التضامن الأوروبي مع المزارعين الفلسطينيين خطوة مهمة في ظل استمرار سرقة المستوطنين لثمار الزيتون الفلسطيني

سري القدوة

 

في ظل استمرار هجمات المستوطنين على المزارعين الفلسطينيين، وفي خطوات هي الأولى من نوعها، شارك رؤساء وممثلون عن البعثات الدبلوماسية لكل من بلجيكا والاتحاد الأوروبي وفرنسا وإيطاليا والنرويج والسويد والمملكة المتحدة، المواطنين في قرية قصرة جنوب نابلس قطف ثمار الزيتون بتنظيم من القنصلية البريطانية العامة بالقدس وبالتنسيق مع هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، وتأتي هذه الخطوة في ظل استمرار اعتداء المستوطنين على المزارعين الفلسطينيين ومع استمرار سرقة ثمار الزيتون الفلسطيني من قبلهم وفي ظل حماية جيش الاحتلال .
لقد عبرت هذه الخطوة عن أهمية المشاركة الأوروبية في خلق فرص لممارسة الأعمال التطوعية ومساندة الشعب الفلسطيني ودعم حقوقه العادلة وتطوير العمل التطوعي، ويأتي ضمن الحملة الوطنية لدعم وإسناد المزارعين في الأراضي المهددة بالاستيلاء من قبل الاحتلال في بلدة قصرة جنوب نابلس والوقوف أمام هجمات المستوطنين، وعبرت الدول المشاركة، من خلال الفريق الدبلوماسي التابع لها وعبر بيان صادر عن مكتب ممثل الاتحاد الأوروبي في فلسطين،عن معارضتها لسياسة الاستيطان الإسرائيلية وقلقها من عنف المستوطنين المتزايد، وشددت هذه الدول في بيانها على أن دولة الاحتلال، كقوة محتلة، ملزمة بموجب القانون الدولي بحماية الفلسطينيين وممتلكاتهم من هجمات المستوطنين .
وهنا لا بد من الإشادة بأهمية مشاركة عدد من القناصل والسفراء الأوروبيين لدى دولة فلسطين في حملة التطوع، التي نظمت من قبل القنصلية البريطانية بالتعاون مع هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وعدد من ممثلي الهيئات والفعاليات الشعبية والرسمية والأهلية الفلسطينية، وبات من الضروري إطلاق سلسلة فعاليات تضامنية متواصلة مع المزارعين الفلسطينيين لتشمل كل محافظات الوطن .
وتأتي هجمات المستوطنين، والتي تعد ممارسات غير مقبولة، متنافية مع القانون الدولي ويجب أن يتم تقديم مرتكبيها أمام العدالة، وعلى دول الاتحاد الأوروبي مواصلة دعمها للمزارعين الفلسطينيين لا سيما في المنطقة (ج)، وهذا يتماشى مع الأهداف السياسية للاتحاد من خلال دعمه لحل الدولتين والحفاظ على الوجود الفلسطيني في المنطقة (ج)، والتي هي جزء أساسي من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأن أشجار الزيتون في فلسطين ليست مجرد مصدر دخل فهي جزء من الهوية الثقافية والوطنية الفلسطينية حيث تقع معظمها في هذه المناطق من الضفة الغربية، وهناك يواجه المزارعون الفلسطينيون هجمات متكررة من قبل المستوطنين .
هجمات المستوطنين تواصلت في مختلف مناطق الضفة الغربية وخاصة في محافظة نابلس على وجه الخصوص، والتي أسفرت عن سقوط الشهداء، الذين يزداد عددهم بشكل سنوي منذ عام 2016، وإن ما يقارب من نصف الأراضي الزراعية الفلسطينية في الضفة الغربية مزروعة بعشر ملايين شجرة زيتون حيث تعتمد غالبية الأسر الفلسطينية في الضفة الغربية على زيت الزيتون كمصدر دخل أساسي لها.
سياسة المستوطنين قائمة أساسا على ممارسة العنف والقمع المستمر والمتزايد، وخاصة مع إطلاق موسم حصاد ثمار الزيتون، وهذا يدفع الجميع للإحباط، ما يدعو إلى ضرورة المشاركة والمساهمة في دعم المزارعين وتعزيز صمودهم على أرضهم والتضامن معهم، ويجب محاسبة المستوطنين المسؤولين عن ارتكاب هذه الجرائم ضد الفلسطينيين، وعلى سلطات الاحتلال الإسرائيلي إجراء تحقيق شامل في هذه الحوادث وعدم تغييب القضاء أو تجاهله لتلك الاعتداءات، والتي تتم تحت رعاية وبحماية جيش الاحتلال حيث ينبغي على دولة الاحتلال احترام القانون وأن تتخذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية الفلسطينيين من عنف المستوطنين ووضع حد لممارساتهم الإجرامية المخالفة لكل القوانين الدولية .

سفير الإعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
infoalsbah@gmail.com

الكاتب : سري القدوة - بتاريخ : 26/10/2021

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *