خرجت ساكنة بلدة كرامة بالنفوذ الترابي لإقليم ميدلت، في نهاية الأسبوع الماضي، في وقفة احتجاجية حاشدة، وذلك لـ «المطالبة بتحسين أوضاعها الاجتماعية والخدماتية»، بشكل عام، مع التشديد على الإسراع بإيجاد حل ناجع وسريع لمعضلة النقص المقلق في مياه الشرب . وبهذا الخصوص أكد المحتجون على «أن أزمة الماء الصالح للشرب بالمنطقة باتت تؤرق الساكنة، حيث أن غيابه من الصنابير صار هاجسا يوميا بالنسبة للأسر، التي أضحت تواجه معاناة خانقة من أجل تلبية الحد الأدنى من حاجياتها الضرورية في ما يخص الخدمات الصحية المتعددة الأوجه».
وشهدت الوقفة الاحتجاجية مشاركة كبيرة وواسعة للنساء والشباب وكذا الأطفال، وذلك تلبية لـ «نداء استغاثة» تم إطلاقه عبر وسائل التواصل الاجتماعي لحث السلطات المسؤولة «على التدخل الفوري لإنقاذ ساكنة البلدة من التداعيات المحتملة لنقص مياه الشرب، وذلك استحضارا للظروف الاستثنائية والعسيرة التي فرضتها «الحرب» المتواصلة ضد تفشي فيروس كورونا، والتي تستوجب اتخاذ العديد من التدابير الاحتياطية ، في مقدمتها الالتزام بشروط النظافة الدائمة ، القائمة أساسا على توفر الماء داخل المنازل وخارجها .
وللتذكير فقد انطلقت الشرارة الأولى لهذه الاحتجاجات يوم 5 شتنبر الجاري، من أمام المكتب الوطني للماء و الكهرباء، على خلفية «انقطاع المياه عن صنابير المنازل وضعف جودتها»، حسب تصريحات عدد من المحتجين، حيث تسبب هذا «الوضع غير السليم «في انتشار حالة «من الاستياء والتذمر وسط سكان المنطقة، الذين يطالبون السلطات المسؤولة – كل جهة من منطلق اختصاصها – بالمبادرة إلى اتخاذ إجراءات وتدابير مستعجلة، من أجل تدارك الوضع، والعمل على التخفيف من معاناة الساكنة، التي تئن غالبيتها من وطأة الهشاشة ذات الانعكاسات السلبية الثقيلة على أكثر من صعيد».