بمدينة الخميسات : ساحة 22 أكتوبر 1937.. حين يغيب التعريف بحدث تاريخي مميز؟

 

حلت يوم الجمعة 22 أكتوبر 2021 الذكرى 84 لانتفاضة الخميسات و زمور بتنظيم مظاهرة ضد السياسة الإستعمارية الرامية إلى  العمل على  تنصير الجنس الأمازيغي وطمس هو يته الدينية وقيمه الحضارية ، ونشر حركة التبشير وتركيز نفوذ الكنيسة بالمنطقة حتى تتيسرللمستعمر مهمة الغزو المسيحي بهذه الربوع ومناهضة الإسلام والعمل على دوام العدالة العرفية وبسط سياسة فرق تسد، وجاءت المظاهرة نتيجة تفكير وطني وخطة نضالية محكمة لأبناء زمور من أجل مناهضة الإستعمار والتصدي له بعد استعداد مسبق ومحكم. المظاهرة انطلقت من مسجد الخميسات، المسجد العتيق حاليا، حيث خرج المصلون في مسيرة حاشدة وبأعداد كبيرة والتحق بهم آخرون، ونظرا لحجمها الكبير اضطرت سلطات الحماية إلى استقدام قوات إضافية من الرباط، وخلفت هذه المظاهرة ضحايا جرحى واعتقالات. واعتبرت هذه الملحمة محطة بارزة في تاريخ الحركة الوطنية والتي تجاوز صداها حدود المغرب وكان لها وقع كبير. ويؤكد هذا ما جاء في خطاب الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة في حفل تأبين الزعيم علال الفاسي سنة 1974 حيث أشار لهذه المظاهرة، ثم قول الباحث التونسي علي الشنوفي ومن ضمن ما جاء فيه»كما نظمت المظاهرات في القرى الريفية ومن أشهرها مظاهرة قرية الخميسات في 22 أكتوبر1937, وهي مظاهرة احتجاج ضد مظاهرة مسيحية تبشيرية نظمها المبشرون المسيحيون لاستمالة  سكان القرية من البربر».
بقلب مدينة الخميسات توجد ساحة تحمل اسم هذه المحطة التاريخية الخالدة، وسبق أن تم وضع لوحة صغيرة بها كتب عليها هذا الإسم، إلا أنها أزيلت من مكانها منذ سنين عديدة، مما يؤكد أن هناك إهمالا . ونظرا لأهمية هذه المحطة البارزة في تاريخ زمور خاصة والمغرب عامة ،فإنه وجب على الجهات المعنية بعاصمة زمور  إيلاءها  الإهتمام اللازم بوضع نصب في المستوى اللائق يؤرخ للحدث  يحمل أسماء المخططين و المشاركين، وكل من ساهم فيه، بهدف التعريف به وربط الماضي بالحاضر وإطلاع  الأجيال الناشئة عليه كفترة مشرقة في تاريخ المنطقة والوطن عامة، وما قدمه الأسلاف من تضحيات جسام من أجل عزة البلاد، وما تعرضوا له من تعذيب وتنكيل ومضايقات وعسف… في سبيل نيل الحرية والإنعتاق.


الكاتب : علي أورارى

  

بتاريخ : 27/10/2021

أخبار مرتبطة

    عدد الموقوفين على إثر أحداث الخميس بلغ 28 معتقلا   حالة من السخط في أوساط المحيط الجامعي والرأي

أزمة طلبة الطب في المغرب تعد تجسيدًا واضحًا للتوترات المتزايدة بين الدولة وفئة مهمة من الشباب المتعلم المقبل على سوق

أصدر المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، تقريره السنوي الأول خلال ولايته الثانية، عن حصيلة وآفاق عمله لسنة 2023، كمؤسسة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *