مقتطفات من تاريخ الحركة الوطنية يرويها المقاوم امحمد الظاهر -13- قرار مارس 1951 إيجابياته وسلبياته 1

قبل رحيله إلى دار البقاء ألف حول الحركة الوطنية بالمدينة القديمة، تحت عنوان ثنايا الذاكرة، إنه المناضل الكبير الغيور على وطنه المرحوم ذ. امحمد الظاهر، فمن هي هذه الشخصية البارزة، التي قاومت الاستعمار الفرنسي
مع زمرة من المقاومين الذين نقشوا
تاريخ الحركة الوطنية بمداد من الفخر والعز والكرامة؟
ولد سنة 1931 بالمدينة القديمة بالدار البيضاء، وفي أول خطوة له، نحو التمدرس التحق بالكتاب القرآني، فحفظ القرآن الكريم في سن مبكرة، بعدها التحق بالمدرسة العبدلاوية، حيث نال الشهادة الابتدائية، تم تابع دراسته بجامعة القرويين بمدينة فاس، وبها أدى القسم على يد الشهيد عبد العزيز بن ادريس العمراني الحسني رحمه الله ،بعدها انتقل إلى مؤسسة عبد الكريم لحلو بالدار البيضاء، إلا أن القرار الجائر الذي أصدره المقيم العام الجنرال جوان حال دون حصوله على شهادة البكالوريا، فالتحق بالتعليم الرسمي كمدرس للغة العربية بالدار البيضاء لحزب الاستقلال، ومنها مباشرة إلى صفوف المقاومة المسلحة المغربية .اعتقل يوم 16 يونيو 1963 بمقر الكتابة العامة للاتحاد الوطني للقوات الشعبية بالدار البيضاء، مزج بين النشاط الوطني والسياسي والعمل الجمعوي خلال مسيرة الجهاد الأكبر بعد الاستقلال، فحصل على الوسام الوطني لأطر ومسيري بناء طريق الوحدة من طرف الملك المحرر المغفور له محمد الخامس، وساهم في بناء »الاتحاد الوطني للقوات الشعبية«، حيث انتخب عضوا ضمن الكتابة المحلية لفرع المدينة القديمة، وعضوا في اللجنة المركزية بالدار البيضاء .انتخب نائبا برلمانيا بالدائرة الثانية لعمالة الدار البيضاء في أول برلمان يشهد النور على يد المغفور له الحسن الثاني. أنعم عليه جلالة الملك محمد السادس بوسام المكافأة الوطنية من درجة ضابط، كما حصل على الدرع الوطني من طرف المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، وحظي بتكريم من طرف مؤسسة الزرقطوني للثقافة والأبحاث.

 

استجابة لقرار الحزب بالاحتفاء بالذكرى السادسة لتأسيس الجامعة العربية 22 مارس 1951 أسند إلى المجاهد الراحل الأستاذ الهاشمي الفيلالي رحمه الله رئاسة تجمع كبير انعقد بمنزل الوطني الغيور. السيد الحاج حماد الصبيحي بعرصة بنسلامة بالمدينة القديمة، حضره جمهور غفير من الوطنيين، ضاقت بهم رحاب المنزل على سعته. وقد ألقيت في هذا الجمع الوطني الكبير كلمة قيمة لها ارتباط بالموضوع ضمنتها حديثا عن نضال الحركة الوطنية وصمودها في مواجهة المستعمر وغطرسته. من أجل تحقيق الحرية والاستقلال وطموحاتها المستقبلية في أن يصبح المغرب المستقبل عضوا فاعلا ضمن صفوف هذه الجامعة الفنية التي أسست من أجل الدفاع عن كرامة الأمة العربية وتحريرها من الاستبداد والعبودية. استحسنها الحضور المتحمس. وصفق لها بحرارة. وتجاوب مع مقاطعها محطة محطة، مما يؤكد استعداد الشعب المغربي. وفي طليعته رجال الحركة الوطنية لتحمل كل التضحيات المسلحة التي أفرزت بعض خلاياها في السر والخفاء، وأخذت موقعها في خندق المواجهة تنتظر ساعةالصفر. وتعالت الهتافات بحياة الملك المجاهد محمد الخامس. وقادة الحركة الوطنية. وانفض الجمع بالحماس نفسه الذي انطلق به على أمل اللقاء في تظاهرة أخرى قد تفرضها الظروف والاحداث.
تلقى المناضل الكبير. امحمد الظاهر تنويها من لدن لجنة المسيرين. وعلى رأسها المجاهد الرائد الاستاذ الهاشمي الفيلالي الذي كان يشرف على النشاط الوطني. ويخطط له حسب ما تقتضيه الظروف بالثغر البيضاوي. على نجاح هذه التظاهرة القيمة. التي تفوق على تفعيلها بحكمة وبسالة، ولم ينج قطاع التعليم الحر، هو الآخر من تعسفات »الجنرال جوان« وجبروته الذي أصدر قرارا خلال شهر مارس 1951 يمنع بمقتضاه إجراء امتحانات الباكالوريا الحرة بعد أن كانت مجموعة كبيرة تتهيأ لخوض غمارها. وقدموا ملفات الترشيح عن طريق المؤسسة التي كانوا ينتمون إليها. وإلى إدارة مدارس محمد الخامس بالرباط. التي اختيرت رحابها مقرا لإجرائها. مؤكدا في الوقت نفسه أن الامتحانات الرسمية المقررة على الدوام هي امتحانات الباكالوريا الفرنسية دون غيرها. ولم تقف اللجنة الوطنية مكتوفة الأيدي إزاء هذا القرار الجائر الذي يحمل في طياته كثيرا من الأهداف الاستعمارية. بل شرعت على الفور في إيجاد حل ناجح يفتح آفاق ولوج التعليم العالي في وجه طلبة المغرب الحر الذي بات حلا ناجعا يفتح آفاق ولوج التعليم العالي في وجه طلبة المغرب الحر الذي بات يقلق راحة الادارة الفرنسية. ووجدت على الصعيد العربي ترحيبا من الجمهورية العربية السورية التي التزمت بقبول هؤلا ء الطلبة الراغبين في الدراسات العليا بتقديم شهادة تثبت انتسابهم إلى اقسام الباكالوريا دون الحاجة اليها. ويتذكر امحمد الظاهر من بين هؤلاء الاخوة الذين كان يجمعهم فصل دراسي واحد. الاساتذة: عبد الرحمان قانية تغمده الله برحمته ومبارك خليل، وعبد الله الشروقي والمرحوم أحمد المعداوي وغيرهم من طلبة مختلف المؤسسات الحرة. أما هو فقد آثر البقاء إلى جانب إخوانه المناضلين ضمن صفوف الحركة الوطنية. من أجل الاستقلال والحرية التي كانت شغلهم الشاغل. وفاء بالعهد الذي آله على نفسه يوم قسم اليمين على المصحف الشريف عن طواعية واقتناع. وهو ميثاق وطني غليظ لا يحق الاخلال به أبدا مهما كان البديل وتعددت الضغوط والمغريات وهو حبل الله المتين.


الكاتب : إعداد: محمد تامر

  

بتاريخ : 03/08/2017