احتراما لمبدأ الاعتراف، فنينو الأب والابن، يعملان على تخليد اسم الفنان الراحل خلافة بدوي

يعتزم الفنان يوسف فنينو، نيابة عن الفنان التشكيلي المغربي عبد الله فنينو، الإعداد لمشروع يخلد الفنان المرحوم خلافة بدوي الذي وافته المنية في غشت 2010.
وحسب تصريح منحه يوسف لجريدة «الإتحاد الإشتراكي»، يقوم حاليا بالاتفاق مع شركاء، و منهم مسؤولون عايشوا الفنان الراحل، حول طريقة يتم بها التنفيذ، تناسب و مقام و فنية وإبداع هذا الراحل الذي لا يعرف بما فيه الكفاية، حسب يوسف، والذي يسعى أصدقاؤه والمتتلمذون على يديه تخليد ذاكرته، احتراما لمبدأ الاعتراف.
وأفاد فنينو الابن، بأن هناك العديد من المهتمين بالشأن الفني و الثقافي والمعجبين بلوحات خلافة بدوي، دخلوا مع فنينو الأب في ترتيبات و مفاوضات، لمعرفة الطريقة المثلى للاحتفاء بالفنان الراحل، وهي على العموم خمسة اقتراحات: إعداد برنامج تلفزي أو كتاب أو متحف، أو معرض دائم بمتحف محمد السادس أو إعداد مزاد لبيع لوحات الفنان، على أن يتم تقديم الأرباح لجمعيات اجتماعية يستفيد منها المسنون أو اليتامى.. و«هاته الأخيرة هي التي يتهيأ لي شخصيا أنها مناسبة»، على حد قول التشكيلي يوسف فنينو، مستندا في تبنيه لهاته الفكرة إلى كون الراحل كان يقوم في شبابه بإعلانات تحسيسية في التلفزة المغربية، في حصة من 30 دقيقة، للتحدث عن اليتيم وعلى محاربة الأمية، كما كان مهتما بموضوع التضامن الاجتماعي. فضلا عن هذا فقد كان خلافة يميز ما بين الفترات التاريخية في لوحاته، بالألوان..، وأردف يوسف مفسرا أن: « رسالتنا هي التعريف بالفنان التشكيلي خلافة، وبجودة أعماله وإحاطته بعدة مدارس فنية تشكيلية، وكونه كان مهتما بالتراث المغربي وتتلمذ على يديه عدة فنانين مشهورين حاليا».
واسترسل يوسف قائلا بأنه عدا هاته الاقتراحات هناك مبادرة أخرى تخص الفنان الراحل « إذ قدمنا طلبا لتعرض لوحاته في المتحف المتواجد بحي «بوسيجور» بالدارالبيضاء ، و لقينا اهتماما لطلبنا من طرف المديرة المسؤولة عن هاته المؤسسة».
وللإشارة فقد سبق ونشرت جريدة «الإتحاد الإشتراكي» خلال ماي من هاته السنة، مقالة حول الفنان الراحل خلافة البدوي تضمنت شهادة للفنان التشكيلي المغربي عبد الله فنينو الذي حاول أن يقرب بروفايل الراحل للعديد من القراء.
المقالة كانت بعنوان «خلافة البدوي الفنان المغربي الغائب شعبيا الحاضر بقوة فنيا»
وتفيد المقالة أنه في غشت 2020 أكمل الفنان المغربي خلافة البدوي 9 سنوات على رحيله، حيث توفي بعد معاناة طويلة مع المرض والعجز، وفي ظروف اعتبرها العديد من الفنانين لا يتناسب مع قيمته و حجم مواهبه ولا مع عطاءاته للمشهد الفني المغربي.
وأن بدوي، الذي لامس أيضا عالم المسرح أثناء اشتغاله مع المسرحي الطيب الصديقي، ومساهمته في تأثيث الركح و تحضير الديكور، ولد سنة 1934 بسوق الأربعاء الغرب، وعاش يتيما منذ طفولته الأولى بعيدا عن صفوف الدراسة، إذ كان يرعى الغنم. لكن بالرغم من قساوة الظروف التي عاشها، موهبته الفنية كانت تنخر أحشاءه و جعلته يبحث في محيطه عن كل الوسائل للتعبير عن ذاته من خلال الرسم مستعملا الأدوات البسيطة.
وشاء القدر أن يكتشف موهبته فريق من الفنانين الفرنسيين فمدوا له يد المساعدة. كان لقاؤه بهؤلاء الفنانين الفرنسيين بمثابة بدء رحلته الفنية، فكان في البداية يقلد أعمالهم، إلى أن التقى بالسيدة «أونتليمي» التي تبنته وأرسلته لمتابعة دراسته.
انتقل الفنان خلافة البدوي من ورشة لأخرى ومن مصنع إلى أخر باحثا عن الإلهام والجديد في عالم الفن، ولما تأكد أصدقاِؤه الفرنسيِون من كونه وصل لجودة عالية فنية في أعماله، نظموا له معرضا بساحة بني مروك بالدار البيضاء سنة، 1954 وعرفت التظاهرة إقبالا و بيعت جميع لوحاته.
قبيل استقلال المغرب، و فيما كان أصدقاؤه من الفنانين يتأهبون للعودة إلى فرنسا، طلبوا منه أن ينتقل معهم هناك، إلا أنه رفض و اعتذر لهم، مفضلا البقاء تحت شمس بلاده التي ألفها.
استطاع خلافة البدوي أن يبصم اسمه و أن يفرض وجوده في عالم الفن في أواخر الخمسينيات، وقد سبق وطلب منه عامل مدينة الدار البيضاء أنذاك، السيد بركاش، أن ينجز لوحة تعكس أفاق خريطة المغرب لكي تهدى للملك الراحل محمد الخامس، وقصد شكره وإكرامه، أمر الملك الراحل محمد الخامس بتوظيف الفنان خلافة البدوي وتعيينه بوزارة الشبيبة والرياضة حيث اشتغل مؤطرا بدار الشباب.


الكاتب : سهام القرشاوي

  

بتاريخ : 03/12/2021