– 1 –
كمْ هِي غَريبَة خُلوتِي،
إلى القلقْ … قلقِي.
يَثورُ سَريعا بِداخِلي
بُرْكانُ سُؤالاتي الخَامِدة
مَا كَمُّ مَخاوفي المُدَّخرَة التِي،
سَتعْصِفُ بِي كدُخَّان …؟
تُحيلُ تَعابيرَ مَلامِحي المُبْهمَة
عِندَ الأسْوأ،
إلى رَمادِ أجْوِبةٍ غَازيَّة .. ؟
لوْ غلَّقتُ نَوَافذِي المُغْلقَة
فِي وَجهِ هَذا البَحر وَرائِي.
لمْ يَعُد بِوُسْعِ عَيْناي
أنْ تمْتهِنَ غِوايَة
ترَقُّبِ خَبايا مَوجِه المُتخاذِلِ فِي المَد
نَحوَ شطِّ نَهرِ تعاسَتي المُفرِطة فِي التفاؤُلِ،
فلسْتُ سَمكةَ مِلحٍ ثمِلة،
لأبْتلِع عَلى الدَّوَام
طحالِبَ غَفلةٍ
غامِضةَ المَصِير.
ألمْلِمُ فقَط،
كفزَّاعةٍ مِنْ وَرَق
هَديرَ سُكونِ عَواصِفِهِ المُتأخِّرَة،
المُتأخِّرة …
كثيراً عَنِّي،
فِي الطوفانْ.
– 2 –
هَلْ كانَ حَقا بِإمْكاني،
أنْ أمْحُوَ لوْنَ الليْل …؟
الليْلُ المُختبِئُ فِي زَوايَا غُرْفتِي.
هَكذا أتسَاءلُ بِيقين مُتذبْذِبٍ
عِندَما يَعْتريني رُهابُ الأفكارِ المُغْلقَة.
طالمَا رَاوَدتنِي الجُرْأة،
عَلى ابتِلاعِهَواجِسي
لِأبادِر في شرْعِ كلَّ نَوافِذ هَلعِي الثقيلْ.
وَحَتْماً،
بِقليلِ فُضولِ رَغبةٍ نَادرة
لذوي فَصِيلة الدَّمِ الحَار،
سَأتابع رَكضِي المُتقطعْ
وَراءَ وَساوِس أفكارِي المُلتبِسَة ..
هَكذا يَحلو لِي العَبث بِالتأويل:
هُو الليْلُ ..
لوْنٌ دَاكنُ الدَّهاءْ،
يَملأ فَراغاتِ البَياضِ المُتناثِر
فِي عَيْنيَّ الغافِيَتينِ،
يُشعِرُني أكثرْ
بِرغبةٍ جَارفَة فِي النَّحيب
كمُغْترِبٍ بِلا هُويَّة،
تَجرَّدَ …
مِنْ مِعْطفِ ذِكريَاتِه،
أضاعَ …
بَوْصَلة العوْدة
إلى الأبَد.