تحت شعار «السينما للجميع» مهرجان سيدي قاسم للفيلم المغربي القصير يأخذ بعدا إقليميا خلال دورته الـ 21

 

تحتضن مدينة سيدي قاسم، في الفترة الممتدة ما بين 10 دجنبر إلى 13 منه، الدورة العاشرة لمهرجان سيدي قاسم للفيلم القصير.
وهاته الدورة من المهرجان المنظم من طرف جمعية النادي السينمائي بسيدي قاسم وبتعاون مع المديرية الاقليمية للتربية الوطنية والمندوبية الإقليمية لوزارة الشباب وبشراكة مع اللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية برئاسة عامل الإقليم و بدعم من المركز السينمائي (لجنة دعم المهرجانات والتضاهرات السينمائية) وبدعم مأمول ومرتقب من جماعة سيدي قاسم والمجلس الاقليمي الجديدين ، تحمل شعار: «السينما للجميع».
ووعد المنظمون، المتمثلون في شخص عبد الخالق بلعربي الذي تواصل مع جريدة «الإتحاد الإشتراكي»، المهتمين، ببرنامج متنوع يستهدف ليس فقط الشباب بل أيضا الجمهور الناشئ، وبتوسيع بقعة نشاط البرنامج، إذ أخذت هذه الدورة بعدا إقليميا ببرمجتها لأنشطة خارج جماعة سيدي قاسم ومحاولة التركيز على مختلف الفئات العمرية بالمجالين الحضري والقروي مع إعطاء أولوية للشباب في مجال التكوين، بحيث أن مسابقة محمد مزيان للفيلم المغربي الروائي القصير تمنح فرصة للشباب والشابات بالمغرب المشاركين والمشاركات من مختلف مدن المغرب ومن الخارج فرصة لإبراز مواهبهم في المجال السينمائي والاستفادة من جوائز تحفيزية.
وحسب بلاغ إدارة المهرجان، الذي توصلت الجريدة بنسخة منه، فإن لجنة تحكيم الدورة 21، وهي دورة حضورية، سيترأسها الدكتور حسن الصميلي، وستضم في عضويتها كلا من الفنانة سهام أسيف والناقد السينمائي أحمد سيجلماسي. وستمنح لجنة التحكيم الخاصة بمسابقة الفيلم الروائي القصير الجوائز المالية التالية: جائزة الإخراج أو جائزة محمد مزيان وجائزة السيناريو ثم جائزة التشخيص وتنويهات.
فضلا عن جوائز المسابقة الرسمية، هناك جائزة الأندية السينمائية «دونكيشوت» الرمزية والتي تتكون لجنة تحكيمها من أعضاء الأندية السينمائية التالية أسماؤهم نادية بلقايد والجيلالي بوجو وقاسم هيدور وتمنح أحسن شريط قصير.
أما الأفلام التي ستعرض ضمن المسابقة الرسمية فهي :»تأثير الفراشة» لعلي بنجلون و«أوركازموس» لدلال العراقي و«جينز» لمحمد البوحاري و«الإمكانية 3» لعبدالإله العماري و«تناقض» لمحمد حاتم بلمهدي و«الخيط» لعلي شرف و«إكاروس» لسناء العلاوي و«العصا» لفاطمة أكلاز و«عطر» للحسين شاني و«الموجة الأخيرة» لمصطفى فرماتي و«أندور» لنورة أزروال و«سراديب الغضب» للمخرجة لينا اعريوس. للإشارة فالفيلمان «تأثير الفراشة» و «أوركازموس» استفادا من دعم المركز السينمائي المغربي، وسيكون أول عرض لهما بسيدي قاسم، في حين فيلم «جينز» يعرض لأول مرة بالمغرب بعد مشاركة أولى له بقرطاج بتونس.
ويعرض خارج المسابقة فيلمان قصيران هما الشريط المغربي القصير «مداد أخير» للمخرج يزيد القادري و«لادير دي دير» للمخرج الفرنسي Patrice Guillain.
في ما يخص تكريمات هذه الدورة، فستخصص للفنان حميد نيدر مع تنويه في مجال التشخيص السينمائي والمسرحي بموهبة قاسمية شابة وواعدة هي الفنانة سناء لعفو.
ومن بين أنشطة برامج هاته الدورة أيضا أنشطة موازية للعروض السينمائية، منها محاضرة للدكتور محمد نورالدين أفاية في موضوع «السينما وتحولات الصورة»، وتوقيع كتاب المرأة في السينما المغربية خلف وأمام الكاميرا للكاتب والصحفي حسن نرايس وكتاب عتبات في الجمالية البصرية للباحث والناقد ادريس القري، بالإضافة لأربعة معارض، الأول للفن التشكيلي للفنان عبدلله أوعبي والثاني للفن الفتوغرافي للفنان علال السهبي والثالث للكتاب السينمائي للكتبي حسن بنعدادة والرابع للمنتجات الأمازيغية من إقليم إيفران للعارض ميمون إيدير وورشات تكوينية بشراكة مع مراكز التفتح بالإقليم التابعة لقطاع التربية الوطنية والشباب، وفي مجال السيناريو من تأطير السيناريست الحسين شاني وفي تقنية المونطاج الرقمي والتحريك الثلاثي الأبعد من تأطير كل من المخرجين رشيد السعيدي ومحمد لوزيني.
لم تنس فعاليات هذه الدورة الجمهور الناشئ، إذ استهدفته للرفع من التربية الفنية والعمل على رفع مستوى تذوقه للأفلام من خلال برمجتها لعروض سينمائية ذات أبعاد ثقافية منتقاة بعناية شديدة موجهة لهذه الفئة ولا تعبر بالضرورة عن المجال الترفيهي الكلاسيكي المتجاوز، بل بطرح موضوعاتي لقضايا تمس المجتمع وهويتنا. واختار المنظمون أيضا أن يتوجهوا رفقة الفنانين المشاركين لبعض الأحياء التي هي في أمس الحاجة لأنشطة سوسيو ثقافية وترفيهية، وذلك من خلال برنامج «السينما في حومتنا»، حيث سيتم تنظيم عروض أفلام قصيرة بواسطة القافلة السينمائية بحي الزاوية، وهو واحد من أقدم الأحياء بالمدينة مع سهرة فنية يحييها شباب من هذه الحومة، وسيختتم المهرجان بالجماعة القروية عين دفالي في إطار برنامج السينما في القرية بتنظيم ورشات تكوينية لفائدة التلميذات والتلاميذ بمركز التفتح الفني بالجماعة القروية عين دفالي وأمسية سينمائية بدار الطالبة بنفس الجماعة.
وتجدر الإشارة إلى أن حسن الصميلي، مدير قطب الدراسات والبحث ودعم هيئات المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي مند 2014، باحث في اللسانيات، درس وأشرف على بحوث في جامعات بالرباط، فاس، الدار البيضاء، وكان أستاذاً مشاركاً في جامعة Aix En Provence.
تقلد عدة مناصب قبل التحاقه بالمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، وهو أيضا العميد المؤسس لكلية الآداب والعلوم الإنسانية بن مسيك، بجامعة الحسن الثاني بالدارالبيضاء(1984-1998)، اشتغل كعضو اللجنة الوطنية لإصلاح التعليم من سنة 2004 إلى سنة 2006، ومستشارا لوزير التربية الوطنية سنة 1994، كما كان أول رئيس للجنة التبريز في اللغة الفرنسية في الفترة الممتدة ما بين 1989 و1992، وهو من بادر بتنظيم أول مهرجان دولي للمسرح الجامعي، حيث أشرف على عشر دورات منه.
حسن الصميلي هو أيضا مصمم ومنتج مشارك في البرنامج التلفزيوني اليومي «ألف لام» ما بين سنتي 2000 و2005، الذي ربط المسرح والمجال السمعي البصري بتعلم اللغة العربية للكبار، وكان رئيس اللجنة المشرفة على مشروع التلفزيون التعليمي والثقافي الذي تم إطلاقه في المغرب سنة 2005 . فضلا عن كل هذا فقد ترأس اللجنة الوطنية الأولى لصندوق المهرجانات والتظاهرات السينمائيةما بين سنة 2012 و2015، وكذلك لجنة تحكيم الجائزة الكبرى للصحافة الوطنية سنة 2016 وعدا هذا وذاك فله عدة مقالات في المجال السياسي وفي علم الإجتماع اللغوي.
أما بالنسبة لباقي أعضاء اللجنة فسهام أسيف لها سجل غني في المجال الفني، فهي من المواهب التي تم اكتشافها من طرف المخرج ومدير التصوير عبد الكريم الدرقاوي، بحيث لعبت بطولة فيلمه الطويل زنقة القاهرة سنة 1996، وبعدها العديد من الأدوار في السينما والتلفزيون وغنت وأصدرت ألبومات.
في السينما  لعبت الدور الأول في العديد من الأفلام نذكر منها: غراميات الحاج المختار الصولدي « للمخرج مصطفى الدرقاوي سنة 1998 و«وبعد» للمخرج محمد اسماعيل سنة 2000 و«انهض يامغرب» للمخرجة نرجس النجار و«الدراجة» للمخرج حميد فريدي و«العيون الجافة» للمخرجة نرجس النجار 2003 و«عاشقة من الريف» للمخرجة نرجس النجار.
أما في التلفزة فقد شاركت في الأشرطة التالية: «خيط الرمل» للمخرج لطيف لحلو و«ليالي» للمخرج حسن بنجلون وليالي بيضاء للمخرج حسن بنجلون و«انكسار» لعبد الكريم الدرقاوي.
كما لعبت أدوارا رئيسية  في مسلسلات مغربية وعربية نذكر من بينها: «العوني» 1-2 في القناة الثانية و«زينة الحياة» في القناة الأولى و»صقر قريش» مع المخرج السوري حاتم علي و«عمر بن الخطاب» مع المخرج حاتم علي  كما لعبت أدورا في بعض الأفلام الأجنبية وهي «الملك سليمان» و«مقهى الشاطئ» و40 دقيقة في القصبة.
في رصيد سهام أسيف جوائز عديدة عن أدائها في المهرجانات التالية :مهرجان فالينسيا سنة 2004 ومهرجان سفييا أحسن دور نسائي 2004 بالاضافة لمهرجان مهرجان باريس للفرنكفونية ومهرجان نامور ببلجيكا، كما شاركت في عضوية لجنة تحكيم بالمهرجانات. على مستوى الأغاني أدت العديد من الاغاني الوطنية والدولية منها «أم الشهيد» من كلمات والدة سهام أسيف فاطمة الساهل والتضامن ضد الحاجة (اليد في اليد) كلمات محمد أسيف.
واختارت سهام الابتعاد في السنوات الأخيرة عن التمثيل لتنعم بدفء عائلتها الصغيرة، ثم قررت  العودة والوقوف من جديد أمام الكاميرا عن قناعة حيث وقعت على عدّة مشاركات في الأعمال الرمضانية  للسنة الماضية  نذكر من بينها مسلسل «ولاد المرسى» للمخرج مراد الخودي، والمسلسل الدرامي «سول دموعي» لإبراهيم الشكيري، اللذان تم بثهما على قناة MBC 5؛ إلى جانب عودة «الكوبل» سهام أسيف وسعيد الناصري من خلال سيتكوم “زوجتك نفسي.
أما الناقد السينمائي احمد سيجلماسي، فقد ولد بفاس سنة 1950، وهو أستاذ متقاعد، بنشر مقالاته في عدد من المنابر الإعلامية الورقية والإلكترونية.. حمل كتابه الأول عنوان: «المغرب السينمائي، معطيات وتساؤلات» 1999 والثاني: «وجوه من المغرب السينمائي» وهي سلسلسة كتب من منشورات مهرجان سيدي عثمان بالدار البيضاء، ومن بين الكتب الجماعية التي أشرف على إعداد وتنسيق موادها: «محمد مزيان، سينمائي وحيد ومتمرد»من منشورات النادي ااسينمائي سيدي قاسم   و«أضواء على التراث السينمائي المغربي» (2015).
كما أعد ونشط برنامجين سينمائيين بإذاعة فاس الجهوية من: 1997 إلى 2004 وشارك في عضوية لجنة دعم الإنتاج السينمائي الوطني في موسمَيْ: 1998/1999 و1999/2000.. تحمل مسؤولية الكتابة العامة بالنيابة داخل المكتب المسير للجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب من 1994 إلى 1996.. وهو حاليا متعاون مع العديد من المهرجانات السينمائية كمدير فني أو مسؤول إعلامي من بينها مهرجان سيدي قاسم للفيلم المغربي القصير منذ سنة 1998.
وللتذكير، فمهرجان سيدي قاسم للفيلم المغربي القصير تظاهرة سينمائية ذات طابع فني وثقافي تأسست بتاريخ 21 دجنبر 1996 وتهدف إلى تنشيط مدينة سيدي قاسم ثقافيا وفنيا وإتاحة الفرصة أمام المخرجين الشباب لعرض أفلامهم القصيرة وإبراز مواهبهم في المجال السينمائي وتشجيعهم بجوائز في إطار مسابقة محمد مزيان للفيلم الروائي المغربي القصير والمساهمة في التربية الفنية للجمهور بالعمل على رفع مستوى تذوقه للأفلام من خلال عروض سينمائية ذات أبعاد ثقافية منتقاة بعناية شديدة ولقاءات مباشرة مع المبدعين والمثقفين وغيرهم وورشات في القراءة الفيلمية ومهن السينما.


الكاتب : سهام القرشاوي

  

بتاريخ : 24/11/2021