الدكتور مولاي سعيد عفيف: 27 % فقط من الأشخاص الذين يبلغون من العمر 65 سنة فما فوق حصلوا على الجرعة الثالثة والتلقيح اليومي بالجرعة الأولى لم يعد يتجاوز سقف 3 آلاف

التلقيح ضد كوفيد 19 يتراجع إلى مستويات جدّ متدنية والمتحور الجديد يشكّل تهديدا وبائيا للأنظمة الصحية

 

حذّر الدكتور مولاي سعيد عفيف، عضو اللجنة العلمية والتقنية الوطنية للتلقيح ضد كوفيد 19 في تصريح لجريدة «الاتحاد الاشتراكي» من تدني مستويات التلقيح، التي أكد على أنها تعتبر مؤشرا خطيرا وتشكل تهديدا للصحة العامة بالنظر إلى الوضعية الوبائية التي يعيشها العالم بأجمع اليوم، والقارة الأوروبية تحديدا، في ظل ظهور متحور جديد للفيروس، دفع بلادنا إلى اتخاذ عدد من التدابير الوقائية، كما هو الحال بالنسبة لمنع السفر واستقبال المسافرين القادمين من وجهات محددة.
وأوضح رئيس الفيدرالية الوطنية للصحة في تصريحه للجريدة، أنه ما بين 21 و 31 أكتوبر، جرى في إطار الحملة الوطنية للتلقيح ضد كوفيد 19 منح الجرعة الأولى لـ 865 ألف شخص، والجرعة الثالثة لأكثر من 500 ألف شخص، لكن سرعان ما تراجعت هذه الأرقام وتدنّت بشكل ملحوظ، مما يطرح حسب المتحدث، أكثر من علامة استغراب وليس استفهام، إذ لم يتجاوز عدد الجرعات التي تم منحها خلال الأيام العشرة الأولى من شهر نونبر 100 ألف جرعة، أما في الأيام الأخيرة فإن عدد الملقحين لم يعد يتجاوز 3 آلاف ملقح في اليوم الواحد، على امتداد جغرافية المملكة وفي كافة مراكز التلقيح، المجهزة بشريا وتقنيا لاستقبال المواطنات والمواطنين لبلوغ المناعة الجماعية وحماية الذات والمجتمع من التعبات الوخيمة للإصابة بالفيروس.
ونبّه الخبير الصحي إلى أنه في الوقت الذي تسارع فيه أوروبا الزمن لتلقيح أكبر عدد ممكن من مواطنيها، خاصة بالجرعة الثالثة لأنها ضرورية ومدعّمة وستحول دون وصول عدد مهمّ من المرضى إلى مصالح الإنعاش والعناية المركزة أو الوفاة، يتم تسجيل فتور وعدم إقبال على التلقيح في بلادنا، رغم كل الجهود المبذولة، محذرا من الاستخفاف من الفيروس وعواقبه، وداعيا في نفس الوقت إلى «التواصل مع المرضى الذين كانوا على مشارف الموت يوما بعد إصابتهم بالعدوى، واستطاعوا بفضل الله وبتعبئة المصالح الصحية والعناية التي تم توفيرها لهم النجاة، لكي يتم الاطلاع على ما عانوه وما عاشوه خلال تلك الفترة الدقيقة والصعبة، عضويا ونفسيا».
ودعا الدكتور مولاي سعيد عفيف إلى القيام بقراءة متأنية ومسؤولة للأرقام اليومية التي باتت تسجل على مستوى التلقيح، مبرزا أن 21 في المئة فقط من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 60 و 64 سنة حصلوا على الجرعة الثالثة، وأن من تصل أعمارهم إلى 65 فما فوق، فقط 27 في المئة منهم حصلوا على الجرعة الثالثة، وهو ما يجعل من هذه الفئات، وتلك التي تعاني من أمراض مزمنة خطيرة، الأكثر عرضة للإصابة بالتبعات الصعبة للفيروس في حال الإصابة به، وإذا ما عشنا موجة وبائية جديدة، مما يمثل تهديدا مباشرا لهم، إن على مستوى المراضة أو الإماتة، كما سيشكل الأمر تحديا جديدا للمنظومة الصحية التي تواجه الفيروس وتقاومه منذ 20 مارس 2020 إلى اليوم.
وللاستدلال أكثر ولتشكيل صورة واضحة عن صعوبة هذا الوضع، أوضح الخبير الصحي للجريدة أنه خلال الموجة الوبائية الأخيرة التي عاشتها بلادنا، 83 في المئة من الأشخاص الذين ولجوا مصالح الإنعاش والعناية المركزة وفارق الحياة أغلبهم، كانوا حاصلين على جرعة واحدة من التلقيح أو لم يحصلوا عليها بالمطلق، في حين أن نسبة 17 في المئة المتبقية هي تخص مواطنين حصلوا على الجرعة الثانية منذ أكثر من 5 أشهر، وهو ما يؤكد على أهمية الجرعة الثالثة وضرورة الحصول عليها لتعزيز المناعة ومقاومة التداعيات القاسية للمرض. ودعا الدكتور عفيف في نفس السياق الأشخاص الذين يستفيدون من اللقاح ضد الأنفلونزا الموسمية خلال كل سنة إلى المبادرة بتلقيح أنفسهم، مبرزا أنه متوفر اليوم ويجب الحصول عليه لحماية الذات في ظل هذه الوضعية الوبائية التي يمكن أن تشكل خطرا مزدوجا على الفئات الهشة صحيا.

 


الكاتب : وحيد مبارك

  

بتاريخ : 29/11/2021