مَــزادٌ

كلّ شيءٍ جاهزٌ الآنَ
تعالَ أنت، وخدْ ما تشاءُ
بضغطةِ زرّ، أو لمسةِ كفّ، فقطْ
خدْ جثّةً طازجةً لامْرأةٍ
في الثّلاثينَ من أقْدارِها الْغريبةِ
أو ثأْراً مُعتّقا بنكْهةِ بُنّ، وحريقٍ
خدْ حرْبا صغيرةً، أوْ بلادا تنقُصها
حربٌ صغيرةٌ، وبقايا رمادٍ
لديّ الكثيرُ من الأسْرى الْمُبْهجينَ
قواريرُ عطرٍ، ورذاذٍ
وأزْمنةٌ سائلةٌ مثل شهدٍ ساخنٍ
تعالَ فقطْ، وخدْ ما تشاءُ من قبْلاتٍ
مجفّفَةٍ في ممرّات الضّوءِ، والرّيحِ
ومنْ عبثِ الشّتاءِ بشهْقاتِ الْبناتِ
والمؤْمنينَ القُدامى
حفْنةَ دمعٍ لزوْجتكَ الْحرونِ
ومعْطفا للْوالدِ الْعائدِ من قلقٍ جديدٍ
حذاءً عسْكريّا، ووردةً
لطفْلكَ الْفرحانِ بحظّهِ
من راجماتِ الْماءِ
لديّ عيونٌ مجَمّدةٌ
وألْسنةٌ مجَمّدةٌ
وفائضٌ من الْمراثي، والذّكْرياتِ
تعالَ فقطْ، وخدْ ما تشاءُ
منْ أعيادِ ميلادٍ مهْملةٍ
وأسماءٍ مُسْتعارةٍ، وأرْصفةٍ لسَبايا الْعصرِ
لديّ روحٌ ضاعتْ منكَ منذُ ألفِ عامٍ
وأرْواحٌ تهْتَ عنْها منذُ ألفِ عامٍ
أقدارٌ غريبةٌ للْحَزانى، وأفراحٌ
لِذَوي الْعاهاتِ، والنّياتِ الْحميدةِ
خدِ الْمغارةَ الكبْرى لأمّكَ
خدْ لها ما اشْتَهتْ منَ الرّياحِ، والأفْلاكِ
والْعواصمِ الْقديمةِ
خدْ لحبيبتكَ النّهرَ المُطلّ على
هرجِ الورْدِ في أقْصى الْمدينةِ
لا تنْسَ حظّكَ منَ عبقِ المرْضِعاتِ
ولا تخْبرْ أحداً بما رأيتَ في مماتِكَ
تعالَ أنتَ
تعالَ فقطْ
أنتَ في بيتِ الشّاعرِ!


الكاتب : فتح الله بوعزة

  

بتاريخ : 12/11/2021

أخبار مرتبطة

  لحظة إنسانية رفيعة تلك التي وقع عليها المعرض الدولي للكتاب يوم السبت 18 ماي الجاري بتكريمه لقامة فكرية وأدبية

السفر إلى المكان والعودة من الزمن   كيف استعاد عبد الحميد جماهري الذاكرة التاريخية للمغاربة من بوابة الشرق، وتحديدا من

يعنيك في أيّ مدينةٍ تزورُها، سائحاً أو ضيفاً، ما إذا كنتَ تستشعرُ فيها الأُلفة، أو الوداعة إنْ شئت. وإذا طُفتَ

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *