي بوجدة حملته النظيفة والهادفة، وتتجدد الحملة الانتخابة انطلاقا من مقر الحزب ( طريق مراكش ) بمشاركة فعالة من الكاتب الإقليمي الحاج محمد ميري ومن خيرة شباب وجدة، شباب جميل يتغنى بالنشيد الاتحادي، نشيد الوردة، رمز الأمل والمستقبل …
نبني الوطن مع الحقيقيين، الذين يؤمنون بالمغرب…إن الانتماء الأول والأخير هو للمغرب ( المغرب أولا ).
يقول الكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي إدريس لشكر ( يخوض الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الاستحقاقات الانتخابية ببرنامج واقعي وطموح، شعاره « المغرب أولا، تناوب جديد بأفق اجتماعي ديموقراطي «، ليتقدم للناخبات والناخبين بعرض سياسي متكامل ومنسجم. ويتمثل هذا العرض في مجموعة من الالتزامات الواقعية التي يعلنها الحزب ويؤطرها بعنوان بارز : « المغرب أولا « لأن ذاكرته تختزن الكثير من قيم التعلق بالوطن قبل كل شيء، ذاكرة التحدي بدءا من مرحلة بناء الدولة المستقلة، وطريق الوحدة، وتحرير الاقتصاد الوطني، مرورا بمرحلة التناوب التوافقي، وتجاوز السكتة القلبية، ووصولا إلى الانخراط في الأفق المتجدد للعهد الجديد. وبالنفس الوطني ذاته الذي يقر بأن الوطن أولا وأخيرا، يتوجه الحزب نحو بناء المستقبل، نحو تناوب جديد بأفق اجتماعي يتيح للجميع الحق في الصحة والتربية والشغل والتنمية والعيش الكريم، وبأفق ديموقراطي يعزز التعددية السياسية والسلوك السياسي النزيه ومشاركة النساء والشباب .
إن برنامج الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية يشكل الجواب الاشتراكي الديموقراطي المغربي على الأسئلة الكبرى والقضايا التي خلقتها الأزمة في بلادنا على غرار باقي دول العالم، إذ بكل الزخم الفكري حول المصير والمال، والمساءلة النقدية للواقع وتوقعات الغد وتحديات المشترك وفق ترتيب محكم للأوليات، يرسم الاتحاد طريقا ممكنا، ومنهجا متجددا، وبديلا واقعيا عن مناهج الرأسمالية المتوحشة والاحتكار والريع …).
إن الاتحاديات والاتحاديين عازمون اليوم، وإن المغاربة عازمون اليوم، أكثر من أي وقت مضى، على الوقوف في وجه كل نزوعات أصحاب الريع الانتخابي، وهي نزوعات أناس لم يسبق لهم أن ناضلوا من أجل الوطن، الذين تخلفوا عن كل المعارك القاسية التي خاضها الشعب المغربي من أجل امتلاك مصيره ….فأين كان هؤلاء زمن السنوات العجاف ….
الاتحاد الاشتراكي قوة دفع تقدمية، يسارية، اجتماعية – ديموقراطية تروم إصلاح وتطوير الأوضاع والمساهمة في رسم خطوط المستقبل، ومناط تحول في المجالات كافة، السياسية والمؤسساتية والاجتماعية والثقافية…
إن الاتحاد الاشتراكي الوفي لتاريخه الوطني، المتشبع بهويته التقدمية، المستند إلى جذوره الاجتماعية – الشعبية، ليشكل في عالم اليوم قوة سياسية، حداثية، تنخرط بوعي ومسؤولية في المساهمة في صنع مستقبل البلاد …
إن الاتحاد الاشتراكي أداة إصلاح وتغيير في الحاضر ومناط تطوير وتحديث في المستقبل، وإن قدراته السياسية والفكرية على التكيف والرؤية البعيدة، ومؤهلاته النضالية والميدانية، تجعل منه قوة فاعلة في حاضر البلاد ومستقبلها، كما كان وقود نضال وتغيير في الماضي البعيد والقريب….
إن الاتحاد الاشتراكي كان دائما مالكا للأفق المستقبلي ومن ثم كان يستشرف المستقبل ويفعل في الأحداث وكان له بعد نظر يجعله يستبق هذه الأحداث ويقود معاركها .
إن الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية الذي نشأ وترعرع في حمأة النضال من أجل ترسيخ الديموقراطية، وتحقيق العدالة الاجتماعية، ونهج سبل التنمية الشاملة، وتعزيز دولة الحق والقانون والمؤسسات، ليشدد التأكيد من جديد على الإرادة القوية التي تحذوه على تقوية جذور التواصل وتعزيز ديناميات التفاعل مع القوى الشعبية الحية بالبلاد، التي يجمعها وإياه ميثاق التلاحم المتين والنضال المستميت، في سبيل الارتقاء بالبلاد إلى أسمى درجات النهوض والتقدم، في شروط الأمن والاستقرار والازدهار.
إنها مسؤولية جسيمة، ومهمة نبيلة، تسائلان بقوة كافة الاتحاديات والاتحاديين للنهوض بهما ؛ من أجل كسب رهان التقدم والحداثة، وتوفير حظوظ مستقبل زاهر للأجيال الصاعدة …
إن واجب الوفاء والامتثال للمبادئ السامية والقيم النبيلة التي أسست لميلاد « الاتحاد الوطني / الاتحاد الاشتراكي « ، وأطرت مساره السياسي، ورسخت خطه النضالي في مختلف المراحل والمحطات ؛ أن يعود الاتحاديون والاتحاديات إلى الاعتصام بحبل التآلف والالتحام، على قاعدة نفس المبادئ والقيم التي جعلت من حزبهم أنموذجا فذا في الوفاء والالتزام بقضايا الشعب والبلاد، مهما كلفه من تضحيات ونكران الذات….
إن الاتحاديات والاتحاديين عازمون اليوم، اكثر من أي وقت مضى، على الانخراط في المعركة المصيرية، معركة هزم قوى الفساد التي تتهدد المغاربة في امتلاك مصيرهم، وعازمون على الوقوف في وجه الشاردين الذين لا يهمهم هذا الوطن ولا أبناء هذا الوطن، كل ما يهمهم إشباع طموحاتهم الذاتية ومصالحهم الدنيئة.
إن الاتحاد الاشتراكي هو ملك لكل المغاربة وليس ملك نفسه، وهو بذلك معني، من وجهة نظر التاريخ، ليس بمصيره الخاص فقط، بل بمصير العائلة الديموقراطية كلها والعائلة التحديثية بشكل عام، وعلى هذا الأساس ينظر إليه كرقم وازن في أجندة البلاد…
لإنقاذ وجدة صوتوا على «الوردة» رمز الأمل والمستقبل
الكاتب : عبد السلام المساوي
بتاريخ : 03/09/2021