في حفل تأبيني متميز، نظمه رفاق وأصدقاء وعائلة الفقيد محمد الجندالي، يوم السبت الماضي بفضاء المكتبة الوطنية، تعددت الشهادات والكلمات الطيبة في حق هذا الرجل المعطاء المناضل في القواعد على المستوى النقابي والشبيبي.
كانت هذه المبادرة الإنسانية التي قام بها رفاق الفقيد بتنسيق مع العائلة لها هدف نبيل واحد، يتمثل في عدم نسيان المشترك، الذي كان ولازال حيا بين هؤلاء الذي جمعتهم سنوات النضال النقابي والسياسي والشبيبي، والحقوقي، وليؤكدوا معاني الوفاء للقيم والمبادئ التي كرسوا سنينا من أعمارهم للنضال والعمل على تحقيقيها داخل المجتمع المغربي.
لقد شكل اللقاء لرفاق الراحل محمد الجندالي على درب النضال، مناسبة لتعداد اخلاق ومواقف الفقيد، ثم مساره النضالي الحافل بالعطاء والجد والعمل الدؤوب من أجل الصالح العام، إذ اعتبروا على أن فقدانه خسارة كبرى للعمل النقابي المغربي، كما رددوا على أنه كان قيد حياته مدرسة متنقلة باعتبار مساهمته في تكوين الأجيال سواء عل مستوى الشبيبة الاتحادية والاتحاد الوطني لطلبة المغرب او الكونفدرالية الديمقراطية للشغل الذي يعتبر أحد مؤسسيها.
كما أكدت الشهادات على أن الرجل الجندالي النقابي قدم الثمن غاليا، بسبب وفاءه للمبادئ التقدمية واليسار، من أجل مغرب تسوده العدالة الاجتماعية، والحرية والكرامة، والديمقراطية .
وتطرقت الشهادات إلى أدواره الطلائعية التأسيسية سواء على مستوى النقابة الوطنية للتجهيز أو الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، ونضاله المستميت ومواقفه النبيلة المدافعة عن الطبقة العاملة وعن مشروع مجتمعي ديمقراطي حداثي.
لقد أكد هؤلاء الرفاق والاصدقاء على أن الراحل كان قيد حياته مناضلا خلوقا طيبا، يعرف متى يتفق ومتى يختلف فحتى في ساعة الاختلاف كان مبتسما ومتفهما ما يجعل الاختلاف لا يفسد للود قضية و لتستمر الحياة والممارسة النضالية في سمو ورفعة.
كما كانت كلمة عائلة الفقيد، كلمة جد مؤثرة، جعلت القاعة في لحظات يسودها صمت رهيب مسكون بالثأثر البالغ، وكأن روح الفقيد تجوب جوانب المكان، في لحظة إنسانية نبيلة بامتياز.