انطلقت، مساء الأربعاء الماضي، فعاليات الدورة الـ 14 من المنتدى الدولي للأشرطة المرسومة بتطوان، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، من طرف وزارة الشباب و الثقافة والتواصل والمعهد الوطني لفنون الجميلة بتطوان، بشراكة مع جمعية «شوف».
وتميز حفل افتتاح هذا المنتدى، الذي امتد الى غاية أول أمس السبت 30 أكتوبر الجاري، بعدة فقرات منها على الخصوص فقرة “ في الذاكرة”، التي جرى خلالها تكريم الفنان الفقيد محمد بنمسعود، والاحتفاء بتجربة الفنانين أحمد العمراني وعبد الواحد الصوردو، اللذين يعدان من الجيل الثاني لخريجي المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان، فيما جرى ضمن فقرة “ فنان في الواجهة ” تكريم الفنانين الواعدين محمد أمين بلاوي «robel spirt» ومنال أشاوي الحائزة على المرتبة الثانية في جائزة “ بيكسار” التي تمنحها شركة « والت ديزني» .
وشدد مدير المعهد الوطني للفنون الجميلة المهدي الزواق، في كلمة، تلاها باسم وزارة الشباب والثقافة والتواصل، أن الوزارة ستواصل دعم مثل هذه التظاهرة الكبرى التي جعلت المغرب أرقى منصة للأشرطة المرسومة بإفريقيا، وفي طليعة التظاهرات الفنية الكبرى التي تحتفي بالفن التاسع في العالم العربي والفضاء المتوسطي، مؤكدا في كلمة الوزارة، على مواصلة العناية بمختلف الفنون، وتعهد سائر المواهب الخلاقة والطاقات المبدعة، عبر دعم وإقامة التظاهرات الثقافية و الفنية الكبرى، في انفتاح مستمر وتواصل خلاق مع مختلف الشركاء الوطنيين والدوليين.
كما جددت الوزارة حرصها على تثمين التراث المادي واللامادي والرقي بالفنون التراثية التي تعبر عن غنى الهوية المغربية العريقة، و العناية بأرقى الفنون الحديثة، ومن ضمنها فن الأشرطة المرسومة، ترسيخا للهوية الوطنية الموحدة والمتعددة والمنفتحة على مختلف آفاق الإبداعية المعاصرة، معتبرة أن الفن التاسع يمثل نموذجا للفنون السردية والبصرية التي تخاطب مختلف الأجيال.
وعرف حفل الافتتاح، الذي تميز بحضور رئيسي جماعة تطوان مصطفى البكوري و المجلس الإقليمي إبراهيم بنصبيح و شخصيات دبلوماسية و ثقافية وفنية، الإعلان عن جائزة الأشرطة المرسومة “ مواهب إفريقيا 2021، التي آلت إلى رحاب بنعجيبة، فيما المرتبة الثانية فاز بها موسى البيض والمرتبة الثالثة نالتها منية قريشي، أما الجائزة الوطنية للأشرطة المرسومة “ قطرة الماء في كل تجلياتها 2021، فازت بها مينة قريشي والمرتبة الثانية نالتها أميمة الغمراوي، والمرتبة الثالثة فاز بها صلاح الدين فلاني.
و بحسب الجهة المنظمة، فإن المنتدي المنظم تحت شعار «النشر في مجال الأشرطة المرسومة، تجارب مختلفة»، عرف مشاركة 12 معرضا بمشاركة 10 دول من إفريقيا وآسيا، و حضور فنانين وناشرين ونقاد وباحثين في مجال الفن التاسع.
وشهد المنتدى الدولي للأشرطة المرسومة، في دورته الجديدة، عرض آخر الإصدارات في مجال الفن التاسع، وتنظيم معارض وورشات لفائدة الطلبة، ولقاءات مع مبدعي الأشرطة المرسومة، مع تخصيص فضاءات لمحترفات الاشرطة المرسومة الموجهة للأطفال، فضلا عن توقيع آخر الألبومات، إلى جانب تنظيم زيارات خاصة بالأطفال و الشباب، ولقاءات مع الفنانين، ولقاءات مع خريجي شعبة الأشرطة المرسومة من المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان، إضافة لندوة كبرى حول شعار «النشر في مجال الاشرطة المرسومة تجارب ومبادرات»، وعقد محترفات ولقاءات موسعة بين مبدعي الأشرطة المرسومة، هذا إلى التفكير وبحث تأسيس شبكة مهرجانات ومنتديات الأشرطة المرسومة في إفريقيا..
وأهم ما ميز هذه الدورة هو اختيار أربعة أعمال لفنانين مغاربة من طرف دور نشر مرموقة و مختصة في الأشرطة المرسومة، مما يعد مكسبا حقيقيا للمنتدى و محفزا لمواصلة هذا الموعد الثقافي الهام، الذي أضحى منارة ثقافية تفتخر به مدينة تطوان.
ويذكر أن الدورة الحالية عرفت مشاركة فنانين ومهتمين من بلجيكا وفرنسا وإسبانيا والطوغو والكونغو الديمقراطية والكاميرون وإفريقيا الوسطى وبنين وساحل العاج وأنغولا وكوريا الجنوبية إلى جانب المغرب، ترسيخا وتعميقا لاتفاقيات الشراكة والتعاون التي تجمع المعهد بمدارس الفن التاسع في إفريقيا وآسيا، وبالمعهد الفرنسي في المغرب والمعهد الثقافي الإسباني “ثيرفانتيس” والمندوبية العامة لوالوني بروكسيل.