مجموعة السهام تتوهج في سهرة شعرية وتاريخية بمدينة المضيق

أقامت دار الشعر بتطوان احتفالية فنية وشعرية كبرى، في الذكرى 66 لعيد الاستقلال، أمام مئات الحاضرين الذين توافدوا على مسرح لالة عائشة في مدينة المضيق، مساء يوم الأربعاء. وافتتحت الفرقة النحاسية لمدينة صفرو هذه التظاهرة، حين قدمت لوحات استعراضية وعروضا فنية في ساحة المسرح. بينما توجت التظاهرة بحفل فني كبير أحيته مجموعة السهام، على مدى ساعتين ونصف، في لقاء تاريخي بين محبي الأغنية والكلمة الشعرية الملتزمة
كما احتضن المسرح الكبير بمدينة المضيق «ليلة الوفاء»، التي نظمتها دار الشعر بتطوان، تخليدا لذكرى عيد الاستقلال، الذي يصادف 18 نوفمبر من كل سنة. وقد شهدت هذه الاحتفالية حضور ممثلين عن مجموعة من الهيئات والمؤسسات الثقافية والوطنية، كما توافد على مسرح لالة عائشة جمهور حضر من مدن مرتيل والمضيق وتطوان وشفشاون وطنجة والعرائش والرباط، حيث تتمتع مجموعة السهام بشعبية كبيرة في المغرب، بينما يحفظ جيل السبعينيات والثمانينيات أغاني المجموعة وكلماتها الشعرية عن ظهر قلب.
استهل اللقاء المدير الإقليمي لوزارة الشباب والثقافة والتواصل أحمد اليعلاوي، منوها بأهمية اللقاءات التي تنظمها دار الشعر بتطوان، والتي لا تقتصر على تطوان، ولكنها تنفتح على مختلف مدن الجهة، وعلى مدن مغربية شتى، من وجدة إلى مكناس، ومن القنيطرة إلى الدار البيضاء، ومن المضيق إلى الحسيمة… كما أكد اليعلاوي أن دار الشعر بتطوان، وهي تخلد ذكرى الاستقلال، إنما تعبر عن حس وطني وشعري رفيع، بينما تنظم احتفالياتها بتصور محكم وبرنامج منظم أحسن تنظيم.
من جهته، أعلن مدير دار الشعر مخلص الصغير أن ليلة الوفاء هي لحظة وفاء للشهداء الذين ضحوا من أجل استقلال المغرب، ولحظة وفاء للمناضلين الشرفاء الذين ناضلوا من أجل كرامة هذا الوطن. مثلما هي لحظة وفاء للشعراء، ولحظة وفاء واحتفاء بالأغنية الملتزمة والكلمة الشعرية الملتزمة، كما تتجلى في الأعمال الخالدة لمجموعة السهام. ونوه المتحدث بالأدوار الوطنية والنضالية لمدينة المضيق، عبر التاريخ، حيث يشهد المؤرخون، أنه لولا نضال المغاربة الأحرار لقبيلة مجكسة، هنا في بلاد الحوز، خلال القرن الخامس عشر، لاستعمرت البرتغال كل الشمال المغربي، وليس سبتة وحدها. كما ظل سكان المضيق الأشاوس يحرسون هذه البلاد من الغزوات البحرية منذ فجر التاريخ، وإلى غاية حرب تطوان وغيرها. الأمر الذي أكده المدير الإقليمي للمندوبية السامية للمقاومة وجيش التحرير بالمغرب، مستعرضا في كلمته الدلالات الرمزية والتاريخية للاحتفال بعيد الاستقلال، باعتباره لحظة انعتاق وتحرر وطني…
ولأن مجموعة السهام بنت مجدها وتفردها على الكلمة الشعرية الملتزمة والهادفة، فقد ارتأت دار الشعر بتطوان أن تفتتح أمسية الوفاء الشعرية بقصائد السهام، ألقاها عميد المجموعة الشاعر والفنان عبد المجيد مشفيق، ثم كانت الكلمة لصوتين شعريين من مدينة المضيق، الشاعرة فاطمة فركال والشاعر عاطف معاوية. وهما معا من الأصوات الشابة التي تحرص دار الشعر على إشراكها دائما، مثلما تحرص على استضافة شعراء من الجهات والمدن التي تقيم فيها تظاهراتها. إذ لا تكتفي الدار باستضافة الشعراء إلى مدينة تطوان، ولكنها تتوجه إليهم حيث هم، حيث أقامت الدار أمسياتها وندواتها ولقاءاتها في مختلف المدن المغربية.
وكانت دار الشعر قد برمجت حفلا فنيا لمجموعة السهام، في اختتام هذه التظاهرة، لمدة ساعة من الزمن، لكن الحفل الفني استمر لمدة ساعتين ونصف، حين قدمت المجموعة أشهر أغانيها، واستعرضت ألبوماتها وتجاربها الفنية والشعرية واللحنية التي صدحت في الفضاء الثقافي المغربي والدولي منذ منتصف السبعينيات.
و»ليلة الوفاء» هي التظاهرة الشعرية الثانية التي أقامتها دار الشعر في تطوان، بعد تظاهرة «بحور الشعر» التي انعقدت صيف 2018 بالمضيق، وشهدت تنظيم مكتبة شاطئية، وأمسيات شعرية وفنية، وفعاليات وورشات للأطفال والشباب، ومبادرات أخرى توجت في الأخير بلقاء استثنائي مع الشاعر والروائي المغربي الشهير الطاهر بنجلون.


الكاتب : مراسلة خاصة

  

بتاريخ : 22/11/2021